سرني تفاعلكم مع مقالة الأسبوع الماضي حول مشاكل الكهرباء، لذا سأتجاهل قاعدتي الشخصية (مقالة واحدة في اليوم فقط) لأقوم بتكملة تلك المقالة.

خطوط عامة حول الأزمة

بعد أن فهمنا ماذا يعني طرح الأحمال، فلنفهم مالذي يحدث

الشبكة في ليبيا منهارة، وبغض النظر عما حدث أو يحدث فإن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي لقطع الكهرباء شئنا أم أبينا، تتفاوت ساعات القطع، فكلما ارتفعت الدرجة زادت ساعات الفصل.

يمكننا ببعض حسن التصرف المساهمة في تقليل العبء على الشعب خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب، هل يمكننا ذلك؟

  1. عزل المنزل حراريا

عزل المنزل يعني أن البيت يحتفظ بالدفء والبرودة، ما يعني تقليل تكاليف التبريد والتدفئة، وبالتالي تقليل صرف الكهرباء والحمل على الشبكة!

حتى في أشد الأيام حرا، ساعات الصباح الأولى تكون باردة، استفد منها بفتح النوافذ ثم أقفلها عند اشتداد الحر، وإن كنت تعاني من دخول الحشرات فضع شبكة (ريتي) على النافذة.

ليس من الضروري تشغيل فلاش 2 كيلو وات طول الليل والنهار، إن كنت كسولا ولا تستطيع إطفاؤه فالأفضل ألا تفتحه.

اللامبات البيضاء توفر 80% مقارنة بالصفراء وتعيش 8 أضعاف العمر، يكفي أن تعرف أن اللامبات الصفراء ممنوعة في دول الاتحاد الأوروبي منذ سنة 2008!

  • ادفع فاتورتك

إن لم تكن لديك ساعة فأنصح أن تستكمل إجراءاتك، التوصيلات غير الشرعية عبء على المجتمع ككل. ولا أظن أنك ترضى أن تسرق الطاقة أليس كذلك؟

تحددها الشركة العامة للكهرباء، وهي تقريبا ما قبل التاسعة صباحا وبعد الحادية عشر مساء، إستغل هذه الأوقات في أعمال المنزل وملء المياه.

أعلم ماذا ستقول، وأنه رغم كل التوفير والمجهودات فإن الكهرباء تنقطع، إذن لا فائدة ويجب ألا نعمل شيئا!

في الحقيقة هذا التفكير ليس صحيحا تماما!

لنفترض أن 50% من الشعب الليبي الكريم قام ببعض هذه النصائح، صدقني فإن عمر الأزمة سينخفض وساعات الانقطاع ستقل!

طيب! ماذا نفعل عند انقطاع التيار ياسيد معاذ؟

أعتقد أن لدى الكثير منا وعي مسبق بما يجب فعله، ولكن لا يمنع ذلك من سرد بعض النصائح البسيطة:

  1. أشعل الإنارة

لا تبق في الظلام! أشعل شمعة أو كشاف (بيلة) أو لامبة شحن إن كنت في الليل، أما إن انقطعت الكهرباء في النهار فلا داعي على الإطلاق.

  1. شحن الأجهزة

إن كنت من محبي الهواتف المحمولة فلا غنى لك عن بطارية خارجية Power Bank وحتى لا تتحول هذه المقالة إلى دعاية كبيرة فلا داعي لذكر المواصفات أو الأسعار (خاصة وأن أصبح لها سوق في ليبيا).

 

إن كانت درجة الحرارة 40 مئوية فتوقع انقطاعا طويلا (اللهم عافنا) لذا لا داعي لتعذيب نفسك بعد الساعات والبكاء على حالك (صدقني هنالك من هم أسوء منك حالا بكثير).

الشركة تقطع بشكل متناوب، أي إن كانت لديك كهرباء فجيرانك مقطوع عليهم، من خلال الحديث معهم ستعرف كم انقطعت ساعة، مع احتمال وجود عطل ليس له علاقة بالأحمال.

استمتع بالرفقة الإجبارية وحاول التمتع بمزاج جيد! لا تسمح للظروف الصعبة بتحطيمك!

هل من وسائل لتوليد الطاقة غير من الكهرباء الحكومية؟

  1. المولدات

قد يكون المولد فكرة جيدة (في حالة أنك تستطيع شرائه دون الضغط على ميزانيتك) ولديك الوقود الخاص به (بنزين أو سولار -نافطة-) على حسب نوع المولد، مع مراعاة عدم تحميله فوق طاقته، والاهتمام الشديد بصيانته والعناية به. صارت المولدات تجارة رابحة جداً هذه الأيام وهنالك من يزعم أنها سبب الأزمة.(لن أتحدث عن الشائعات هنا!!) لا تقرأ هذه كدعوة لشراء مولد، أنت أدرى بحاجتك!

ملاحظة: كن مستعدا للضوضاء والتلوث!!!

ليست جيدة جدا، ربما يمكنك تشغيل جهاز التلفاز والريسيفر لساعة من الزمن، لا أنصح بها شخصيا إلا إن كنت تعرف ماذا تفعل بها وكيف تستفيد منها للحد الأقصى.

 3. USB LED لامبة بمقبس يو أس بي

هذه اللامبة الصغيرة ستصبح رفيقتك الدائمة سواء وأنت تطبع على الحاسوب ليلا لتنير لك لوحة المفاتيح، أو إن وصلتها بأي مصدر طاقة ذي مقبس يو أس بي تصبح “سهارة” بسيطة وعملية ومعقولة الثمن (10 دينار تقريبا) يمكنك القراءة على ضوئها أوكتابة بعض الملاحظات أو مجرد الاسترخاء دون تسخين الغرفة بضوء كبير! كما إنها مرنة وتنطوي بعدة أوضاع!

لا توصلها بالبطارية الخارجية فقد تسبب تلف اللامبة!

لامبات منفذ يو اس بي متوفرة في السوق الليبي

أما إن كنت تحب صنع الأشياء بنفسك (وتستكثر عشرة دينار في هذه اللعبة!) فعليك بهذه المشاريع التي توضح بالتفصيل الممل كيف تصنع لامبة يو أس بي بنفسك.

حلول أخرى (خيالية وساخرة):

1. كنت أتمنى أن تكون الطاقة الشمسية متوافرة أكثر بحدود العام 2015، ولكن على العكس لا زلنا نعتمد على الوقود الأحفوري!

2. أيضا طاقة الرياح حل معقول ويمكن أن يشتغل بالتناوب مع الطاقة الشمسية.

 

3. أتمنى لو كان يمكن تحويل شقاوة الأطفال إلى طاقة، لكنا مكتفين ذاتيا!

4. ولو كان يمكن تحويل “تنقريز” العجائز إلى طاقة، لكنا في قائمة المصدرين!!

أمل أن تساعد هذه النصائح في النجاة من فترات قطع الكهرباء وطرح الأحمال، وأتمنى من الكل التمتع بالوعي ومحاولة مراعاة الآخرين، بدل من تشغيل كل الأجهزة والمكيفات فور رجوع الكهرباء لغرض الانتقام، فهذا عكس الغرض تماما!!

كلي ثقة في الشعب الليبي الكريم، وقدرتهم على التكيف مع الظروف والتعايش مع الظروف الصعبة، وأجزم أنها “شدة وتزول” ولن يبقى منها سوى الذكريات!

شكرا لك لقراءة مقالي وأتمنى إن أعجبك أن تثريه بتعليق وتشاركه مع من تحب، وفي حالة الاقتباس الرجوع للمصدر، شكرا مجددا!

*تنقريز كلمة ليبية عامية تعني التذمر والشكوى، لا أقصد بها السخرية فكلنا لها إن أتانا الله العمر. والبركة في عجائزنا.