ما دفعني لكتابة هذه التدوينة هو حضوري لمؤتمر تقني الفترة الماضية تحدث فيه 5 من المطورين ومتخصصي تقنية المعلومات الليبيين، ما شدني بالتحديد هو حديث مطوري التطبيقات ..


دائما ما أتساءل هل التقنية في بلادنا رفاهية لعدد محدود من الناس، أم أنها ضرورة لمواكبة العصر والالتحاق بركب الأمم المتقدمة؟

مما لاحظته وشاهدته أن نمط مستخدمي التقنية الليبيين يدور في فلك محدود، واي ماكس وأيفون و”جلاكسي” وكلها تصب في مصلحة موقع الفيس بوك سئ الذكر (إلا من رحم ربي).

والبعض مقتنع بفكرة أن الهاتف أو التابلت لا ينفع إذا صدرت النسخة التالية منه ويجب استبداله فورا!

هذه البضاعة ثمنها عملة صعبة، وهي وكماليتها تشكل عبء على الاقتصاد الليبي المنهار، فإنها إن لم تعد علينا بالنفع فهي تصبح عالة على المجتمع.

فلنعد لأول سؤال: هل التقنية رفاهية أم ضرورة؟

هل قدمت التقنية الحديثة حلولا لمشاكل الشعب المزمنة (الازدحام المروري، القمامة المتراكمة، البيروقراطية؟)

جواب مختصر، لا!

لم لا يقوم مطوروا التطبيقات الليبيون بعمل تطبيقات لمحاربة الازدحام المروري، أو تطبيق لمعرفة أماكن براميل النفايات، أو تطبيقات للجهات العامة توضح الإجراءات وتقلل من البيروقراطية وضياع الوقت والجهد؟ (السؤال موجه لي أنا أيضاً). رغم أن الكثير من الجهات العامة لديها مواقع وبعضها يستضيفها مجاناً إلا أنها عفا عنها الزمن ولا توفر أي معلومات للمواطنين إلا القليل النادر. ولن أتحدث عن مهزلة الجهات العامة التي تستعمل الفيس بوك للتواصل مع المواطن وكمية الصفحات المزورة و… إلخ.

 

أمل أن يرى الكل فائدة توصيل كل شئ معا، لنتمكن من تقديم خدمات أفضل للمجتمع

 

أمل أن يرى الكل فائدة توصيل كل شئ معا، لنتمكن من تقديم خدمات أفضل للمجتمع

 

العنونة البريدية

إلى يومنا هذا ما زالت الشوارع تفتقر إلى أسماء واضحة أو متعارف عليها وكل الاتجاهات تتضمن عددا مهولا من المثلثات والفتحات و”الأربع شوارع” وكمية من (يمين، يسار في يمين) لم لا تتم العنونة بشكل واضح؟ مادام الكل تقريبا يمتلك هاتفا ذكيا ويمكنه الإضافة لشوارع مدينته؟

يبدو لي نوعا من السخرية أن يجتاز المطور بسيارته زحاما شديدا (لأنه لا يعرف أفضل طريق) ويضيع أثناء المسير لأنه لا يمتلك الاتجاهات الصحيحة، وسبب الزحام أن يمين الطريق يستعمل كمكب للقمامة مثلا أو أن المخبز القريب لديه خبز اليوم! ليصل في نهاية المطاف متأخراً ويحكي للناس كم غوغل أو أبل عظيمة ولماذا الشركة الأخرى أسوأ!

أليس من السخف أن يتملك المرء هاتفا ذكيا خارق المواصفات لا يستفيد منه بتاتا سوى في ضياع الوقت؟ ألن يسأل عن هذا المال والوقت الذي ضيعه؟

كما أن البنية التحتية ضرورية، فإن البنية التحتية التقنية ضرورية لاستمرار الحياة وتقدم الإنسان.

وختاما، التقنية ليست مهربا من الحياة الواقعية كما يعتقد البعض، وموقع الفيس بوك هو موقع واحد فقط.

ما رأيك أنت عزيزي القارئ، هل نقوم بإساءة استخدام التقنية كليبيين؟ وما الحل في وجهة نظرك؟