هذه التدوينة متجددة طالما الكهرباء تقطع على العاصمة..

الموضوع يتطور والكثير من المعلومات يوميًا تتكشف، لذا فضلت جمعها كلها في تدوينة واحدة عوضًا عن عمل عدة تدوينات متفرقة وكل منها يحتوي بعض التفاصيل، سأقوم بتعديل التدوينة ونشرها كلما جد جديد، إستمر في القراءة لتعلم جديد الحالة الكهربائية في طرابلس المح، عفوًا المنكوبة.

أجد نفسي مضطرًا إلى العودة للتدوين عن إنقطاعات الكهرباء المتكررة والتي فاقت الحدود، إنه لأمر مخز أن تنقطع الكهرباء في عاصمة بلد مصدر للبترول (بل إنه مصدر رزقه الوحيد) بالعشر ساعات والإثني عشر ساعة في اليوم، ووصلت في بعض اﻷحياء إلى إنقطاع متصل دام لعدة أيام، تعود فيه الكهرباء لبضع دقائق ثم تنقطع مجددًا دون رحمة.

كنت قد دونت في نفس الوقت من العام الماضي تدوينات أفضل تسميتها بذر الرماد في العيون، طرحت فيها حلولًا لمشاكل الطاقة وكيفية تخفيض الإستهلاك، وفي تدوينة أخرى وضعت تفسيرًا لمشكلة اﻷحمال بالتفصيل الممل، سؤالي اﻷن الذي يطرح نفسه لماذا لا تنقطع الكهرباء في مدن غير مدينة طرابلس وضواحيها؟

حال معظم سكان طرابلس اليوم ممن يمتلكون رفاهية المولدات

طرح اﻷحمال في ليبيا

 كنت تحدثت عن في تدوينة سابقة عن  طرح اﻷحمال رجاء قم بالإطلاع عليها (ولو أني أشك أن أحدًا لا يعرف معنى الطرح!).

عدم العدالة في توزيع اﻷحمال بين المدن

كنت أعتقد أن اﻷمر إشاعة أو محاولة للإيقاع بين الناس، لكن بالتواصل مع الزملاء واﻷصدقاء من سكان مدن المنطقة الغربية مثل: الزاوية وصرمان. ومدن من شرق طرابلس (زليطن)، ومدن الجبل مثل: غريان. ثبت لي بما لا يدع مجالًا للشك أن المشكلة في طرابلس فقط دونًا عن سائر المدن! (باستثناء بعض المدن القريبة مثل: سوق الخميس، وسبها في الجنوب).

فلنأخذ اﻷمور بصراحة: عندما كانت الكهرباء تقطع على الكل كنا (في الهم عزي) وكان الكل يحصل على حصة شبه متساوية من طرح اﻷحمال وتمضي الحياة، لكن عندما تتحمل طرابلس عشرين ساعة في اليوم من الانقطاعات، بينما مدن أخرى لا ينقطع عليها الكهرباء للحظة، هنا توجد مشكلة حقيقية!

تمكنت من الحديث مع غرفة التحكم الكهربائي بعد جهد جهيد

وعندما سألتهم لماذا لا تنقطع الكهرباء في مصراته والزاوية قال لي بالحرف الواحد: “برا أسكن معاهم كان تبي الضي”!!

هذه أرقام الغرفة لمن أراد التأكد: 0214631570 – 0214631571

إعتراف الشركة بعدم تساوي الطرح

هذا البيان نشر من قبل الشركة العامة للكهرباء، فيه اعتراف ضمني برفض المدن والمناطق طرح اﻷحمال عليها (رغم إنكار بعضهم الشديد والقسم بيمينات عظيمة) ويهدد بإطفاء عام للكهرباء في ليبيا (أشك في ذلك شخصيًا) ولا أ

ملك هنا سوى أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم، ولك الله يا ليبيا..

بيان الإظلام التام
بيان من صفحة الشركة العامة للكهرباء يهدد بالإطفاء التام

اﻷمر المحير هو أنه تم إنفاق مليارات الدولارات على قطاع الكهرباء في الخمس سنوات اﻷخيرة (طالع تقرير ديوان المحاسبة الليبي إن لم تكن تصدق وشاهد بنفسك اﻷرقام المهولة)، ولا تزال الكهرباء تقطع يوميًا بالإثني عشر ساعة على العاصمة طرابلس وضواحيها، وبدلًا من وضع الحلول تهدد الشركة العامة للكهرباء بالإطفاء التام!

ألن يؤدي ذلك إلى تعطيل مصالح كل الليبيين؟

 أليس من الغباء في دولة مركزية مثل ليبيا تحميل كل الطرح على طرابلس؟ التي توجد بها شركات الاتصالات والمصرف المركزي وجل الوزارات والمصالح الحكومية؟ وتخرج منها

حوافظ المرتبات لكافة الفروع بالمدن اﻷخرى، كيف ستعمل المصارف دون كهرباء؟

في ظل أزمة سيولة خانقة وانقطاع الدواء وإقفال المستشفيات لأبوابها

وانتشار السلاح والجريمة، تتعمد الشركة العامة للكهرباء طرح اﻷحمال على مدينة طرابلس لساعات طويلة ولأيام متتالية، لماذا؟

  • كما أن وسائل الإعلام تتعمد تجاهل هذا الموضوع بشكل كلي كأنه ليس موجودًا وتقوم بتغطية كل اﻷخبار اﻷخرى مهما كانت صغيرة أو قليلة اﻷهمية.

ماذا سيحصل لو حصل الإطفاء التام؟

هذا البيان المكتوب باللهجة العامية من صفحة الكهرباء، كل المكتوب في هذا البيان الرخيص والذي لا يساوي (إن طبع) الحبر المطبوع به يحدث يوميًا في طرابلس، الشيء الوحيد المختلف أن الكهرباء تقطع بالعشرين ساعة متواصلة، وليس ثمان ساعات، ولن تقطع في المدن التي “ترفض الطرح” وترفضه منذ عدة سنوات وطرابلس في الظلام صيفًا وشتاء، ورمضان دائمًا في الظلام مهما كانت درجة الحرارة.

هل لتجارة المولدات الصينية الرديئة التي انتشرت إنتشار النار في الهشيم دور فيما يحدث في طرابلس دونًا عن سواها من المدن؟ الجواب ليس لدي، بل لدى غرفة التحكم الكهربائي، وقد حدث في أكثر من مناسبة أن نصحوا الناس بشراء المولدات لأن الانقطاعات ستزيد كثيرًا!!

شهر رمضان

مع قدوم شهر رمضان المبارك الذي يتمتع بخصوصية لا مثيل لها لدى الليبيين في كل شيئ ويتميز بتضاعف الإنفاق على المأكل والمشرب (في ظل أزمة سيولة خانقة لم تشهد البلاد لها مثيلًا منذ سنين طويلة تضاف للأزمة السياسية الراهنة وإيقاف تصدير النفط وارتفاع سعر الدولار وما تبعه من إرتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والخدمات) ما يضع ضغط اقتصادي على المواطن المقيم، فما بالك بحالة المواطن النازح في بلاده؟

  شهر رمضان يأتي في فصل الصيف و التبريد واستعمال أجهزة التكييف لا بد منه لتلطيف الجو، تتفنن الشركة العامة للكهرباء في قطع الكهرباء لساعات طويلة عن المواطنين ولعدة مرات يوميًَا، لعلها طريقة الشركة في تهنئة الناس بشهر رمضان المبارك، ولا تزال الكهرباء تقطع عن مدينة طرابلس وضواحيها في ظل صمت مطبق من المسؤولين وأهل المدينة، ولسان الحال يقول: “تبي الضي برا اشري مولد” ولا نقود لشراء المولدات أصلًا.

الانقطاعات المطولة أفسدت اﻷجهزة الكهربائية واﻷطعمة بالثلاجات وأدخلت الناس للمستشفيات بضيق التنفس وأدت لوفيات، من المسؤول يا ترى عن كل هذه المصائب؟ ولماذا كل هذه الانقطاعات فقط على مدينة طرابلس؟

وبالطبع فإن أفضل وقت لقطع الكهرباء هو ساعة المغرب عند كسر الصيام وساعة السحور، والشركة غير مقصرة بصراحة في تقديم أفضل الانقطاعات لسكان طرابلس.

رأي دار الإفتاء في المسألة

قمت بمراسلة دار الإفتاء على بريدهم مستفتيا في هذه المسألة منذ بضعة أسابيع وأرسلوا لي نسخة من سؤالي وإجابتهم، سأقوم بنشرها كما جاءت.

السؤال: “ما حكم ما تفعله الشركة العامة للكهرباء من قطع متعمد للكهرباء على مناطق بعينها دون غيرها؟

فمثلا طرابلس يقطع عليها بشكل يومي بينما مصراته والزاوية وصرمان مثلا لا يقطع عليها إلا نادرا.

مالحكم فضيلتكم؟”.

                                        بسم الله الرحمن الرحيم

 

    الجواب:

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

    إذا كانت ظروف شركة الكهرباء ومحطاتها وشبكتها تقتضي ذلك فلا بأس أما إذا كانوا غير عادلين في توزيع طرح الأحمال أو كانوا يتعمدون قطع الكهرباء بدون سبب أو لغاية سياسية أو غيرها فهذا فيه إيذاء للمسلمين ولا شك أنه محرم وإثمه كبير.

    والله أعلم

    باحث بدار الإفتاء

  هذا النص كما هو من البريد الوارد لم أزد عليه شيئًا، ولم أتفقد بريدي إلا اليوم لذا قمت بإضافة الفتوى حين وصولها.

الحرارة تصل حاجز الخمسين درجة

!! 16/06/2016

منذ يومين والكهرباء مقطوعة تمامًا عن طرابلس، تعود لدقائق معدودة ثم تختفي لساعات طوال، وسط درجات حرارة لاهبة وصلت إلى الخمسين درجة مئوية حسب بعض التقارير..

حتى بعد خروج شباب من مختلف مناطق طرابلس وإشعالهم النار في الإطارات وإقفالهم الطرق، لا تزال الكهرباء تقطع بالساعات الطويلة، ولا حياة لمن تنادي!

أين محطة جنوب غرب طرابلس؟ لماذا تأتي الكهرباء من محطات الزاوية والخمس ومصراتة وسرت والسرير لتغذية طرابلس؟ مجددًا ليس لدي جواب شاف، وهذا هو المطلب الذي يجب المطالبة به وليس المساواة في طرح اﻷحمال.

  أمطار الخير على طرابلس  21/06/2016

الحرارة منخفضة بشكل كبير وشهد اليوم هطول لأمطار على مدينة طرابلس (شخصيًا لم أرى مطرًا في شهر يونيو من قبل)، الحمد لله لقد انخفضت الحرارة بشكل كبير في هذه اﻷيام ومعها تناقصت ساعات طرح اﻷحمال، مع تأكيدات الشركة العامة للكهرباء بتخفيف حدة اﻷزمة والتي تزامنت مع تصريحات مفوض اﻷمم المتحدة (مارتن كوبلر) بضرورة حل مشكلة الكهرباء في طرابلس (غير أطلع منها انت يا وجه المالقي انت وهي تعمر).

توصى الشركة العامة للكهرباء بإغلاق سخانات المياه لأنها تستهلك الكثير من الطاقة، وضبط جهاز التكييف على 25 درجة مئوية، أنا شخصيًا أنصح قرائي اﻷعزاء بتطبيق هذه النصائح والالتزام بها (ساير الكذاب لفم الباب) ورغم الاقتصاد والتوفير إلا أن أحمال الكهرباء -للأسف- ستطرح على طرابلس مهما كان.

أما المنطقة الجنوبية فتشهد إظلامًا تامًا منذ عدة أيام، ولاحول ولا قوة إلا بالله، أسئل الله أن يخفف عنهم البلاء ويرفع الغمة عاجلًا غير أجل.

حتى اليوم التفسير الوحيد الذي لدي هو أن بعض المدن في المنطقة الغربية والمليشيات ترفض طرح اﻷحمال وتحملها الشركة العامة للكهرباء على طرابلس.

طرابلس كاريكاتير حاتم الهوني
طرابلس كاريكاتير حاتم الهوني

 حلقة مفرغة

يشتد طرح اﻷحمال على طرابلس فيخرج الناس في الشوارع ويغلقونها، فيختفي الطرح فيعودون لمنازلهم، يزداد الطرح تدريجيًا حتى يغضب الناس ويرجعون لحرق الإطارات، وهكذا..

حلقة الكهرباء المفرغة في طرابلس
الحل الوحيد تشغيل محطتي جنوب وغرب طرابلس فورًا ودون أي تأخير بكامل طاقتهما وإنشاء محطة جديدة تغذي مدينة طرابلس بالطاقة، وهذا هو المطلب الذي يجب المطالبة به، وليس تخفيض ساعات الطرح بينما أحياء ومدن كاملة تنعم بكهرباء لا تنقطع!!

بعض اﻷحياء لا تطرح عليها اﻷحمال على الإطلاق، وهذا ما اعترفت به الشركة العامة للكهرباء في بيانها المهدد بالإظلام، بينما تضاف أحمال هذه المناطق الرافضة للطرح على باقي اﻷحياء، ما يسبب المزيد من المعاناة لسكانها.

مناشدة

إن كان الطقس حارًا فهو حار في ليبيا كلها يا الشركة العامة للكهرباء وليس في طرابلس وسبها فقط، ونرجو منكم العدالة في توزيع اﻷحمال (إن وجدت) حفاظًا على العدل والمساواة بين المدن، وتشغيل المحطات القريبة من طرابلس،

والابتعاد عن اﻷعذار الواهية المستهلكة التي حفظها الناس في طرابلس وسبها عن ظهر قلب خلال الخمس سنين اﻷخيرة.

وعود المسؤولين

خرج السيد موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني واعدًا بحل مشكلة الكهرباء في غضون شهر! هذا الكلام منذ شهر مضى ولم يمر يوم إلا وقطعت فيه الكهرباء عدة ساعات رغم اعتدال اﻷجواء عمومًا،  نحن أذكى من أن نصدق الوعود الفارغة للسياسيين فنحن لم نشاهد أي بوادر للحل، حتى اقالة مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء (الصورية) لم تزد اﻷمور إلا سوءًا، بانتظار الفرج من الله.

جاء فصل الشتاء

استمر طرح اﻷحمال القاسي حتى شهر أكتوبر من العام الحالي لأن دخول الشتاء تأخر، ثم توقف الطرح لفترة نعرفها جميعا هي فترة اعتدال الطقس، ثم عاد الطرح ليزداد مع دخول فصل الشتاء ونزول أول قطرات المطر ليصل سبع ساعات متواصلة!

تزامن هذا الطرح القاسي مع دعوات العصيان المدني التي تجاهلها أهل طرابلس (باستثناء الجامعة وبعض الغيورين) رغم تردي الحالة اﻷمنية وانعدام السيولة وقطع الكهرباء.

فصل الشتاء قاس وبارد ولدينا الكثير من النازحين في المخيمات بدون كساء أو غطاء، أضف إلى ذلك انقطاع الكهرباء المتعمد والمتكرر.

لك الله يا طرابلس

طرابلس التي انعدم فيها اﻷمن والرعاية الصحية والسيولة وخلت من مقومات الحياة الكريمة، أما كفاكم تعذيبًا لها؟ أما كفاها جراحها التي لم تندمل؟ لا تصدقني؟ ارفع سماعة الهاتف و اتصل بأي شخص من أي مدينة أخرى واسأله كم متى كانت أخر مرة انقطعت الكهرباء لديهم وكم ظلت مقطوعة إن حصل وقطعت!

ختامًا

ما رأيك في الذي قرأته؟ هل لديك إضافة لتضيفها؟ كم ساعة انقطعت الكهرباء اليوم في منطقتكم؟أخبرني في التعليقات أسفل التدوينة و شارك هذه التدوينة مع أصدقائك وعائلتك لتعم الفائدة.

تعقيب واجب

كان حريّا علي أن أشهد بما رأيت. أنه ليس من الصحة أن مدينة مصراتة لا تنقطع فيها الكهرباء بتاتًا. لقد أقمت في تلك المدينة ما يقارب السنة صيفًا وشتاء. وشهدت بنفسي طرح الأحمال والإظلام الكلي.