هنا حددت نطاق الموظفين بالقطاع الحكومي، لأن القطاع الحكومي – في بلادي على الأقل – مترهل وميت إكلينيكيا بانتظار إعلان الوفاة. بينما الشركات الخاصة أفضل من ذلك قليلًا بحكم أن صاحب الشركة سيكون حريصًا على ماله على الأقل!

مقدمة

ربما تكون محظوظًا بما يكفي بحصولك على وظيفة في إحدى دواليب الدولة، حتى وإن كانت خارج تخصصك أو رغبتك. وأستطيع أن أجزم أنك لا تطيق زملائك في العمل، ولكنك تخفي ذلك خلف ضحكة صفراء – من أقداح القهوة اللامتناهية والسجائر التي تدخنها كل بضع دقائق – وتستمع مكرهًا لنفس اﻷحاديث المكررة والمهترئة، وأخبار من حالفه الحظ ومات، والتعساء الذين لا يزالون على قيد الحياة.

“مميزات” الوظيفة الحكومية

على اﻷقل فإن وظيفتك هذه توفر لك بعض الأمان المالي، حتى وإن كان هذا الراتب لا يكفيك أسبوعًا واحدًا مع الغلاء الفاحش – وبافتراض أنك تستطيع سحبه من المصرف كبداية -. ووضعًا اجتماعيًا ومركزًا حتى لو كان عملك يتضمن لعق الطوابع ولصقها على الورق كل يوم!  فأنت لا تزال أفضل حالًا من جارك الذي لا يزال ينتظر بصبر التعيين الذي سيغير حياته للأفضل، ومن كثيرين حول العالم العربي الغني بالشباب العاطلين عن العمل .

 وقدرت إحصائية حديثة عدد العاطلين عن العمل في الشرق الأوسط بـ 60 مليون عاطل!

شخصية الموظف والموظفة الحكوميين

ربما تكون مؤسستك من النوع الذي تدخل فيه الموظفات البدينات – دائما ما يكن بدينات – بحقائب ممتلئة بالطعام ليلتهمنه ومكاتبهن مقفلة وهن يغتبن الناس وينهشون لحومهم -بشراهة موازية لشراهة الطعام-. ويتصفحن مواقع التواصل من هواتفهن الذكية من الإنترنت الخاص بالعمل.  وثم يخرجن بسرعة قبل نهاية الدوام بكثير وقبل أن يلاحظ أحد إلى الأسواق! – غالبا لشراء المزيد من الكعك و البيتزا و المقرمشات ليوم الغد!-.

 

 

وفي الجانب اﻷخر من المبنى يجلس الموظفون وهم يدخنون سجائرهم دون عمل متلصصين على الموظفات البدينات سالفات الذكر من بعيد وهم يمصمصون شفاههم. ويترقبون حضور المدير أو المسؤول ليتظاهروا بالانشغال في حضرته! بينما تنقر أصابعهم على الفأرة في رقصة عبثية محاولين إتمام لغز سوليتير بأسرع وقت ممكن بينما يطالعون موقع فيسبوك في نفس الوقت!

هذا إن لم ينسلوا هاربين مع الساعة التاسعة للوقوف في طوابير المصارف لساعات للحصول على ملاليم لا تسد جوعًا!

أقدم لك هذه التدوينة لإنقاذ ما تبقى من خلايا مخك من جحيم الروتين، بخطوات سهلة وعملية وقابلة للتطبيق لتنجو من مهالك البيروقراطية! وقبل أن تتحول لغرض مغطى بالغبار في الأرشيف خال من الحياة.

هذه الوصفة تتطلب استغلال وقت فراغك في أنشطة أسمى من الجلوس في المقاهي و تصفح موقع فيسبوك طول اليوم – هذه التدوينة لم تكتب في مقهى وموقع فيسبوك كان مقفلًا طيلة الوقت!-

الدراسات العليا

كنت قد دونت عن تكملة الدراسة بالنسبة لطلبة الدبلوم العالي، وضمنت تلك التدوينة عددًا من الأفكار لطلبة الدبلوم. ويمكنك أن تستكمل دراستك سواء بشكل نظامي أو بالانتساب. كما أن الدراسة عن بعد توفر عدة خيارات تمكنك من رفع مستواك الوظيفي – الشهادات عن بعد ليست معتمدة من الجودة في بلادنا، مع تذكير مرير أن أفضل جامعة لدينا احتلت المركز 3200 على مستوى جامعات العالم – .

العمل الحر

يوفر العمل الحر مجالات أكثر مرونة من العمل المكتبي التقليدي، فتوجد الكثير من الأعمال المطلوبة على الإنترنت التي من شأنها ملء وقت الفراغ – ولا أعني وقتك داخل المكتب فذلك تحاسب عليه – وجلب دخل مالي معقول يعين على تكاليف الحياة. أذكر من هذه الأعمال على سبيل المثال: الترجمة، و الطباعة، والتصميم. إلى غير ذلك من المهن التي من شأنها أن تنوع حياتك دون الحاجة لرأس مال كبير.

عمل أخر في المساء

إن كنت من أرباب الصنائع فيمكنك أن تستخدم مهاراتك اليدوية في النجارة أو الحدادة أو البناء لكسب دخل معقول يغنيك عن انتظار الأشهر حتى ينزل المرتب – في بلادنا يتأخر المرتب بضعة أشهر أحيانًا- وبهذه المناسبة أحب أن أكرر قسمي للقراء أنني لست فني صيانة مولدات، وأنني لا أمتلك ورشة ولا “قامجو” ملطخ بالشحم، ولا يعمل لدي عامل أفريقي يدعى عبد الله – رغم أنه ليس مسلمًا! -.

بالنسبة للموظفات العزيزات فإن كانت لديك موهبة في الخياطة أو طهو الحلويات أو الحياكة فربما كان الوقت ملائما لتبدأي عملك الخاص – جنبا إلى جنب مع وظيفتك الحكومية -.

لكن لو كنت من النوع التي تأتي للعمل محملة بالكعك لالتهامه مع الرفيقات، فقد يفشل عملك الخاص قبل أن يبدأ!!

تطوع بوقتك

في حال أنك لا ترغب في عمل أخر أو لا تمتلك القدرة على فعل شيء أخر في المساء. ربما يناسبك أن تتطوع ببضع ساعات من وقتك في عمل ما يفيد المجتمع.
الفيسبوك الذي تتصفحه من العمل مليء بأحداث مثل حملات التشجير، وأيام البر بالمسنين والأيتام، والتبرع بالدم. كل هذه النشاطات بحاجة لمساعدة وقد تستطيع أنت أن تحدث الفرق.
النقود ليست كل شيء. الشعور بالرضى عن النفس لا يقدر بثمن.

اقرأ

اقرأ بنهم كل ما تقع عليه يداك – باستثناء كتب التنمية البشرية والطهو وتفسير الأحلام التي تمتلئ بها المعارض دون جدوى -. القراءة هي أفضل شيء يمكنك أن تضيع وقتك فيه، وبدل من أن تقرأ صفحات فيسبوك عديمة الفائدة و تضغط لايك لأن الشيطان منعك، يمكنك أن تنمي معرفتك وتمتع نفسك بارقى طريقة ممكنة!

 

ليس هناك من كتاب تقرأه لا يضيف لك شيئا، و يا حبذا أن يكون كتابك ضمن تخصص عملك أو اهتمامك فتصبح الفائدة مضاعفة.

الدورات

توجد العديد من الدورات يمكنك الالتحاق بها إن لم تكن ترغب في تعليم كامل، فبإمكانك في بضعة أسابيع تعلم مهارات جديدة تطور من مهنتك أو تمكنك من دخول مجال العمل الحر. و أيضا تعلم لغات أجنبية تزيد من مهاراتك وتقوي سيرتك الذاتية وملفك الوظيفي، وإن كنت محظوظًا وسافرت في يوم ما فستكون سعيدًا باستثمارك الوقت في تقوية لغتك الإنجليزية أو تعلم الفرنسية مثلا!

كذلك توجد دورات كثيرة على الإنترنت يمكنك التعلم منها إن كنت تفضل ذلك، فالبعض يميل للتعلم بنسقهم الخاص دون الالتزام بشرح المدرب، أو لا يحبذون التواجد في جماعات كثيرًا.
لا أستطيع نصحك بمركز محدد رغم أنني إشتغلت في التدريب لفترة – وقد أدون عن تلك التجربة يومًا ما– ولكني أنصحك بالسؤال عن المدربين وسمعة المركز أولا!

تطبيق هذه النصائح أو بعضها كفيل بطرد السأم من حياتك ورفع معنوياتك بشكل كبير. ومن شأنه أن يحيَ وظيفتك الحكومية التي ماتت إكلينيكيا منذ عدة سنوات!

خاتمة

هذه التدوينة لا تنعكس على شخصي المتواضع، فأنا أعمل قصارى جهدي في وظيفتي وأيضا أقوم ببعض الأعمال الجانبية التي من شأنها أن تملأ وقت فراغي.
وأنا أولى بتطبيق نصائحي صراحة.

ما رأيك في هذه التدوينة؟ رجاء شاركني بتعليقاتك وشارك هذه التدوينة مع زملائك، بعد ساعات الدوام طبعًا!