أشعر بالحسرة على السنوات التي أمضيتها بانتظار التعيين في وظيفة معيد، وعلى الآمال العريضة التي كنت أضعها على الإيفاد للخارج وفرصة الدراسة في جامعة مرموقة.

إدراك متأخر قليلًا

وعلى كم الصدمات التي تلقيتها منذ بدء عملي كمعيد بداية بالوضع المزري الذي وصل إليه القطاع التعليمي في ليبيا، وانعدام فرص التعليم لخريجي الدبلوم العالي داخليًا، وإيقاف إيفاد الطلبة للدراسة بالخارج بسبب الأوضاع الاقتصادية (تااااني الأوضاع الاقتصادية؟!). وتبخرت آمالي تدريجيًا حتى وصلت لهذه الحالة البائسة التي لا تقدم ولا تؤخر.

 

صورة لي من إحدى الإمتحانات التي “أتلذذ” بالمراقبة عليها، نشرت على صفحة الكلية على فيسبوك

مالذي أدى بي لهذا التفكير؟

 إنه نتاج لتفكير طويل وتجربة استمرت فترة لا بأس بها من الوقت، وهو أن عملي الحالي لا يلائم شخصيتي أو تطلعاتي المستقبلية في ظل الظروف الحالية، وسأبحث عن عمل آخر في أقرب فرصة ممكنة.

لم تكن تجربتي الجامعية جميلة لدرجة أنني أطالب بإعادتها من منظور “معيد”، وبالنظر لكل ما حدث فإن أخر ما أحتاج إليه الآن هو التواجد في مؤسسة تعليمية! (قد أدون عنها في وقت لاحق).

يحضرني هذا الاقتباس الجميل وأحب أن أشاركه معكم:

إن مشكلتك ليست سنواتك التي ضاعت .. و لكن سنواتك القادمة التي ستضيع حتماً إذا واجهت الدنيا بنفس العقلية ”  – دكتور مصطفى محمود رحمه الله.

مشاكل إدارية

الروتين القاتل والضاغط على الصدور، ورقة روتينية يخيل إليك أنها لن تستغرق وقتًا في استخراجها تستغرق شهرًا من الزمان، والمرتبات تصل متأخرة شهرين أو ثلاثة أشهر في المتوسط، هذا إن وصلت أساسًا.  تخيل الساعة الرملية وحبات الرمل تنساب منها ببطء، ثم تعود للأعلى، هذا هو العمل الحكومي!

 

 

الطلاب

المحزن أن الطلاب (باستثناء القليل جدًا منهم) لا يرغبون في الدراسة، وليس لديهم أدنى إحترام للمعلم أو للعملية التعليمية، كما بعضهم مفطور على الغش ولا يجد حرجًا في أن ينقل من ورقة زميله أو أن يخرج “حجابًا” من جيبه، طالما لا يكشف أمره.
بل إن الأساتذة أنفسهم محبطون وفاقدون للرغبة في التدريس، فهل يتوقعون مني أن أشحن بطارياتهم أو أن أقوم بأعمالهم؟

أرفض أن أكون جزءًا من وضع “دف تولع” والذي يعني دفع السيارة ليبدأ محركها، أو أن يكون عملي مثل كل شيء في هذه البلاد “ماشي بالبركة”..

 

هنا ترى كيف تسير ليبيا نحو مستقبل ما

 ختامًا

مجددًا أرفض مشاركة خطط مستقبلية على هذه المدونة، ستعرفون أعزائي خطوتي التالية بعد أن أتمها بنجاح بمشيئة الله. هنا أذكر ما قالته لي إحدى زميلاتي ناصحة أن أتجنب هذه الوظيفة (في سنة 2013)، يبدو أنها كانت تتمتع ببعد نظر، بارك الله لها وعليها.

شكرا لك على قراءة هذا التحديث..

تحديث أبريل 2022: أنا الآن حر تمامًا!