لقد كنت ولفترة طويلة من حياتي منتسبًا للحركة الكشفية، وأدين لهذا الصرح بالكثير من القيم والدروس، وكمية من الذكريات لن أنساها ما حييت. تدوينة اليوم حول الكشافة.

بدأ اﻷمر عندما سلمتنا الأخصائية الاجتماعية استمارات العضوية وأنا طالب في الصف الخامس الابتدائي، وافقت بدون تفكير! كانت لدي تصورات مسبقة حول الحركة الكشفية وما يفعله أعضائها من نشاطات ورحلات ومهارات حياتية، وكنت أطمح لتعلم هذه المهارات مثل عقد الحبال وتحديد الاتجاه بواسطة الشمس.

بدايات متواضعة

رغم بساطة رسوم الانضمام وقلة التكاليف، كان نشاط المجموعة جميلا وغير متكلف خاصة بعد أن انتظم اﻷعضاء وتوقف الذين دفعهم الفضول والحماس اﻷولي عن القدوم. كنا نجتمع مرة أسبوعيا ونذهب في رحلة مرة كل شهر، هذا عدا الملتقيات والنشاطات التي تحدث دون إنذار، وكنت أحب هذه خصوصًا لأننا نعود في المساء ويقومون بتوصيلنا للبيت.

صورة لي في الزي الكشفي

كتيب عريف الطليعة (أنا من أضافه على قودريدز بالمناسبة) هو من منشورات الحركة الكشفية، وجدت به قسم الكشافة، وشريعة الكشافة، والكثير من النصائح القيادية والمهارات التي تهم كل قائد، وليس فقط قائد طليعة كشفية..

حول البلاد بأقل تكاليف

حفظنا عددا من اﻷناشيد الكشفية الجميلة وذهبنا لرحلات مشوقة في مختلف مناطق ليبيا: غابة النصر، وغوط الرمان، وجودائم، والمدن اﻷثرية: صبراتة، ولبدة. وهذه اﻷخيرة تحتل مكانة خاصة في نفسي.

كشفية يا كشفية     يا غالية عليا
كشفية يا كشفية     يا غالية عليا
إنتي كل اﻷمان     إنتي بسمة اﻷزمان
إنتي كل اﻷمان     إنتي بسمة اﻷزمان

سواح ألمان في لبدة

التقينا في تلك الزيارة بوفد سياحي متكون من رجل ألماني وزوجته، ورجل إيرلندي وزوجته وابنته يسافرون عبر العالم بمنزل متنقل، وأبدو إعجابهم الشديد بالمدينة اﻷثرية ومعالمها، كما بدا عليهم الفضول من رؤيتنا نحن الكشافة الصغار بزينا الموحد، كما كنا نحن فضوليين بشأنهم، وحاولت رغم انجليزيتي المتدنية في ذلك الوقت أن أخوض حديثًا معهم.

الرجل الذي كان اسمه ألفريد سألني إن كنت أعتقد أن ألمانيا بلده أفضل أم ليبيا، فقلت له أن ألمانيا أفضل من ليبيا! فقال لي أن ليبيا أفضل لأن كل منا يعرف تماما من هو أبوه وجده، ويرجع تاريخه لألفي عام للوراء بكل بساطة، وهي عبارة تطلب مني الكثير من النضج والفهم حتى فهمت ماذا يعني هذا الرحالة اﻷلماني!
أعطيته حجرًا أحمر وجدته بين المواقع اﻷثرية، وطلبت منه أن يتذكر لبدة به.

مخيم جودائم

كانت أول ليلة أبيت فيها خارج البيت وحدي، وهي تجربة لن أنساها مهما طال بي الزمن! طلب منا بعد الثانية عشر التجول في الغابة (وهو تقليد كشفي عريق ليخيف قدامى الكشافة صغار الكشافين بحكاية بوعزام). وفقدنا أحد الرفاق من فوج بوسليم وظللنا نبحث عنه وسط ظلمة الغابة، ليتضح أنه غافلنا وعاد لينام في فراشه!

وجانا بوعزام         من تحت الخيام
وجانا بوعزام         من تحت الخيام
وخوفنا تخويف     وقلنا يالطيف
وخوفنا تخويف     وقلنا يالطييييييييييييييف

أنشودة أخرى

أنشودة شدو الرحال
شدو الرحال وهيا معنا xxxxx هاتوا الحقائب وهاتوا الحبال
في الغابة تحلو أيامنا xxxxx وإلى العلا تعلو الجبال
لا لا لا لا **** لا لا لا لا **** لا لا لا لا
xxxxx xxxxx
نمشي ونمشي وزاد قليل xxxxx نعلو ونختفي بين الهضاب
طريقنا صعب طويل xxxxx  لكننا نهوى الصعاب
لا لا لا لا **** لا لا لا لا **** لا لا لا لا
xxxxx xxxxx
في الصبح نصحو بصوت الكناري xxxxx  والنجم في الليل نعم الصديق
نشعل نارا وننشد لحنا xxxxx  يهدي لنا النجم أحلى بريق
لا لا لا لا **** لا لا لا لا **** لا لا لا لا
xxxxx xxxxx

ماذا تعلمت من الكشافة؟

نلت عدة شارات وتعلمت بعض المهارات التي كنت أطمح لتعلمها، ربما لم تدم رحلتي الكشفية طويلا، لكن الدروس والذكريات التي جمعتها في هذه المرحلة الحياتية لن أنساها أبدًا، وشكلت جزءًا من هويتي وشخصيتي إلى يومنا هذا.

الذكريات أهم من الصور

في ذلك الوقت لم تكن هواتف الكاميرا شائعة ولم يكن توثيق كل لحظة بالفيديو والقصص مرضًا كما هو اﻵن، لا أمتلك أي صورة أو فيديو لأي نشاط كشفي قمنا به، سوى صورة واحدة ترجع لعام 2001 لي بالزي الكشفي. ربما لدى فوج الكشافة والمرشدات بعض الصور هنا وهناك، لكن لا أعلم! لو كان أحدكم معي في الفوج ولديه صور الرجاء مراسلتي بها وسأنشرها مع اسمه في هذه التدوينة.