كما يعلم الجميع فيوم الحادي والعشرون من شهر سبتمبر يوافق اليوم العالمي للسلام. هذا اليوم الذي اعتمدته الامم المتحدة بعد نجاح منظمة (Peace one day) في عمل هدنة ليوم واحد بين طالبان والحكومة اﻷفغانية. وتمكنت في ذلك اليوم منظمة الصحة العالمية من تطعيم ملايين اﻷطفال اﻷفغان. وانخفضت نسبة العنف المسجلة بنسبة ثمانين بالمئة مقارنة باﻷيام السابقة..

 

من يحتفل وكيف؟

كل الدول اﻷعضاء في منظمة اﻷمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للسلام. مئة وثلاثة وتسعون دولة تحديدًا. كل يحتفل بطريقته الخاصة وحسب إمكانياته وثقافته ومجتمعه.

ماذا عن ليبيا؟

أيضا هذه الذكرى مميزة لأنها تمثل الذكرى العشرين لانطلاق يوم السلام.
ليبيا لم تكن إستثناءً هذه السنة ووجهت الدعوة للأكاديمية الكندية الليبية لتمثيل ليبيا في هذا الحدث على مستوى العالم. استجابت الأكاديمية بسرعة ووافقت على الدعوة. وأقامت حفلا دعت إليه عددًا من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية (حقوق الطفل، وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة) للحضور والمشاركة الفعالة. كما تم دعوة عدد من وسائل الإعلام لحضور الحدث.
تخلل الحفل عدد من كلمات الضيوف والطلبة الدارسين باﻷكاديمية. وعروض مسرحية وفنية قدمها الضيوف والطلاب.

تغطية قناة سلام الفضائية

الجدير بالذكر أن قناة سلام الفضائية قامت بتغطية الحدث ضمن برامجها ورسالتها التي تركز على يوم السلام بشكل كبير.
هذا التقرير الذي قامت بإعداده قناة سلام. وفي جزء منه أتحدث أنا كعضو من اللجنة المنظمة عن يوم السلام و تحديدًا عن مبادرة وقف العنف والتهدئة في أفغانستان – لا أدري -لماذا اختير هذا الجزء بالذات من بين كل اﻷشياء التي قلتها؟ -.

ما أهمية حدث مثل هذا؟

في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها بلادنا. نحن بحاجة لكل بادرة أمل وكل صوت عاقل يدعو للهدوء وضبط النفس. من السهل بث الفتن واﻷحقاد. لكن المصالحة ورأب الصدع أمر صعب جدًا لذلك كان الإصلاح بين المتخاصمين من أعظم اﻷعمال عند الله سبحانه وتعالى. وما أحوجنا للمصالحة ومدينة طرابلس تشهد حربًا تدخل شهرها السادس دون أي مؤشرات على نهاية قريبة..

انطباع شخصي حول الاحتفالية

  • بعض كلمات اﻷطفال والشباب ومنظورهم للحياة تحت الحرب فاجأني. إنهم أكثر وعيًا مما ظننت. ويحتاجون للسلام لينمو في بيئة سليمة ويكونوا جيل المستقبل الذي يبني البلاد بعد خرابها.
  • تفاعل اﻷطفال مع فكرة السلام بالرسومات والكتابة والخطابة أمر جميل جدا.
  • شرح المدرسين لطلبتهم عن السلام وترسيخ فكرة التعايش السلمي وكف اﻷذى هو أمر نحن بأمس الحاجة إليه في كل مدارسنا وشوارعنا وبيوتنا ومساجدنا. وليس فقط لأسبوع واحد أو فترة زمنية محدودة.

أمور أخرى لم ترد في التقرير

هناك بعض اﻷشياء التي قلتها في الحديث ولم تصل للتقرير (مع أنني أعتقد أنه نقل بأمانة وفي صورة حسنة) منها:

ختاما

لن تدوم الحرب للأبد، طالت أم قصرت ستنتهي يومًا ما. يوم مثل يوم السلام هو يوم يذكرنا أن ثمن السلم باهظ.
سررت بالمشاركة في تنظيم هذا الحفل والتواصل مع منظمة Peace one day في بريطانيا. إنهم أناس ودودون ويسهل جدًا التواصل معهم وفهم ما يحتاجون إليه. وأتطلع للتعاون معهم في المستقبل إن شاء الله.

الكلمة لك عزيزي القارئ. هل يكون الحل في ليبيا بمبادرة شبابية طلابية تهدف للصلح ونبذ خلافات الماضي؟ هل يستطيع الجيل الحديث تجنب المزالق التي وقعت فيها اﻷجيال التي قبله؟ أم أن تركة اﻷحقاد والتارات أثقل من أن يطرحها الجيل الجديد؟
شاركني برأيك في قسم التعليقات. وشكرًا لك على القراءة.