مشروع التخرج هو مرحلة مهمة جدًا من حياة كل طالب جامعي. ومن دون إتمامه لن يتخرج الطالب. ويفترض – نظريًا على الأقل – أن تكون هذه المرحلة إظهارًا لكل ما لدى الطالب من مهارات ومعارف تراكمية عبر رحلة الدراسة. هنا سأقوم بسرد بعض الإرشادات التي ستساعدك في إيجاد فكرة لمشروعك.
لأنني خريج قسم الحاسب الألي فالتدوينة ستميل نحو ذلك التخصص. لا أعرف كيف تسري المشاريع الأخرى لأنني ببساطة لم أقم بأي منها.
1. ابحث حولك
هل هناك مشكلة في محيطك بحاجة لتعريف؟ توصيف؟ هل هناك ظاهرة تعتقد أنها تستحق الدراسة والتحليل؟ إذا فقم بعمل دراسة مبدئية لذلك واستهدف إيجاد حل للمشكلة.
حل المشاكل المحلية والمجتمعية يجب أن يكون من أهداف المشروع. لأنه لن يأتي أحد من الخارج ويحل مشاكلك لك.
2. استخدم منهجيات وطرق التحليل
- عند محاولتك إيجاد فكرة. قم بالعصف الذهني.
- عندما تجد فكرة. قم برسم خريطة ذهنية لها.
- قم باستخدام قبعات التفكير للنظر في كل أوجه الفكرة.
3. لا تكتف بفكرة واحدة
من المفترض أن تقنع قسمك الدراسي بفكرتك. فإن قاموا برفضها يكون لديك بدائل – ولا تكون كمن وضع البيض كله في سلة واحدة -. في الواقع أنصح بأن يكون لديك 3 أفكار. وليس فكرة واحدة.
4. عامل الأمر على أنه مشروع
إن لم تكن درست مادة إدارة المشاريع. فأنصح بمطالعة بعض الأساسيات حولها لفهم ماهية المشروع كفكرة مجردة قبل الخوض فيها.
5. قم بدراسة جدوى الفكرة
إن لم تكن الفكرة نافعة، ومجدية. فهي غالبًا لن تصلح لأن تكون مشروع تخرج. وأيضًا لماذا تريد تنفيذ شيء لم تثبت جدواه؟
6. احترس من الأفكار الكبيرة
قد تكون فكرتك طموحة أكثر من اللازم. أو أن نطاقها يصعب تنفيذه في فصل دراسي واحد. خاصة إن كنت تعمل لوحدك. لذلك قم بتحديد النطاق بحذر شديد.
7. إن كان المشروع برمجيًا، اختر التقنية بحذر
اسأل نفسك: ما هي لغة البرمجة التي تتقنها؟ هل معرفتك الحالية تمكنك من كتابة المشروع كاملًا؟ هل تحتاج لدورة تدريبية مثلًا؟ كم من الوقت ستستغرق هذه الدورة؟ هل تؤثر عملية التعلم على سير المشروع؟
8. احذر فخ الأفكار المتكررة
الأفكار المتكررة تفتقر إلى الإبداع. وممتحنو المشاريع على دراية كبيرة بها. كما أنك لن تتعلم شيئًا منها. حاول أن تكون فكرتك أصلية وجديدة ما استطعت. فهذا سيزيد من نسبة قبول مشروعك. وأيضًا سيصعب على الممتحنين تصيد كل أخطائك!
9. انفع الناس
حاول أن يكون مشروعك ذا منفعة للناس. سواء كان شفرة برمجية، أو دراسة بحثية، أو أي كان ما تفعله. سخره لخدمة الناس وأنوه لوجه الله الكريم. بعض الأفكار هي اختباء في برج عاجي بعيد عن مشاكل الناس وهمومهم.
10. إذا فشل كل شيء
إن طبقت كل النصائح ووجدت أن محاولاتك باءت بالفشل. جرب النظر لمشروع قديم (ذي توثيق جيد). وقم بتطوير تطبيق هاتف ذكي له (إن كان منظومة تقليدية على الحاسوب مثلا). أو إن كان المشروع تطبيقًا فقم بتحسينه والزيادة عليه. مع محاولة التواصل مع المطورين الأسبقين والتنسيق معهم.
مثال على فكرة لمشروع تخرج وكيف تنطبق عليها المعايير
بينما كنت معيدًا بكلية تقنيات الحاسوب. لفت انتباهي أن بعض طلابي يعانون من سوء معاملة رئيس القسم لهم. كانت المشكلة أنهم كلما طرحوا عليه فكرة للمشروع رفضها بقسوة، وقال أنها فكرة مكررة ولن يسمح بها. فاقتربت منهم وقلت لهم أن لدي فكرة.
اقترحت عليهم عمل تطبيق لمتابعة بيع السلع التموينية (المدعومة). وهي مشكلة يعاني منها المواطنون بسبب ارتفاع سعر الدولار. ونقص السيولة النقدية.
ويمكن للمتاجر التسجيل وإبلاغ الناس بتوافر السلع. مع تحديث للموقع. ويمكن للمواطن تحميل التطبيق ومتابعة المتاجر. وتلقي الإشعارات حسب السلعة والمكان. وتوفر طرائق الدفع. أو فلترة المعروض حسب السلعة والسعر. ويمكن جني المال من الفكرة من خلال تحميل اشتراك على المتاجر للتسجيل في التطبيق.
انبهر الطالبان من الفكرة وجلسا معي يرسمان الخطوط العريضة لها. وكما توقعت فإن رئيس القسم لم يرفض الفكرة. ولم يستطع أن يدعي أنها مكررة لأنني فكرت فيها للتو! كما أن مشرف مشروعهما أثنى على أصالة الفكرة. وجلسوا يحددون كيف يمكن أن تكون مشروع تخرج.
لا أدري إن وصلت الفكرة لمرحلة المناقشة أم لا. لكن هذه الفكرة تنطبق عليها الكثير من المعايير هنا.
1. فكرة أصلية.
2. حل لمشكلة مجتمعية.
3. الطالبان على دراية بتصميم تطبيقات الأندرويد.
4. فكرة نافعة للناس، ويمكن تحويلها إلى نشاط تجاري.
ختامًا
أمل أن تكون هذه التدوينة أجابت عن هذا السؤال المزمن الذي يؤرق طلبة الجامعات. وهي للأمانة استجابة لسؤال سأله لي أحد القراء. فقررت تحويل الإجابة لتدوينة كاملة. وأرحب بأسئلتكم واستفساراتكم وسأحاول الإجابة عليها ما استطعت.