لي جيران فضوليون .. أنا متأكد أن لكل القراء مثل هؤلاء الجيران (إلا لو كنت أنت هذا الجار وفي هذه الحالة شفاك الله). لا شغل لهم إلا ما نصنع! إذا خرج أحدنا من البيت شيعوه بنظراتهم، مشرئبة أعناقهم، جاحظة أعينهم، وفاغرة أفواههم. وعندما يعود تسترق أعينهم أكياسه وأغراضه. وأنا واثق كل الثقة ومتيقن أشد درجات اليقين أنهم لو استطاعوا استيقافه عنوة لفتح الكيس لفعلوا.
أو ارتدوا نظارة الأشعة السينية ليكشفوا محتويات جعبته. وإن لاقاني أحدهم وأنا سائر أمطرني بأسئلة لا أخر لها حول أين يتواجد فلان وما فعل علان. ولماذا لا نرى شقيقك فلان. وكم راتب فلتان. وغير ذلك من الأسئلة التي لا تخص أحدًا سوانا. بل إنهم دربوا صبيانهم على التجسس على ما نفعل. وصارت هوايتهم تسقط الأخبار والتنصت على أحوال الجوار!
بل إني واثق كل الثقة أننا لو تركنا قمامتنا خارج البيت في برميل أنهم سيفتشونها بحثًا عن ورقة أو سر. أو ربما لتسقط ما أكلناه الأسبوع الماضي .. مثل حيوانات الراكون أو القطط الضالة!
أحيانًا أشعر بالشفقة عليهم. لأن حياتهم رتيبة مملة. تسير بنسق ثابت لا يتحول. ولا تسلية لهم سوى القيل والقال. ما فعل جارنا فلان. وما صنع جارنا علان. وهلم جرًا. دون تفكير في صنعة أو عمل ينفعهم غير هذا.
لكني أغلب الوقت أدعوا الله أن يشغلهم بأنفسهم. لأن مجاورة مثل هؤلاء أمر كاتم خانق. عندما أفكر فيه. فأنا أغلب الوقت مشغول بشؤوني الخاصة ولا أبالي لما يفعل جيراني. بل إن هناك من لا أعرف أسمائهم حتى.
هذه جدارية لفتت انتباهي وأنا أقود. من راقب الناس مات همًا. مكتوبة على محول كهربائي من دون كل الأماكن التي يمكن أن يكتب عليها المرء جدارية؟! هل تراني أطبعها لجيراني على حائطهم لعلهم ينتبهون؟ ربما كان من الأجدى مشاركة رابط مدونتي معهم لعلهم يقرؤون ما فيها فتشبع فضولهم وتشفي غليلهم؟
المثل يقول أن الفضول قتل القطة. لا أدري كيف قتلها. وقطة من هي؟ هل أنا أتحول إلى جيراني؟!
في الختام
هل لديك جيران كجيراني هؤلاء؟ كيف تتعامل معهم؟ شاركني بتجربتك في قسم التعليقات.