كما تقول اﻷسطورة، فأن الطقوس المتوارثة من جيل عن جيل، حول الذهاب إلى الرابش – والرابش هو مكان تتجمع فيه السيارات المعطلة، والمضروبة، لتستخدم كقطع للغيار –. لا يكون سوى في قيلولة يوم شديد القيظ. حيث تتجاوز الحرارة اﻷربعين درجة مئوية، والرطوبة تجعل كل شيء يسيل من فرط التعرق، واللزوجة.
في يوم شبيه بهذه الظروف، يممت وجهي – ومعي شقيقي اﻷصغر -، شطر مدينة (الزاوية)، والتي تقع 40 كيلومترا غرب (طرابلس). والتي تشتهر بمصفاتها الكبيرة لتكرير النفط، وبالطبع .. رابش (الحرشة).
ورابش (الحرشة)، يا عزيزي القارئ، هو أحد أكبر الروابش في غرب ليبيا قاطبة. وهو مقسم إلى دكاكين وأماكن، حسب أنواع السيارات، والتخصص، فبعضها متخصص في السيارات الكورية، والبعض لديه سيارات (ميتسوبيشي)، واﻵخر متخصص في (المرسيدس)، واﻵخر ليس لديه سوى سيارات (BMW). مرقمة، وإن كان الترقيم غير مرتب، ولا يفضي بعضه إلى بعض.
ووسط هذا المعمعان من الخردة، وقطع الغيار، تتناثر بعض روابش (الفورد)، والتي بحثت فيها عن ضالتي.
عم كنت أبحث في هذا اليوم القائظ؟
منظم لسرعة المكيف، تلف، وفتح الدائرة، ولم يعد مكيف السيارة يشتغل. لم أجده لدى الكهربائي الذي أتعامل معه في (وادي الربيع)، ولم أعثر عليه في المناطق القريبة. لذلك قررت تخصيص يوم كامل، لزيارة (الزاوية)، والإطلاع على الرابش الكبير الذي يقطن هناك.
لم أواجه صعوبة تذكر في إيجاد الحساس، وتركيبه، فهي قطعة متوافرة، وعطل شائع في هذه المركبات. ولم أمل قط إلى (الموديفكة) التي تتمثل في ربط الموصلات (بتل حديدي)، فهي عادة ما تنتهي نهاية بشعة، ولا تؤدي بخير.
أما القطعة التي صعب عليّ إيجادها، فهي إطار العجلة المصنوع من اﻷلومنيوم. تنقصني قطعة واحدة، وبحثت عنها طويلًا لعدة أشهر، دون جدوى .. هل تعرف أين أجد واحدة؟ هي من مقاس 14 انش بالمناسبة؟
عدنا والحمد لله، بعد إصلاح جزء من المشكلة، وتبقت بعض اﻷمور البسيطة، التي يمكن حلها لاحقًا.
هل زرت الرابش من قبل؟
رغم مروري بمدينة (الزاوية) بضعة مرات، خلال العام الماضي. إلا أنني لم أزر رابشها الشهير سوى اليوم. كونه ينحرف عن الطريق الساحلي. ولا يمكن زيارته مباشرة لو كنت متجهًا نحو صبراتة، وصرمان، والحدود الغربية.
رأيت بعض السيارات الشائعة، وأخرى نادرة، مثل (جاغوار)، و(ميني)، وأيضًا (ميتسوبيشي إكلبس). ويبدو أنها وصلت إلى نهاية الخط.
زيارة الرابش، هي طقس يقوم به ملّاك السيارات بين الحين واﻵخر، ولا ينبغي لك زيارة الرابش فردًا. بل يجب الذهاب مع صديق، أو رفيق.
في الختام
هل يوجد في مدينتك رابش كبير مثل هذا؟ هل تذهب للبحث عن قطع الغيار المستعملة في مدن آخرى؟ أم أنك تستطيع إيجادها بسهولة نسبية؟ شاركني في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.