مر وقت منذ آخر تدوينة نشرتها.. لا زلت أعتبر نفسي مدونًا نشطًا ولا تزال المدونة مستمرة رغم فترة الانقطاع.
السبب ببساطة أنني لم أعد أجد الوقت للتدوين. أعلم جيدًا أن في اليوم 24 ساعة وأننا كبشر نقضي 8 ساعات نائمين كل يوم، وغير ذلك من الإحصائيات التي لا أعرف من يقوم بها ولا كيف يجدون الوقت لفعلها أساسًا؟ وهل توجد إحصائية للوقت الذي يمضيه البشر في عمل إحصائيات حول الوقت المبذول لعمل إحصائيات؟! معذرة فأنا أخرج عن الموضوع مجددا..
مالذي يحدث بالضبط؟
ما أعنيه أنني لا أجد ذلك الوقت الذي تتوفر فيه الكهرباء مع الرغبة في الكتابة والقدرة على التركيز. تلك النافذة “السحرية” تتضاءل باستمرار ولا أجد لتحصيلها سبيلًا. كما أن الإرهاق لا يترك لدي القدرة على تسجيل أفكاري أو عمل أي شيء مثمر في وقت الفراغ.
توجد لدي العديد من المسودات والمشاريع التي تتفاوت نسبة إنجازها بين 50% وحتى 90%. لكنني أجد صعوبة في استكمالها. بعض هذه المشاريع يعود لثمان سنوات كاملة! والسبب؟ ظاهرة الجدار.
اللحظة السحرية التي تتوافر فيها الرغبة في العمل والكهرباء والانترنت |
ما هي ظاهرة الجدار؟
ظاهرة الجدار تصعب عليّ إنجاز مشروع أو عمل ما بعد الانقطاع عنه لفترة. قد يكون الانقطاع لبضعة أيام وقد يكون لعدة سنوات. بمجرد ترك الشيء يصعب علي الغوص في تفاصيله واستكمال العمل مجددًا.
اكتشفت أنني أفضل الغوص في تفاصيل مهمة واحدة دون مقاطعة لفترة طويلة حتى الانتهاء منها. أحيانا قد لا أنام وأصل الليل بالنهار حتى إنهاء المهمة. ثم أرفض لمسها مجددًا؟! وهذه الطريقة في العمل تكاد تكون مستحيلة في بيئة عمل يومية تتخللها مقاطعات لا تنتهي وأمور ليست بذات اﻷهمية تفرض نفسها فرضًا.
سور الصين العظيم |
أيضا “أستسهل” فعل أشياء أخرى عوض تكملة أو تنفيذ هذه اﻷعمال أو تتمة كتابة بعض التدوينات. رغم أن اﻷمر يخطر ببالي عدة مرات خلال اليوم أو اﻷسبوع الواحد. ونظريًا لو قمت بفعل ولو خطوة واحدة نحو إنجاز ذلك الأمر لتم منذ فترة طويلة جدًا.. لكنني لا أفعل.
أعراض الظاهرة
هذه الظاهرة تصعب علي إكمال الكتب التي لا أجدها مشوقة. أو كتابة التدوينات التي تحتاج إلى إعادة النظر في أسلوب صياغتها وديباجتها.
كمثال بسيط على ذلك كتبت مسودة قصة وبعد مطالعتها مجددًا شعرت أنها بحاجة لإعادة صياغة. وظلت ملقاة في إحدى المجلدات على الحاسوب لعام تقريبًا. عندما جلست لإتمامها في النهاية استغرق اﻷمر ساعتين فحسب!
ساعتان لتكملة عمل ظل معلقًا لسنة كاملة!!
أعتبر اﻷمر مدعاة للسخرية كوني شخصًا مهتما بالإنتاجية واطلعت على طرق عديدة لإنجاز اﻷعمال والمهام اليومية. إلا أن هذه المشكلة ظلت عائقا أتفاداه دون مواجهته وجها لوجه.
جربت العديد من أدوات الإنتاجية وطرق ترتيب المجلدات وعرض الملفات. لكن هذا الجدار ظل صامدًا في وجه محاولاتي لهدمه كالسد المنيع.
بالطبع فإن الطريقة اﻷسهل واﻷبسط هي عمل خطوة روتينية تجاه إنجاز العمل أو المشروع المذكور. تطبيق مثل لا تكسر السلسلة يبدو مناسبًا لمواجهة مشكلة مثل هذه. تبقى مشكلة الطاقة والوقت والكهرباء، إلخ..
كما أن أولويات تنفيذ المهام والمشاريع يجب أن تتبع، وهو أمر أنسى عمله كثيرًا وأنشغل في المهمة التي بين يدي والتي قد لا تكون بذات اﻷهمية. أو أستسهل تضييع الوقت على تويتر أو مشاهدة فيديو أخر للميكانيكي Scotty Kilmer على اليوتيوب.
تحطيم الجدار
- يحتاج هذا الجدار لإرادة صلبة تكون أصلب منه وأمضى عزمًا. وهو أمر لا يتوفر دائما.
- ربما تكون بعض المشاريع طموحة للغاية عند البدء فيها. لا أظن أني أستطيع معرفة ذلك من البدء لأن حماس البدايات يطغى على مثل هذه اﻷفكار.
- وضوح الرؤية حول ما يجب تنفيذه (اﻷهم فالمهم). يتم ذلك بالإجابة على سؤال هام: هل هذا المشروع يستحق إحيائه من التجميد أم لا؟ هل يوجد شيء أكثر أهمية من هذه المهمة؟
- تحديد وقت للانتهاء من المشروع (اﻷعمال التي ليس لها زمن تسليم لا تنتهي أبدًا).
- وجود توثيق واضح للمشروع يحدد مثلا: مالذي تم عمله، وأين تم التوقف، وما يجب عمله تاليا.
- أيضا ربما تكون طريقة التنفيذ متعبة وغير منتجة وهذا سبب التعطل في الانتهاء. قد يكون الجدار نعمة مخفية تتيح فرصة النظر للأمر بصورة مختلفة وإيجاد طريقة أبسط وأسهل لتنفيذ العمل.
- الخرائط الذهنية يمكنها المساعدة.
في الختام
المفارقة المضحكة أن هذه التدوينة في حد ذاتها صادفت جدارًا منيعًا لكي تظهر للعلن وتنشر. وأن زمن إنجازها لم يتعدى الساعة مع كل المقاطعات والملهيات!!
هل تعاني من مشكلة شبيهة؟ ما هي طرقك أنت لمواجهة “جدارك”؟ قسم التعليقات مفتوح لك..