بدأ اﻷمر بمطالعة تدوينة على موقع أراجيك تتحدث عن أول رواية ليبية بالمفهوم الفعلي للرواية. الرواية بعنوان (اعترافات إنسان) للكاتب محمد فريد سيالة. وقد أعادت مجلة الدوحة نشرها ضمن سلسلة كتاب الشهر مع عدد يناير 2017.
البداية
استفزني اﻷمر كيف أن رواية ليبية لا يتحدث عنها أحد من بني جلدتها حتى تعيد نشرها مجلة قطرية ويتحدث عنها مدون مصري في مدونة عربية (غير ليبية). وقررت البحث بنفسي عن هذه الرواية ومطالعتها إكرامًا للكاتب.
كما أن هذه الرواية تشكل نظرة نادرة للمجتمع الليبي في فترة الستينات من القرن العشرين. لمحة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية لليبيا عامة وطرابلس خاصة. لم تكن لدي معلومات سوى ما قرأته في كتب اﻷديب (علي المصراتي) عن طرابلس في تلك الفترة.
البحث الالكتروني
لم أتمكن من العثور على الرواية في أي مكان! لا على موقع أراجيك، ولا على موقع قود ريدز. ولا في أي من المواقع التي ترفع الكتب بصيغة PDF. وبدا أن اﻷمر أصعب من البحث عن إبرة في كومة قش.
لم يكن هناك من سبيل سوى شراء عدد الدوحة للحصول على الكتاب الملحق به. بل وتواصلت مع الدوحة على وسائل التواصل الإجتماعي (فيسبوك، وتويتر) وفتشت موقعهم الالكتروني لتحميل نسخة PDF. كل هذا من دون جدوى!
بين طرابلس والقاهرة
بدأت باتصالاتي المكثفة مع أصحاب المكتبات الذين أعرفهم، لمعرفة إن توفرت عندهم الرواية بشكل مستقل أو مرفقة بعدد الدوحة. لكن المكتبة العالمية ومكتبة الفرجاني (بفرعيها) لم يتوفر لديها الكتاب ولم تكن تبيع مجلة الدوحة كذلك. لكن صاحب المكتبة وهو صديق مقرب للعائلة وعد بالتفتيش عن الكتاب في معرض القاهرة الذي كان سيذهب إليه بعد أيام قليلة.
الدولار والدينار
ذهبت بنفسي إلى بعض المكتبات بالقرب منا، ودار المختار بالظهرة. كلها توقفت عن جلب مجلة الدوحة لارتفاع أسعارها وعزوف القراء عن شراء أعدادها الجديدة (طبيعي مع إرتفاع أسعار الدولار اﻷمريكي ونقص السيولة النقدية لدى المواطنين). لكن صاحب دار المختار نصحني بالبحث في مكتبات شارع النصر لعلي أجد المجلة لديهم. وللأمانة فالمكتبات قريبة من هنا ويمكن الوصول إليها مشيًا بعد المرور بجزيرة دوران جنة العريف.
النصر يأتي بالنصر!
وبالفعل في أول مكتبة صادفتني في شارع النصر تمكنت من الحصول على العدد مرفقًا به الكتاب! تفاجأت صراحة أنني وجدت المجلة بغلافها والملحق بها. وأنه لم يطلب تسعيرة خاصة للكتاب لوحده والمجلة لوحدها. لم تسعني الفرحة ولم أسعها! لدرجة أني طلبت منه الاحتفاظ بالعدد وإعطائي الكتاب لوحده، لكنه رفض!
بعد الحصول على الكتاب
طلبت منه تغليف المجلة في كيس أسود وقلت للبائع أنني أفضل أن يقبض علي مع ممنوعات على أن يقبض علي مع كتاب! أعتقد أنها كانت جملة مبالغًا فيها لكنه ضحك وسلمني الكتاب في كيس أسود كما طلبت. لم تكن هذه أخر مرة أتعامل فيها مع هذه المكتبة الصغيرة في حجمها، والكبيرة في قيمتها.
قرأت هذا الكتاب في جلسة واحدة. ثم أعرت الكتاب لشقيقي ولبعض اﻷصدقاء، نسخة نادرة تستحق الاحتفاظ بها.
صورة للغلاف ولخاتمي لاثبات الملكية! |
ماذا عن كوبنهاجن؟
بعد عدة أيام طلب صداقتي على فيسبوك شاعر دنماركي يدعى (نيلز هاو)، كان قد بعث بقصيدة إلى مجلة الدوحة ويتنظر بفارغ الصبر ترجمتها ونشرها. وظن هو عندما رأى منشوري على صفحة المجلة أنني أحد العاملين بها وقام بسؤالي عن قصيدته. ورغم سوء الفهم اللطيف هذا أصبحنا صديقين على الموقع وتعرفت على أدبه ومخزونه الشعري. وشاركني لاحقًا بالصفحة التي نشرت فيها قصيدته.
هل توجد منه نسخة PDF
هذا كتاب لم أحصل عليه بسهولة، بل كانت رحلة مضنية استغرقت عدة أيام من البحث والتمحيص والتفتيش، وحتى اﻵن لا تتوفر نسخة إلكترونية من هذا الكتاب. إذا أردت الكتاب فالحل الوحيد هو البحث عن نسخة من المجلة مرفق بها العدد.
لكن هذا على وشك أن يتغير..
قررت أنا تحويل نسختي إلى نسخة إلكترونية ونشرها على هذه المدونة قريبًا جدا. إن أعجبتك قصة حصولي على الرواية والصعوبات التي واجهتها. إذا ستحب كثيرًا الحصول عليها بنسخة الكترونية.
تحميل الرواية بصيغة PDF
لتحميل الرواية بصيغة PDF الرجاء زيارة هذه التدوينة.
من تركيا! (مارس 2020)
تواصلت معي طالبة جامعية تركية تدرس بقسم الدراسات العربية وطلبت مني نسخة من الكتاب الذي قامت بعمل تقرير عنه. وقالت أنها إن لم تقم بتسليم الكتاب فإنها لن تتخرج من الجامعة. وأيضًا أنها لم تعثر على الكتاب في أي مكان على الانترنت سوى على هذه المدونة. كان لدي فضول حول سبب اختيارها لهذه الرواية النادرة للغاية. ارسلت لي نسخة من تقريرها حول الكتاب. ويبدو لي تقريرًا جيدًا لشخص لم يقرأ الرواية. حيث أنها اعتمدت على أراء أناس قرأو الرواية بالفعل وأعطوها تحليلاتهم الخاصة. لكن لا شيء يماثل قراءة الكتاب فعلا.
قمت بتزويدها بمخطوطة أولية لأستاذها بالجامعة. وأتمنى لها كل التوفيق.
أثناء مساعدتي لها اكتشفت تقنيات جديدة من شأنها تسريع العمل على الكتاب. حيث أن طريقتي الأولية بطيئة جدَا وتستغرق الكثير من الوقت..
ما تقييمي للرواية؟
لن أقوم بنشر تقييمي وقولبة رأي المتلقي قبل الاطلاع على الكتاب حتى. قم بقراءته إن شئت وقم بتكوين أرائك الخاصة حول ما تقرأ.
هل أنت متشوق للحصول على الرواية؟ إنني أقوم بنسخها اﻵن بينما أنشر هذه السطور. شارك البوست ليصل للكثير من القراء وشكرا.