حتى زمن قريب. وبالتحديد بداية القرن الحادي والعشرين. كانت معظم السيارات في ليبيا ذات علبة تروس – كامبيو – عادي. ودواس كلتش – فرسيوني – عوضا عن الاوتوماتيك. الذي ظل ولفترة طويلة ينظر إليه على أنه خاص بذوي الإعاقة الحركية.

سيارة معاقين. هكذا كان السوق – والدولة التي تتحكم في عملية الاستيراد – تنظر للكامبيو الاوتوماتيك.
عندما كنت أخوض امتحانات الرخصة – وهي سلسلة تدوينات ملحمية من خمس أجزاء تجدها هنا بالمناسبة -. سألت الممتحن إن كان يمكن الامتحان على سيارة بها كامبيو أوتوماتيكي. نظر الرجل إلي بدهشة كأنني أعاني من خلل عقلي ما ثم قال: “ما عندكش إعاقة بش تمتحن بكامبيو توماتك؟!”

الكامبيو العادي من وجهة نظر ميكانيكية صرفة

ما هي وجهة نظر المستهلك الليبي في هذه المسألة؟

الكثير من السيارات تأتي مستوردة من أمريكا وكندا. وهناك إحصائية متداولة في أمريكا أن 96% من السيارات تباع مجهزة بكامبيو أوتوماتيك -وهذا عكس أوروبا-. لذا من الطبيعي أن تكون معظم السيارات الواردة من الخارج ذات كامبيو أوتوماتيكي كون أمريكا من أكبر مصدري السيارات إلى ليبيا.
بل إن السيارات ذات الكامبيو العادي أرخص ثمنا في نفس الموديل. والإقبال عليها أقل. وهذا لاحظته بشكل شخصي من خلال بحثي عن سيارة على السوق المفتوح.

البعض لا يزال ينظر للكامبيو الأوتوماتيك على أنه وصمة عار يجب التطهر منها. وأنه “للمعاقين فحسب”.

مميزات وعيوب الكامبيو الاوتوماتيك

سهل جدا في القيادة، وصعب في المحافظة، ومستحيل في الصيانة!

إذا انطفأت السيارة الأوتوماتيك فيجب توليعها باستخدام خيوط البطارية.

أما إن تعطل الموتورينو (الستارتر) فيجب سحبها أو إحضار ساحبة. (شكرا للأخ قارئ المدونة أبا إلياس على الإضافة).

فجوة في التفكير

بينما تغير تفكير كل من التجار والمستهلكين. لا تزال إدارة المرور متمسكة بوجهة نظرها التي عفا عنها الزمن. أن الاوتوماتيك “سيارة معاقين”. وأن الامتحان المروري يجب أن يكون على سيارة ذات كامبيو عادي. هذا التعنت بدوره يدفع الكثيرين لسلوك طريق غير قانونية في تحصيل الرخصة. وكلنا نرى نتائج ذلك في شوارع ليبيا – وإن لم يكن العامل الوحيد -.

هنا فيديو لبطل العالم عدة مرات مايكل شوماخر وهو يعاني من سيارة ذات كامبيو عادي. ولو كان شوماخر ليبيا لما نال رخصته بشكل قانوني. ولكان يستقل الافيكو ليصل من مكان لآخر!

في الخاتمة

أعتقد أن الخيار لقيادة سيارة أوتوماتيكية في الامتحان يحتاج للتطبيق. ليتماشى مع طبيعة السوق، وسلوك المستهلك. وكمحاولة لتقنين تراخيص القيادة. بدل بيعها لمن لا يستحق. حتى وإن كان هذا الامتحان أغلى قليلًا. اعتبرها ضريبة رفاهية يا أخي!

والنظرة الدونية للكامبيو الاوتوماتيك – والأشخاص ذوي الإعاقة – ليس لها مكان في مجتمع مسلم متحضر.

ماذا عنك عزيزي القارئ: ما هو نوع الكامبيو الذي تفضله؟ هل تعتقد أن الكامبيو الاوتوماتك لا ينتمي سوى للمعاقين؟ شاركني برأيك في قسم التعليقات.