السلام عليكم
وكل العام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أهله الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات
كنت قد وعدت قرائي الأفاضل بتدوينة خاصة أرحب فيها بالضيف القادم. فيا مرحبًا بشهر الخيرات والبركات والرحمات والعتق من النار.

حروب رمضان

نستقبل شهر رمضان في ليبيا وفي طرابلس تحديدًا على صوت الدبابات والمدفعيات والقذائف -التي أسمعها بوضوح وأنا أكتب هذه التدوينة- ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما كفانا حروبًا وقتالًا وسفكًا للدماء؟ أما كفى طرابلس أزماتها ومشاكلها المزمنة والجديدة؟ وأعني بذلك الازدحام المروري وشح السيولة وقطع الكهرباء وغلاء الأسعار وقلة الأمن وتفشي الجرائم؟

غلاء السلع التموينية قبيل رمضان وشح السيولة

كما أن بعض التجار يستسهل الربا جهارًا نهارًا بزيادة أسعار السلع بالبطاقة غير سعرها نقدًا، لماذا تصرون على الحرام يا معشر التجار؟ وأنتم تشترون بالاعتمادات المصرفية بأبخس الأثمان وتبيعون بأغلى الأسعار ويدفع المصرف لكم من أرصدة الزبائن ثمن مشترياتهم ببطاقة الخصم؟

ورغم كل الظروف، لن تسرقوا منا الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك. ولن نتمنى زواله ونقع في الإثم بسببكم.

وأنا أتمنى تحسن الظروف وتغير الحال قريبًا وأدعو الله أن يفرج كربتنا وأدعوكم للدعاء لبلادنا ولبلاد المسلمين كافة.

مسلسلات رمضان

كذلك لن أشاهد التلفاز إن شاء الله، فقد طلّقت مشاهدة التلفاز في رمضان منذ سنوات طويلة كرد فعل على كثرة المسلسلات في رمضان. والتي لا يلائم محتوى معظمها – إن لم يكن كلها – مع حرمة شهر الصوم.  ولن أشاهدها بعد رمضان كذلك لأنني أصلَا لا أشاهد التلفاز ولا أمتلك تلفازًا أصلاً!!

رمضان شهر الفقراء

رمضان ليس شهر النوم والعصبية والمشاكل والأكل بشراهة وشراسة! بل إن رمضان يجعلنا نحس بألم الفقراء الذين لا يجدون لقمة العيش – وما أكثرهم في بلادنا هذه الأيام – وليس لنجوع بضع ساعات وننتقم من الطعام لاحقًا ونبذر ونلقي بالأكل في القمامة.

شباب إيجابيون

كما أن هناك نماذج مشرفة من الشباب الليبي الذين لا يمنعهم رمضان من أداء واجباتهم. فقد غرّد المدون أمين صالح عن خطة لقضاء الوقت في شهر رمضان – أسأل الله أن يعينه عليها -.
وأذكر أن المدون هيثم المخرّم صاحب مدون وقفات  – ذكره الله بالخير – دون عن تعلمه برمجة وتصميم المواقع في شهر رمضان المبارك وأصبح بفضل الله من المصممين الذين يشار إليهم بالبنان. كل هذا في شهر رمضان وأكثر!

 ربما لن أمارس الرياضة مثل أمين أو أتعلم تصميم المواقع كما فعل هيثم لكنني أنوي تحويل شهر رمضان لفترة من الإيجابية والفعل بعون الله.

امساكية شهر رمضان المبارك

رمضان والتدوين

أما عن التدوين في رمضان فأنا أعتذر مقدمًا من كل القراء لعدم استطاعتي هذه السنة أن أدون كما كنت أفعل من قبل لتكاثر المسؤوليات عليّ هذه السنة. كذلك أرغب في الابتعاد عن ضجيج شبكات التواصل وتحقيق نتائج إيجابية في هذا الشهر الفضيل. وأي وقت أفضل من رمضان لبدء العادات الجيدة؟

هي خطة بسيطة قابلة للقياس والتحقيق: أن أقلل وقت دخول الأنترنت لأستثمره في أمور أخرى أنفع من تصفح الأخبار والتحديثات التي يخلو معظمها من أي أهمية.

ولن أمانع في تقليل تكاليف رصيد الأنترنت كذلك بهذا التقليل!

أحتاج لأن أختلي بنفسي قليلًا بعيدَا عن ضجيج مواقع التواصل. كما أن ذلك سيسمح لي بالعمل على بعض المشاريع المؤجلة ككومة الكتب التي تنتظر إكمالها. وأيضًا بعض الأمور التي سأكشف عنها في وقتها بمشيئة الله.

ختامًا

كل العام وأنتم بخير وبصحة وعافية. وأسأل الله أن يستجيب لدعائكم وألا يخيب رجائكم. وأن يغفر ذنوبكم ويكفر سيئاتكم ويجمعنا في جنة الخلد. اللهم آمين.

أشيعوا البهجة في بيوتكم وقلوبكم ولا تسمحوا لهم بسرقة فرحة رمضان منكم.