سألني قارئ المدونة، والمدون الزميل (محب روفائيل) عن الفوائد التي جنيتها من فصل الهواتف. وأعني بذلك تخصيص أحد الهواتف ليكون حصريًا للعمل، وأحدها الأخر ليكون هاتفًا شخصيًا.
ووجدت أن لذلك عدة فوائد على الصعيد الشخصي، والنفسي، وحتى الأمني المعلوماتي. فكيف ذلك؟
بعد مرور شهرين على تدويني لتدوينة (مزايا إمتلاك هاتف ثانوي)، حان وقت تقييم هذه التجربة، والنظر إلى فوائدها من مختلف الزوايا، ومن وجهات نظر مختلفة.
على الصعيد الشخصي
وجدت أنه من الجيد خلق فصل ما بين حياة العمل، والحياة الشخصية. واستخدام هاتف واحد للعمل والتواصل، هو كترك النافذة مفتوحة على شارع مزدحم، دائمًا ما سيكون هناك ضجيج، وأصوات أبواق، ونداءات، وما إلى ذلك.
قد يصل بريد إلكتروني بعد ساعات الدوام، أو في منتصف الليل ويصدر عنه صوت يوقظني، أو يقوم أحد الزملاء المتحمسين بكتابة منشور في مجموعة العمل على (واتساب) في يوم العطلة فيجبرني على مطالعته في وقت راحتي، وهذا ما لا أحبذه. أو أن يمتلئ الأستوديو بصور متعلقة بمجال العمل، وتبدأ في غزو مجال الرؤية، ما يصعب علي الوصول إلى الصور التي أريدها، أو التي قمت بالتقاطها بنفسي.
وربما يكون بالعكس، أخشى أن أرسل صورة خاصة إلى مجموعة العمل، أو إلى أحد الزملاء بالخطأ. لذلك من الأفضل فصل الأمور عن بعضها البعض.
على الصعيد النفسي
لذلك أقوم بقفل الهاتف بعد انتهاء الدوام، ولا أفتحه حتى صباح اليوم التالي. وهذا يعزز الانفصال عن العمل بعد العودة للبيت، ويساعد على الاسترخاء، والهدوء. خاصة عندما تدخل رسائل في وقت متأخر، أو يحاول بعض الزملاء التواصل بعد الدوام، للسؤال عن مسائل تتعلق بالعمل. وهذا يزعجني كثيرًا!
على الجانب الأمني
على الجانب المتعلق بأمن المعلومات، فقد أخذت في دورة على الإنترنت، أنه من الأفضل فصل الحسابات الشخصية عن حسابات العمل، لزيادة التأمين، وتقليل احتمالات حدوث الاختراقات. وأن إحصائية تقدر بأن 24% من الموظفين يستخدمون جهازًا واحدًا للعمل، وللحياة الشخصية. وهو أمر غير محبذ على الصعيد الأمني.
تقييم التجربة
أعتقد أن التجربة ناجحة حتى الآن، ويعيبها فقط ضعف بطارية الهاتف البيكسل. وهذا لا يأخذ من التجربة في حد ذاتها، بل هو من عيوب الهاتف في حد ذاته، ومن نقاط قصوره. لكن من ناحية الانفصال ما بين العمل، والحياة الشخصية، فأعتقد أن التجربة ناجحة بكل تأكيد.
تعقيب ملائم
أنا لا أعمل في مجال يتطلب مني أن أكون متواجدًا حسب الطلب في أي وقت، فلست مسعفًا، أو طبيبًا، أو رجل مطافئ. لذلك من المحمود أن أقوم بقفل هاتفي بعد أن ينتهي الدوام، ولا أقوم بفتحه حتى صباح اليوم التالي، عندما يبدأ الدوام بشكل رسمي. فبهذه الطريقة أوضح لمن يعمل معي أنني متاح في ساعات معينة فحسب، ولست موجودًا آناء الليل وأطراف النهار للعمل، أو للحديث عن العمل. كما أنني لست ملزمًا بتحميل برمجيات خاصة بالعمل على هاتفي الشخصي، قد تعيق أداء الجهاز، أو تجعله بطيئًا، أو يعمل بطريقة لا أحبذها. ما يعرف اختصارًا بـ BYOD Bring your own device أو قم بإحضار جهازك الخاص للعمل.
في الختام
كنت أخطط لتكون هذه التدوينة كجزء من حديث الأربعاء المقبل، لكن وجدت أنه من الأنسب وضع هذه كتدوينة منفصلة، لكي تحظى بالقدر الملائم من الاهتمام، والتفكير. وألا تكون فقرة وسط فقرات مزدحمة، قد يمر بها القارئ ولا يعبأ بها.
ما رأيك عزيزي القارئ في هذه النقاط؟ وأوجه السؤال للصديق (محب روفائيل): هل تشبع هذه التدوينة فضولك؟ وتجيب عن أسئلتك؟ شاركني بذلك في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.