أعتبر هذا اليوم فرصة للتفكر حول ما مضى من سنوات، وما يمكن فعله بشأن السنوات المتبقية من عمري. ليست هذه أكثر اﻷفكار بهجة، لكنني أحاول!
أنا ويوم مولدي
فيما مضى لم أكن أحب حتى تذكر هذه المناسبة، لأنها تذكرني بأنني لم أفعل أي شيء ذا قيمة في حياتي ولا زلت أراوح مكاني. تلك الخيبة تثقل على نفسي وتمنعني من الاستمتاع بأي شيء.
أما اﻷن فاﻷمر مختلف قليلا..
مالذي تغير منذ سبع أو ثمان سنوات؟
في الواقع، كل شيء! لم أعد نفس الشخص الذي كنته منذ ذلك الوقت. لكنني لا زلت نفس الشخص إن كان هذا يبدو لك منطقيا. أشبه الأمر بالنظر إلى نفسك في المرآة مقارنة برؤية نفسك في صورة فوتوغرافية، ذاتك في المرآة هي نفسك بينما صورتك الفوتوغرافية هي أنت ولكن ليس أنت في نفس الوقت.
أنا أسعى في الحياة للتعلم والنمو والتطور، كل شيء مررت به ومر بي غيرني وشكلني إلى هذا الشخص الذي يكتب هذه السطور، لست مغرما به ولا متأكدا أنني سأظل هذا الشخص للأبد، لكنه يفي بالغرض اﻵن. وطالما أنني لا أتوقف عن التعلم والتعايش، فأنا على الطريق الصحيح، وهذا يكفيني للآن.
أي طقوس خاصة؟
في الحقيقة لا! ليس هناك أي شيء غير اعتيادي، وأحيانا أغرق نفسي بالعمل حتى لا أتلقى التهاني أو أضطر للرد عليها، أما اليوم فلا مفر من العطلة! أكرمتني والدتي-حفظها الله- بإعداد عصيدة لي، أفضل العصيدة على كعكة مشتراة من محل حلويات.
كما أن ناديّ المفضل يرسل لي بريد تهنئة يحاول إغرائي فيه بشراء قميص يحمل اسمي وعمري كرقم للغلالة، لن أفعل ذلك حتى تفوزوا بالدوري يا شباب!
أمتلك العديد من اكسسوارات الانتر، منها هذه الساعة
ولا تدوينة واحدة في هذا الشهر!
لقد غرقت حتى أذنيّ في العمل، كثير من المسؤوليات والمشاغل ووقت قليل لفعل أي شيء أخر، لذا تأتي هذه العطلة كفرصة ذهبية للتفكير في مآلات هذه الطريقة في العيش، وأيضا للاستمتاع بالشوارع وهي خاوية قليلا (مقارنة بزحام ليلة العيد الذي صار يوميا في هذه المدينة)، وهذا وعد مني بتدوين المزيد قبل نهاية هذه السنة.
حتى العام القادم
العام القادم هو الثلاثون الكبيرة، عقد أخر ينصرم، ونافذة تقل لتحقيق اﻷهداف واﻷحلام. من الصعب على شخص يعيش كل يوم بيومه أن يخطط للمستقبل أو أن يحقق أي شيء كبير. هذا يعني أن التغيير ضروري إن أردت مغادرة صحاري التيه والعدم.
لأن شماعة الظروف تحطمت يجب أن أستبدلها بشيء آخر أفضل.
ختاما
لا بد من الوقوف من حين لأخر لتقييم اﻷمور ومراجعة الحسابات، قبل المضي قدما ومفاقمة اﻷخطاء. أتمنى من كل قلبي أن تتحسن اﻷمور على صعيد حياتي الشخصية، ولبلادنا الكسيرة. وللعالم بأسره..