في ثمانينات القرن الماضي بعد تدهور العلاقة بين ليبيا وأمريكا. تم منع استيراد السيارات الأمريكية إلى ليبيا. كردة فعل “ثورية” على إمبريالية أمريكا وما إلى ذلك. وخلا السوق الليبي من سيارات أمريكية الصنع تباع بشكل طبيعي.

وبينما ازدهرت مبيعات دار “المازدا” – التي كانت في علاقة وثيقة مع فورد الأمريكية في ذلك الوقت -. والبيجو (سيارة الحاج حمد الأثيرة من تدوينة الرسوم المتحركة الليبية) والتويوتا والنيسان. بينما نسي الليبيون ما تبدو السيارات الأمريكية عليه. وستمر عقود طويلة قبل أن تعود سيارات أمريكية إلى السوق الليبي .. نوعًا ما.

عوم وتمخطر!

كل ما كان يراه الناس هو سيارات كبيرة كالقوارب. هي ما عاد به المغتربون من أمريكا معهم. ليجدوا سوقًا خاويًا من قطع الغيار. أذكر أن أحد جيراننا كان أحد هؤلاء وكان يمتلك واحدة منها. وكانت تظل سيارته متوقفة بالشهور. حتى يرسل أحد أبناءه القطعة التالفة ويستبدلها. ثم لا تلبث إلا أن تتعطل وتتكرر نفس القصة المحزنة.

السيارات الأمريكية – الكورية

في مطلع القرن الحادي والعشرين، بعد تسليم ليبيا لبرامجها النووية ودفع تعويضات لوكربي كاملة – وغير منقوصة – بدأت العلاقات مع أمريكا تعود تدريجيا ومعها دخلت بعض السيارات الأمريكية إلى السوق الليبي. من إستيراد الدار يعني أن وكالة الشركة قامت بإستيرادها وأن المواصفات مطابقة لمواصفات البلد. لم يفتح إستيراد السيارات على مصراعيه أنذاك.

أولها كان شيفروليت أوبترا (والتي في الحقيقة كانت دايو نوبيرا 3 تحت علامة شيفروليت). وبعض من قريباتها التي كانت تحت علامة شيفروليت مثل الإفيو، والكالوس. ونظرا لأنها كانت تتشارك بعض قطع الغيار مع سيارات دايو كان لها قبول مبدئيًا في السوق الليبي.


راس جمل وليبيا الغد

ولا يستطيع أحد أن ينسى “كرايسلر بي تي كروزر” والتي دخلت السوق الليبي من إستيراد الدار تحت مسمى “رأس جمل” وهي من أسوأ السيارات على الإطلاق. وليس فقط في السوق الليبي. وأستوردتها روابط الشباب التابعة لمشروع (ليبيا الغد). لكنها لم تنجح في السوق.

باب فتح على مصراعيه

في السنوات اللاحقة توسع الاستيراد ليشمل موديلات أكثر فخامة مثل ” فورد موستانغ” ذات الأداء الرياضي. وبعض شاحنات العمل من أمثال “دودج رام” و”أف 250 و 150″ من إنتاج شركة فورد.

وصارت السيارات الأمريكية غرضًا متعارفًا عليه في السوق. لها موردوها ومحلات قطع الغيار الخاصة بها. والورش المتخصصة في العمل عليها.

كما أن شيفروليت كروز دخلت السوق الليبي من إستيراد “الدار” لتفشل فشلًا ذريعًا وتخرج من الباب الضيق غير مأسوف عليها. وفشل هذا الموديل عالمي ولا علاقة له بالسوق الليبي.

في الختام

حسنًا من المنطقي أن نقول أن السيارات الأمريكية لم تلاقي النجاح الذي لاقته السيارات الكورية.من مثيلات هيونداي (أفانتي الأغبياء إحدى أكثر التدوينات مطالعة على المدونة لسبب لا أعرفه). لكن هناك بعض الموديلات التي تتحدى هذه الصورة النمطية.

هل يمكن لسيارة أمريكية أن تكون سيارة شعبية في ليبيا؟ تدوينة السيارات التالية تناقش ذلك.

ماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل كانت لديك سيارة أمريكية قديمة الطراز؟ هل امتلكت سيارة أمريكية حديثة؟ شاركني في قسم التعليقات.