اليوم صباحًا وصلني خبر حزين وفاجع. وفاة اﻷستاذ (محمد سالم الفرجاني) الذي درسني بمعهد الالكترونات بن عاشور، وكان له الأثر اﻷكبر على مسيرتي التعليمية واﻷكاديمية.
توطئة واجبة
أستاذ محمد ليس أستاذًا عاديًا بالنسبة لي – عدا أنه درسني بأربع مواد وربما يكون أكثر من درس لي -. إلا أنه بالذات كانت لي معه صولات وجولات. وخصومة كبيرة دونت عنها تحت عنوان الجيلاطينة.
نبأ الوفاة
حسب الصفحة الرسمية للمعهد فقد توفي اﻷستاذ محمد بمصحة بتونس الشقيقة إثر مرض عضال ألم به. اﻷمر الذي فاجأني وصدمني، فأنا لم ألتق به منذ فترة طويلة، ولم تصلني أخباره.
في الواقع لم أره منذ العام 2017.
أوراق لم تنشر من قبل
ذكرت في تدوينة الجيلاطينة أنني كتبت له رسالة بخط يدي، وأيضًا أرسلتها له على فيسبوك. سأنشر هذه الرسالة لأنها – من وجهة نظري على اﻷقل – تعبر عن مشاعري تجاهه.
“السلام عليكم كل العام وأنت وأسرتك الكريمة بخير وأمل أن يصلك مكتوبي هذا وأنت في موفور الصحة والعافية
. أثرت أن أتريث في مكتوبي هذا حتى تحسم قضية التعيين التي شغلتني لما يزيد عن شهر والتي فوجئت بأن من يعرقلها هو أنت أستاذي الفاضل!! ولك أن تعلم أن مكتوبي هذا ليس خوفا أوطمعاً أو تملقاً بل إن الطلب قوبل بالرفض وتقبلت ذلك بصدر رحب وقررت المضي قدماً بحياتي، ولكن ما أثار دهشتي أن بعض الأساتذة ذكروا لي تحفظك الشديد على ماجاء بالعدد الثالث من الجيلاطينة، وتأثرك بشكل شخصي منه وظننت أنك يوم العاشر من أكتوبر حين طلبت لقائنا ووبختنا على ماجاء في الجريدة قد إنتهى الموضوع وطويت صفحته، لكن كان لحضرتك رأي أخر..
لك أن تعلم أن إنتقادك في الجريدة جاء لاذعا لأن خيبة أملي فيك كانت كبيرة، فقد توقعت أن ترشح لمنصب مدير المعهد بعد التحرير لترتقي بالمعهد الى مكانته الحقيقية وتوقعت أن دروسك وتعاليمك ستكون منهج إدارتك ولكن لم أرى تطبيقها على أرض الواقع اللهم إلا النذر اليسير..
قد قوبلت كل محاولاتنا للإصلاح من داخل النظام بالتجاهل والإهمال مما أدى إلى ردة فعل عنيفة، سببها قوى الثورة المضادة داخل المعهد. ومازاد من خيبة أملي أنك إخترت الرد على إنتقادي بهذه الطريقة التي تخالف كل ماعرفته عنك خلال سنوات دراستي بالمعهد، فقد إخترت حرماني من وظيفة إستحققتها بسبب خلاف بيننا لم نتحدث حتى بشأنه، فلم أعلم أنك جرحت من كلامي ولهذا أنا أسف من كل قلبي، ولكن تصرفك معي سيظل دائما ماثلا أمام عيني وأسجل إستنكاري منه أمامك وأمام الجميع، تصرف كان من وجهة نظري لايليق بأستاذي ومثلي الأعلى أ.محمد الفرجاني، الذي علمنا تقديس اللوائح والقوانين والسير عليها لبناء دولة العدل والقانون . ولك مني كل التقدير والإحترام
م. معاذ صالح الشريف طرابلس / ليبيا 09.07.2013″
في الختام
أسأل الله أن يتغمد الفقيد بالرحمة، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وداعًا أستاذ محمد، وشكرًا على كل شيء.