بدأت سلسلة حكايات جدتي كطريقة لتخليد حكايات جدتي – رحمها الله -، ورواية القصص والطرائف التي كانت ترويها. حتى إنني اشتريت كتابًا لغرض تبييضه وسرد بعض القصص منه. لكن ما حدث لم يكن بالحسبان!

بعد أن قمت بسرد الحكايات التي أعرفها عن ظهر قلب: مثل خرافة أم بسيسي، وحكاية شيشبان. قمت بتصفح الكتاب بشكل سريع، ثم بشكل مفصل، ولم أعثر على أي من الحكايات التي سمعتها عنها!

أعطيت الكتاب لوالدتي – حفظها الله – ولم تجد فيه شيئًا كذلك!

لذلك طوي الباب إلى النسيان مع أبواب أخرى لم تصادف النجاح مثل باب روابط، وباب معالم طرابلس الذي أنسى أحيانًا أن أقوم بالتدوين حوله!

لذلك قررت توديع هذا الباب بطريقة مختلفة قليلًا، وذلك بدمج بعض الأمور التي لا تعتبر حكايات وخرافات، لكنها في نفس الوقت جزء من الموروث الذي تم تمريره إلينا من الأجيال التي سبقتنا.

ألعاب شعبية

هذه الألعاب تناقلناها مشافهة ولا أحد يعرف تحديدًا من قام بتأليفها، كما أن الألفاظ تختلف قليلًا بحسب المنطقة وعادات أهلها. لذلك إن وجدت نسخة تختلف عما سمعته وأنت طفل، لا تقم برجمي في التعليقات رجاءًا!

يا حجيل يا مجيل

“يا حجيل يا مجيل، وين كنت البارح، في جنين صالح، يا كليت من التفاح ومن النفاح ومن قلاية الملاح. طبق إيدك يا مفتاح راهي اطيح في المرق، تنحرق دجاجة تكاكي بين السواقي ترقى وتنزل على اليدية هاذي”.

هذه الأنشودة القصيرة يرددها كل اللاعبين معًا وأيديهم ممدودة بينما يد اللاعب الرئيسي تتجول بينهم. واليد التي تتوقف عندها يخرج صاحبها من اللعبة ويتم قص مقطع من الانشودة. حتى يتبقى لاعب واحد فقط يكون هو اللاعب الرئيسي للدور التالي.

خريبش خريبش

هذه اللعبة يتقمص فيها اللاعبون أدوار الطيور، وتبدأ مثل يا حجيل يا مجيل بلاعب رئيسي يقود اللعبة. يفرك اللاعبون أيديهم على الأرض بما يشبه نكش الدجاج وهم يقولون خريبش خريبش. ثم يقول اللاعب الرئيسي:

“نرقى أنا والنسر”. ويرمز هنا لأحد اللاعبين، أو أكثر من لاعب واحد كما يشاء. بأن يرفع يده ويخفقها كأجنحة الطيور.

ننزل بروحي. أن يخفض يديه أو ينزل مع أحد اللاعبين أو كلهم.

الغرض من اللعبة هي إتباع إشارات اللاعب الرئيسي حتى يخطئ أحد اللاعبين، وهنا تبدأ المتعة الحقيقية!

يقوم اللاعب الذي أخطأ بخفض رأسه وتغميض عينيه، ثم يضع اللاعبون الباقون أيديهم فوق بعضها على ظهره وينشدون:

“حرندس مرندس مامو سندس، من الفوقي؟” وهنا على المخطئ أن يحزر من الذي يده هي العليا لكي يعود إلى اللعب!

طاب الفروج ولا مازال؟

الفروج هو الديك في اللهجة الليبية.

ألعاب الجدات

هذه الألعاب التي تعلمها الجدة للأطفال مثالية لوقت القيلولة عندما تشتد حرارة الشمس ولا يجب أن يخرج الأطفال للعب. أو للعبها في ليلة شتوية باردة والكهرباء مقطوعة. أو لإلهاء الصغار عن أحاديث الكبار الجادة والمهمة.

في الختام

رحمك الله يا جدتي رحمة واسعة، وأموات المسلمين.

هل سبق لك لعب هذه الألعاب؟ هل تعرف نسخة مختلفة منها؟ شاركني بها في قسم التعليقات، وشكرا لك على متابعة هذا الباب.


4 Comments

motaz abdel azeem · 2023-01-09 at 05:18

عندنا نفس اللعبة اﻷولى (ياحجيل يامجيل) في السودان لكن بألفاظ مختلفة أكاد أتذكرها وهي:
يا إيدي شيليني ختيني في بيت الله العاجبني،الله حلال الله بلال يا في الجنة أو في النار. ومن يقع عليه لفظ في النار يخرج من اللعبة.

    Muaad · 2023-01-09 at 07:02

    هذا مفاجئ حقًا بالنسبة إلي! يسرني أنني ذكرتك بشيء من طفولتك. شكرًا لك على القراءة، والتعليق.

عامر حريري · 2023-01-29 at 22:35

الشيء المحزن أن هذا التراث الشعبي لا يجد من يسجله ويوثقه في الكتب وغيرها وهكذا تضيع الهوية الثقافية للناس ويصبح من السهل طمس تاريخهم بعدها وأتذكر أن عبد الوهاب المسيري رحمه الله حاول في مذكراته تسجيل بعض تلك الألعاب التي كانوا يلعبونها في بلده دمنهور .. عندما كنت صغيرا كانت تلك الألعاب منتشرة بعضها كان يحتاج لأوراق مكتوب عليها عبارات معينة وبعضها كانت أغاني ضاعت أجزاء منها ولم تعد مفهومة.

    Muaad · 2023-01-31 at 01:56

    هذا محزن جدا، التراث الشفهي يضيع ويتحول عبر الأجيال
    شكرا لك على القراءة والتعليق

Comments are closed.