ورواية العقيد هي رواية صادرة عن دار الفرجاني للنشر والتوزيع شهر ديسمبر 2022، وتقع في 208 صفحة من المقطع المتوسط. من تأليف الكاتبة (كوثر الجهميوسبق لي مراجعة كتاب (حي القطط السمان) على هذه المدونة لنفس الكاتبة. في هذه التدوينة أقوم بمراجعة هذه الرواية، وكذلك كيفية الحصول على هذه الرواية.

تنويه واجب

هذه التدوينة هي حرق للرواية. لذلك إن لم تقرأ الرواية، أو إن كنت تنوي قراءة الرواية. أنصحك بالتوقف عن القراءة فورًا!

عدا عن ذلك، فلنبدأ المراجعة.

وقفة مع عايدون

الرواية هي الجزء الثاني لرواية (عايدون)، وأنصح بشدة بقراءة الجزء اﻷول قبل قراءة (العقيد). لأن تأسيس الشخصيات وعلاقاتها حدث في الجزء اﻷول من الرواية. وفيه نتعرف على (غزالة) بطلة الرواية، وأرملة الضابط علي المرابط الذي قضى نحبه في الحرب التشادية الليبية. ومعاناة هذه الشخصية التي أتت من المهجر (ومن هنا تأتي التسمية عايدون) أثناء تربية بنتها الوحيدة في مجتمع قبلي، ذكوري. وعبر خطوط متقطعة نتعرف على سيرة حياة (علي) وأنه لم يمت في تشاد، بل هاجر إلى أمريكا وتزوج سيدة أخرى، وله منها ابن سماه آدم. قبل أن تهرب خارج ليبيا بسبب ارتباطها بالنظام السابق إلى الشقيقة تونس مع ابنتها (حسناء).

ملخص الرواية

تبدأ الرواية من النهاية، حيث تبدأ بمشهد تصفية (علي المرابط) من قناص أعور يقبض ثمن العملية، ثم تتابع تسلسل اﻷحداث ليصل إلى إبنه آدم. الذي ولد وتربى في أمريكا. ويسعى لتوثيق سيرة والده الذاتية عبر شهادات عيان من عرفه وعاشره. بدأ بجده لأمه، ومرورًا (ببركة) صديق والده ورفيق دربه في الحرب، وانتهاء بأعمامه في ليبيا. وكل منهم يسرد قصة مختلفة ويسلط الضوء على جوانب من شخصية (علي المرابط). وأثناء زيارته إلى ليبيا يتعرف على بنت عمه (سارة) ويقع في حبها مباشرة. لكن حبهما يتعرض للخطر لأن (سارة)، وأمه، واعمامه. يرفضون نشر كتاب يروي سيرة والده. خاصة أنه تم تصفيته جسديًا واتهام نظام القذافي بشكل ضمني في عملية التصفية. مع أن (علي) قبل انضمامه للمعارضة كان من (الضباط الوحدويين اﻷحرار) الذين قاموا بانقلاب سبتمبر، ثم شارك في الحرب الليبية التشادية، ثم نقل إلى أمريكا لتكوين جبهة معارضة للقذافي.

السرد والتوصيف

من وجهة نظري المتواضعة فإن الكاتبة حققت النضوج اﻷدبي في هذه الرواية، كل شخصية من الشخصيات نالت حقها من التوصيف، وتبدو وكأنها تتحرك في مسارات واقعية وغير حالمة.

كما أن السرد يتسلسل بسلاسة ليصل في النهاية إلى خاتمة مفاجئة للقراء – ولي أنا شخصيًا -.

التقييم

قيمت هذه الرواية بأربع نجوم من خمسة. أعتقد أننا نشهد ميلاد روائية كبيرة على مستوى العالم العربي، ومرشحة لجائزة البوكر العربي لهذا العام. وأنتظر ما يجود به قلمها في المستقبل.

كيفية الحصول على الرواية؟

الرواية متوفرة من الناشر بشكل مباشر (دار الفرجاني) سواء داخل ليبيا، أو في فروعه الخارجية مثل لندن ونيويورك. وأيضا (دار الوليد) إن كنت من سكان طرابلس.

لا أنصح بالبحث عن طرق غير شرعية لقراءة الرواية، لدعم الكاتبة، ودار النشر!

في الختام

هذا كان تقييمي للرواية، أتمنى أن يروق لكم، وإلى اللقاء في مراجعة كتب أخرى إن شاء الله.