يبدو أنه أسبوع الصيانة العالمي وأنا لا أدري، أليس كذلك؟!

حسنا اليوم موعدكم مع تدوينة صيانة جديدة، حيث أروي قصة شيء ما كان تالفًا وأصلحته.

لذا، فلنبدأ ..

من أين أتى هذا التابلت؟

هذا التابلت (الجهاز اللوحي) لدينا منذ فترة طويلة، تقريبا منذ عام 2015، وفي ذلك الوقت لم أكن أدون بالعربية، ولا أتحدث عن يومياتي، بل كنت مدونًا – وشخصًا – مختلفًا كثيرًا عما أنا عليه اليوم.

وجدت أن هذا التابلت صفقة جيدة، فسعره يقارب ثلث سعر تابلت من (سامسونج) مثلًا. كما أنها شركة ألمانية، ولديها وكيل في ليبيا ومركز للصيانة. وتحصلت على كوبون تخفيض 10% بعد المشاركة في مسابقة لا أتذكر حيثياتها تمامًا. لذلك ما المانع؟

مواصفات الجهاز

هذا الجهاز به معالج رباعي النواة، ورام 1 غيغا، وذاكرة داخلية 8 غيغا بايت (متوفر للمستخدم منها 5). ليس جهازًا قويًا بأي حال. لكنه كان جهازًا مناسبًا في عام 2015 (هاتفي في ذلك الوقت لم يكن به سوى 512 ميغا رام).

أما الكاميرا .. فهي 2 ميغا بيكسل من الخلف، و 0.3 من الأمام .. لن تلتقط بها صورًا حائزة على جوائز في أي وقت قريب ..

هذه صورة لمكعب روبيك، ما رأيك فيها؟

م الذي حدث لهذا التابلت؟

بعد 5 سنوات من الخدمة المخلصة، حدث تماس كهربائي عند توصيله بجهاز الشحن، وتلف! –كان المنظم غالبًا ليحميه من هذا الضرر، لكنه أيضًا كان تالفًا -. ولم نتمكن من تشغيله مرة أخرى.

أخذت هذا التابلت لمحل أحد اﻷصدقاء، وقمت بعرضه عليه. فقال لي أن دائرة الشحن قد تلفت، ولا يمكنه تصليحها إلا بإحضار البديل. رغم أن البطارية سليمة وتشحن. كان هناك مشكلة واحدة فقط.

توكيل الشركة أقفل أبوابه، والمحل الذي اشتريته منه غير النشاط (لهذا قصة طويلة). ولم يعد هناك مكان أستطيع صيانته فيه. ومر وقت طويل وهذا التابلت يجمع الغبار في درج من اﻷدراج.

صورة للجهاز بعد سنوات من التخزين

ماذا تغير اﻵن؟

مشحونًا بجرعة من الحماس،بعد عودة البيكسل الشهير إلى الحياة. وعودة المنظم للخدمة المخلصة. قررت تجربة شيء ما خطر ببالي. وهنا كانت اللحظة الحاسمة.
قمت بتوصيل التابلت في الشحن، ووصلت قابس الشحن بالمنظم، وتركته لبضعة ساعات.
ثم، طبقت نصيحة شاهدتها في فيديو على اليوتيوب، حيث قمت بضغط زر التشغيل، وإدخال دبوس في زر إعادة الضبط. وضغطهما معًا في نفس الوقت عدة مرات. لتحدث المفاجأة!


ظهرت علامة البطارية على الشاشة بحجم كبير وواضح. اﻷمر الذي ملأني بالحماس، وشجعني على مواصلة المسير. لذا تركت الجهاز في الشحن، وقمت بعد ساعة بتشغيله.
ولسعادتي، فقد عاد الجهاز للعمل بعد قرابة 3 أعوام من الخمول!!

إنه أمر رائع؟ أليس كذلك؟ حسنًا، هذا ليس سوى نصف القصة

لاحظت أن الجهاز غير متصل بالإنترنت، فكرت أن السبب هو أن الواي ماكس – الذي رثيته عندما توقف عن العمل – لم يعد يعمل، ولدينا اتصال آخر بالإنترنت (سيكون موضوع تدوينة قادمة بمشيئة الله). لذلك حاولت جاهدًا توصيله بأي شبكة، ولكن لم يتصل بأي شبكة. لذلك بعد مسح ذاكرة الكاش دون جدوى، قررت استعادة ضبط المصنع ..
ويا ليتني لم أفعل!!

الجزء الثاني من القصة

بعد استعادة ضبط المصنع اشتغل الجهاز ولكنه توقف عن خطوة البحث عن شبكة للإنترنت. لم تفلح كل محاولاتي في توصيله بالشبكة. حتى نقطة الاتصال من هاتفي لم يستطع التعرف عليها، ولم يرتبط بها.
أيضًا ليس بهذا الجهاز بطاقة اتصال هاتفية، ولا مقبس شبكة سلكية. لذلك من دون الواي فاي ظل الجهاز متجمدًا عند هذه الخطوة. وكل أبحاثي قادتني إلى طريق مسدود ..

لذا خطرت لي فكرة

قمت بأخذ الجهاز لصديقي الذي أخذته له في عام 2020. لعله نسي توصيل خط الشبكة، أو عساه يجد شيئًا مفصولًا فيوصله. وهو يعرف كيف يفكه. لكنه لم يجد سوى شريحة الواي فاي محترقة، وقال أن تغييرها يحتاج إلى لوحة كاملة – في الواقع أي عطل لدى صديقي هذا هو لوحة كاملة .. – ورجعت به إلى البيت متحسرًا، وكل ما أستطيع التفكير فيه هو أنني ضيعت الجهاز من يدي، بعد أن عاد للعمل وملأ قلبي بالسرور. وعضضت أصابع الندم بسبب ذلك.

كل ما احتجت إليه هو تخطي شاشة الواي فاي. للمتابعة. ولكن بسبب العطل في شريحة الواي فاي لم أتمكن من فعل ذلك، وحتى الحلول التي حاولتها من توصيل كابل شبكة عبر جبل من الملحقات لم ينجح.

طريقة الصيانة

قمت بالبحث عن ملف الروم الخاص بهذا الجهاز على شبكة الانترنت. كان اﻷمر ليكون سهلًا لو كانت الشركة تشتغل، لكن من الواضح أنها أشهرت إفلاسها. لأن الموقع لم يعد موجودًا على الشبكة. ولم أتمكن من إيجاده سوى في أرشيف الويب.

عثرت على ملف الفلاش على أحد المواقع، وقمت بوضعه على ذاكرة الجهاز، وتفليشه من خلال نافذة الريكوفري (زر التشغيل + زر زيادة الصوت).

بمجرد انتهاء العملية اشتغل الجهاز للمرة الثانية. وهذه آخر مرة سأقوم فيها بشيء مثل هذا.

تحميل الروم

لقد قمت بضغط الروم ورفعه دون تعديلات. يمكنك تحميله من هذا الرابط.

تحسينات بسيطة

باستخدام برنامج UAD قمت بإلغاء تنصيب البرامج غير الضرورية. لكي يكون الجهاز في أفضل حالاته. حيث أن مواصفاته ليست بتلك القوة.

هل أعتقد أن هذا الجهاز حل على المدى الطويل؟

لا على الإطلاق خاصة بعد تعطل شريحة الواي فاي. وفي حالة حدوث أي عطل – مثل محاولة الصيانة الأولى – لن أتمكن على اﻷغلب من صيانته.
لذلك سيبقى هذا الجهاز كمشغل للوسائط لبقية حياته.

صورة بعد التنظيف

في الختام

يسعدني دومًا تصليح اﻷشياء القديمة، خاصة التي فقدنا منها اﻷمل. هذا الجهاز تحديدًا كان صعبًا بسبب تقطع السبل على المستوى المحلي، والدولي. وغياب قطع الغيار. لكن الله سلم وتمكنت من صيانته.

لا يزال هناك بعض التفاصيل هنا وهناك، ربما أغطيها في تدوينة قادمة.