بالأمس سمعت خبرًا حزينًا .. (مس مارلين) إنتقلت إلى رحمة الله بعد صراع طويل مع المرض في كندا.
من هي مس مارلين ربما تتساءل؟
مس مارلين سيدة كندية تزوجت من رجل ليبي، واعتنقت الإسلام.
التقيت بمس (مارلين) وأنا أعمل بإحدى المدارس الدولية كمعلم للحاسوب. ورغم أنها لم تدم هناك طويلا إلا أنني حافظت على تواصل معها. وسرعان ما توسطت لي في مدرسة أخرى أفضل. لتتحسن ظروفي الصحية، والوظيفية، والمادية. والفضل في ذلك يرجع لله سبحانه وتعالى – أولا -، ثم لها هي.
لحقت بي هناك وكم كنت سعيدا للعمل معها مجددا. لكن هذه السعادة لم تدم وتم فصلها تعسفيا بعد بضعة أشهر. بحجة صحتها المتردية. وكم حز في نفسي هذا الأمر. لكنني لم أدعه يفت في عضدي.
كانت (مس مارلين) ترى الخير في كل شخص.وتحاول استخراج الأفضل من كل المحيطين بها. وكانت تمنح فرصًا عديدة للناس. ورغم أني لا أتفق معها في هذا إلا أنني أحترمه. (يمكنك أن ترى الرسالة الإيجابية في صورة الحساب الخاص بها).
لقد دعمتني في أوقات عصيبة، وآمنت بي وقت لم يؤمن بي أحد. في الواقع لقد حوربت وأوذيت في نفسي، وفي سمعتي، وفي مالي، وفي رزقي. لكنها لم تفتأ تدعمني بالكلمة الطيبة، وبالنصيحة، ولم تبخل بالجهد الذي تستطيعه.
سافرت إلى كندا منذ بضعة سنوات، ولم أرها بعد ذلك. كنت أتصل بها من حين لآخر لأطمئن على صحتها، وصحة إبنها، وحفيدتها. لكن مرضها المتكرر منعنا من التواصل. كذلك انشغالي بالحياة وتكاليفها منعني من دوام التواصل.
بلغني البارحة أنها مريضة مرض الموت، ولم تلبث حتى توفاها الله إلى جواره.
جزنت بشدة لسماع هذا الخبر، خاصة أنها توفيت في أقصى العالم. ولن أتمكن من رؤيتها مجددًا.
أسأل الله أن يرحمها، ويغفر لها. ويتجاوز عن سيئاتها.
في الختام
زرعت نبتة المريمية هذه وأسميتها على اسمها (مارلين). وكلما سقيتها سأتذكر (مارلين) الحكيمة. حيث أن نبتة المرمية هي السيج بالانجليزية، وهي كلمة تعني الحكمة.