مرحبًا بك عزيزي القارئ، في تدوينة جديدة حول لينكس والمصادر الحرة. هذه المرة تجربة لتوزيعة (قديمة، وجديدة في آن واحد). لماذا ذلك؟ ولماذا هذا الإختيار تحديدًا؟ تابع معي هذه التدوينة لتعرف المزيد.
تجارب مع النظام
لست حديث عهد بلينكس، فتجاربي اﻷولى معه تعود للعام 2008، وعلى فترات متقطعة، حتى التحول الكامل سنة 2012، عقب تخرجي من المعهد. وواظبت على ذلك الحال حتى 2019، ثم عدت عام 2022، ولا أزال بطريقًا محترمًا حتى هذه الساعة.
من أين أتيت؟
“كقافز توزيعات” معتبر – وهذه ترجمة حرفية للمصطلح الإنجليزي Distro Hopper – فقد كنت على توزيعة (Kubuntu)، ثم غادرتها نحو (KDE Neon) بحثًا عن شيء أكثر عصرية، وحداثة، ثم وجدت نفسي هنا، في حديقة النعناع غضة اﻷفنان ..
لماذا قمت بالتخلي عن (كدي نيون)؟
وإن لم يكن تخليًا بالمعنى الحقيقي، فلدي صورة كاملة من نظام التشغيل في القرص الخارجي، وبنقرة زر سأجد نفسي مجددًا محاطًا بحرف K الإنجليزي في كل مكان. لذلك فخط الرجعة مأمون نسبيًا، ولم أقم بحرق الجسور، وتدمير السفن.
السبب الحقيقي هو عدد من العلل، وعدم الاستقرار في تجربة نظام التشغيل. فهي توزيعة هجينة، جزء منها (أبونتو) 22 طويلة اﻷمد، والقسم اﻵخر هو أحدث حزم كدي التي يبدو أنه لم يتم اختبارها بالشكل الكافي قبل إطلاقها للمستخدمين، فكثيرًا ما تحدث علل بعد تحديث نظام التشغيل لا أجد لها تفسيرًا، وأواجه مشاكل يقول المطورون أنهم حلوها، وأغلقوا بابها. بينما هي لا تزال تضايقني، وتنغص عليّ تجربة نظام التشغيل. فعوضًا أن أتفرغ للعمل، والإبداع. أجد نفسي أحل المشاكل الصغيرة، وأبحث عن ترقيعات للعلل. وهذا أمر مزعج ..
لماذا (لينكس مينت) تحديدًا؟
كنت قد ذكرت في أحد أحاديث اﻷربعاء، أنني قمت بتنصيب هذا النظام على جهاز زوجتي المحمول، لتستخدمه في العمل والدراسة. وكنت أراه من حين لآخر، وكان يروق لي ما أرى! شكل الخطوط، وتصميم اﻷيقونات، وسلاسة القوائم. كل هذا دفعني لوضعه على قرص الفلاش الذي اقتنيته مؤخرًا، وتجربته تجربة حية على جهازي لأرى ما وجهة نظري فيه، وعلى الفور قررت التغيير إلى هذا النظام السهل الممتنع.
أحيانًا، العشب يبدو أكثر اخضرارا في الجهة اﻷخرى ..
ما هو رأيي في توزيعة (لينكس مينت)؟
(لينكس مينت) هي أول توزيعة أنصح بها المنتقلين حديثًا للينكس. لخفتها على الجهاز، وبساطة واجهتها، وشكلها القريب من (ويندوز). فهي مثالية لمن هو حديث عهد بالنظام، ولا يزال لا يفهم خباياه، وما يدور خلف الكواليس. لكن شكلها، ولونها اﻷخضر لم يروقا لي قط. ودفعني هذا لتجنبها بكل السبل. مع أن الواجهة المستخدمة (سينامون) كانت دائمًا تبدو لي أنيقة، ولم تفلح محاولاتي في تنصيبها في أي مكان من قبل، والتعديل عليها بما يناسب ذوقي.
مميزات(لينكس مينت) 22
- رقم الإصدار ليس له علاقة بالسنة، فهي مبنية على (أبونتو) 24.04، آخر نسخة متاحة من نظام التشغيل.
- لكن مينت ليست مشتقًا آخر من مشتقات (أبونتو)، فهي قررت الابتعاد، والنأي بنفسها عن توجه (كانونيكال) الشركة الراعية ل(أبونتو)، وعدم تبني حزم السناب التي تأتي افتراضية على (أبونتو).
- هذا يعني أن حجم ملف التنصيب أصغر كثيرًا (2.7) غيغا بايت، عوضًا عن 6.5 غيغا بايت!
- وأن النظام أخف على مصادر الجهاز، سواء المساحة التي يشغلها، أو كمية الذاكرة العشوائية (الرام) التي يستهلكها.
- كما أنها توزيعة أنيقة الشكل، تأتي بلون أسود فخم، وأيقونات مصممة بعناية، وكل القوائم سهلة وقريبة من يد المستخدم. لتكون معًا تجربة استخدام سهلة وبسيطة.
عيوب (لينكس مينت)
- لا تدعم واي لاند بتاتًا! لا تزال تأتي بمدير العرض Xorg الذي أكل عليه الدهر وشرب، ونصيحة مني، لا تحاول تشغيلها في نمط واي لاند. فقد تجد نفسك تعيد تنصيب التشغيل من البداية، إن لم تكن تعرف ما تفعل ..
- زمن التنصيب كان طويلًا، مع أني أستعمل SSD. تقريبًا وصل إلى 25 دقيقة. مع العلم أنني فعّلت الإنترنت ليقوم بتحميل التحديثات، وبعض التعريفات الضرورية له. ربما بطء سرعة الاتصال كان السبب.
- شبيهة كثيرًا بنظام (ويندوز). هذا أحد الانتقادات الشائعة، وإن كنت لا أرى ذلك عيبًا. فأنا لا أمقت (ويندوز) .. فقط أمقت ما تحول إليه هذا النظام في الآونة اﻷخيرة ..
- يصحب هذه التوزيعة انطباع أنها للمبتدئين فقط، وأنها لإولئك الذين ليسوا مستخدمي (لينكس) حقيقيين، بل هم مدّعون يتخيلون أن (لينكس مينت) هي ويندوز!
ولا أظن أنني ساعدت نفسي لدحض هذه الصورة النمطية، بتنصيب (واين) على هذا النظام. لتكتمل الصورة النمطية للمستخدم المبتدئ، والمتردد، والذي ينتظر أقرب فرصة ليعود لحضن (ميكروسوفت)!!
في الختام
هذه كانت تجربة مع نظام تشغيل جديد، آمل أن تدوم وتستمر لفترة، عوضًا عن القفز من توزيعة لأخرى، وخوض نفس التجربة من تنصيب البرامج، وتعديل الإعدادات ..
هل سبق لك تجربة(لينكس مينت)؟ هل جربت هذا الإصدار اﻷخير؟ شاركني بانطباعاتك في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.