مرحبًا بك عزيزي القارئ إلى العدد الثامن والأربعين بعد المائة من حديث الأربعاء، أستعرض فيه بعضًا مما يجوب في خاطري، ويدور بفكري، والقليل من هنا وهناك. لذلك هلم معي لنطالع معًا مفردات هذا الحديث الشيق.
مقهى Old but gold
في قلب العاصمة طرابلس، وقرب قوسها الشهير (قوس ماركوس)، يقع مقهى Old but gold، قديم كالذهب. الذي يتفرد عن بقية المقاهي بكونه ليس مقهى بالمعنى الفعلي، فهو أقرب لمعرض به العديد من المقتنيات القديمة، كالكتب، وأجهزة الأسطوانات، والتحف القديمة، والكاميرات.
الجلسة فيه فريدة، وتشعر بأنك عندما تجلس فيه أنك غادرت حاجز الجغرافيا، وجلست في مكان آخر، على الشاطئ الشمالي للمتوسط.
زرته قبل بعض أيام، وأحببت أن أدون عنه، وأوثق زيارتي له بهذه الصور.
الأداة المتعددة (صورة الماسحة الضوئية)
تحدثت عن الأداة التي لا تفارق محفظتي من قبل، وأستخدمها لفعل الكثير من الأمور بسرعة. فكرت في أن صورتها ستظهر بالماسحة الضوئية بشكل أفضل، وأكثر وضوحًا مما لو صورتها بكاميرا الهاتف الذكي. لذلك قمت بذلك، وأود مشاركة هذه الصورة مع القراء.
هذه الأداة مميزة بالنسبة لي لأنها كانت جزءًا من صندوق عدة متكامل، وتم سرقته عندما تم اقتحام منزلنا بعد نزوحنا منه. ولكن هذه الأداة لم ترق للصوص، وبقيت حتى عدنا، ووجدتها ملقاة دون مبالاة، لذلك صارت جزءًا لا يتجزأ من العدة الخاصة بي. العدة التي أحملها في جيبي.
أشهر من العمل دون راحة ..
لقد مرت عدة أشهر منذ أخذت إجازتي السنوية، وأشعر بتأثير ذلك على تركيزي، وانتباهي هذه الأيام، خاصة أن العطلة الأسبوعية لا تفعل شيئًا لغسل تعب الأسبوع، ووعثاء العمل عني.
سبب ذلك بعض الظروف الخاصة المتعلقة بفريق العمل، التي جعلتني أخذ إجازتي مبكرًا خلال العام، ولا أتمكن من نيلها باقي السنة.
الزحام الشديد ليلة الجمعة
في العادة أزور بيت صهري يوم الجمعة، وأعود ليلًا. لكن مؤخرًا وبسبب العمل على الطريق الدائري الثالث، وغلق بعض الطرق من أجل الإنشاءات، صار الطريق مزدحمًا جدًا ساعة المساء، والعودة تستغرق بضعة ساعات. بالمقارنة فمشوار الذهاب نصف ساعة، أو أكثر قليلًا.
جربت تغيير الطريق، والمرور من منطقة السياحية، مرورًا بقرقارش، وحي الأندلس تغييرًا للطريق. فعلقت في الزحام لمدة ثلاث ساعات كاملة! وللعلم طول هذه المنطقة أولا عن آخر لا يتعدى الثمانية كيلومترات!
هذه المنطقة بها مطاعم ومحلات يرتادها الناس، وعليها زحام كبير. لكني لم أستطع أن أفهم قط المتعة في الخروج من البيت، والجلوس في سيارة وسط الزحام، والسيارات تحيط بك من كل اتجاه. لعل أحد مصطافي الزحام يرى هذه الفقرة وينورنا بتعليق منطقي ينير المساحة المظلمة في عقلي.
لله در يوم الاجازة، فهو ينقضي سريعًا. عكس يوم العمل، الذي يزحف زحفًا. حاولت فعل بعض الأشياء المختلفة في هذا اليوم، ومنها بالطبع كتابة هذه المسودة. فأنا لا تكفيني أيام العمل لكي أكتب. خاصة مع تغير الفصول، وميل الأيام للقصر، عكس أيام الصيف حيث يكون اليوم طويلًا. وبالأخص فترة المساء بعد العمل. وسبحان مقلب الدهور والشهور.
التواصل مع زملاء الجامعة
لدي عدد من زملاء الدراسة كأصدقاء على فيسبوك، قررت مواصلتهم في يوم الإجازة والسؤال عن حالهم. لا لشيء سوى للسؤال. لا أحد يحب من يسأل عنه فقط لأجل المصلحة. أحدهم قال لي أن الحياة أبعدت الأصدقاء القدامى عن بعض وشغلتهم، ولم يعد أحد يسأل عن أحد. وهذا صحيح تمامًا.
فقط على أحد أن يأخذ الخطوة الأولى، وفي حالتي أنا، كنت أنا من أخذ تلك الخطوة.
البعض كان متشككًا، خاصة أننا لم نتواصل منذ زمن طويل، ولعل بعضهم فكر بينه وبين نفسه أنني أريد اقتراض المال أو ما شابه.
لا أستطيع لومهم، فالكل يبحث عن المصلحة هذه الأيام.
قوس سبتيموس سيفيروس
اشتريت من محل عاديات قوسًا أثريًا، قالت البائعة أنه قوس (ماركوس أوريليوس)، لكن بعد التأمل فيه وجدت أنه قوس سبتيموس سيفيروس. لا بأس بذلك فالقوس جميل، ومصنوع من الفخار، ووزنه يتعدى الكيلوجرام. قررت طلائه باللون الأبيض لأن هناك شوائب وعيوب، أحدهم قرر الحفر فيه، ونقش بعض الأشكال الغير مفهومة. بعد تغطيته باللاتكس، ودهانه بألوان الأكريليك يبدو شكله أفضل بكثير.
كما أن تلوينه منحني فرصة للتعامل مع بعض المشاعر السلبية والضغوطات، ويبدو أن التلوين والتشكيل يساعد في هذه المسائل.
هذه صورة للقوس للحكم على شكله بعد “التشطيب”.
في الختام
هذه كانت مواضيع حديث الأربعاء الفني لهذا الأسبوع. آمل أنها قد راقت لكم، وإلى لقاء في عدد مقبل بمشيئة الله.