هذه السنة كانت سنة صعبة على كل الليبيين، كانت من أبرز سماتها أزمات الخدمات اﻷساسية كالكهرباء والسيولة وغاز الطهو والوقود، والكثير من الاشتباكات والحروب بما فيها الحرب على الإرهاب، نسأل الله أن يرزقنا اﻷمن واﻷمان في بلادنا.
الغلاء وشح الموارد كان من أبرز معالم السنة، مع الكثير من التقلبات السياسية التي لن أخوض غمارها، لأنني تناولت هذه المواضيع بالتفصيل في تدوينات سابقة خلال هذه السنة.
تحقيق اﻷهداف
الغرض من هذه التدوينة هي كشف حساب السنة الماضية وتقييم مدى تحقيق اﻷهداف المحددة خلالها، بالنسبة لي لم أحدد أهدافًا كبيرة، لمن يعيش في مناطق الحروب والنزاعات تصبح الحياة بوتيرة يومية أكثر، ويصبح التخطيط للمستقبل إحدى الرفاهيات التي لا تتوفر لمن يسكن مناطق الحروب.
لأن أهدافي كانت صغيرة وغير قابلة للقياس (بعضها معنوي ونفسي) لم أتمكن من تحديدها بشكل كامل، أمل أن أتمكن من تغيير هذا السنة المقبلة.
الصعيد المهني
إحدى أهم اﻷمور التي حققتها هي الحصول على وظيفة أخيرًا، قبل أن تطالبني” بالزردة” عزيزي القارئ تذكر أن الدولة غير قادرة على سداد المرتبات، وحتى اليوم لم أستلم أي مرتب والحمد لله، أواجه صعوبة في إقناع نفسي أن حالي أفضل من العاطل عن العمل، لكنني أعتقد أن هذا الشعور مؤقت لا غير.
تجربة جديدة على الصعيد العملي هي خوض غمار العمل الإعلامي، بداية مع فريق عمل برنامج مصارعة حرة بالليبي كمعد ومقدم، وأيضا كضيف غير دائم على أثير راديو الساعة، هي من التجارب التي استمتعت بها وأطمح إلى تكرارها قريبَا.
التدوين
المدونة شهدت العديد من الزيارات هذه السنة والحمد لله، ثم أتوجه بالشكر إلى القراء الليبيين الذين منحوني ثقتهم وأثرو مدونتي بزياراتهم وتعليقاتهم، وباﻷخص حول موضوع الجوازات. أطمح إلى أن أزيد جمهور المدونة وأصل بها إلى مستوى أعلى من المشاهدات على المستوى المحلي والدولي.
كنت قد وضعت لنفسي هدفًا أن أدون بشكل أقل هذه السنة، وأن أضع تركيزي على النوعية أكثر من الكمية. أعتقد أنني وصلت إلى هذا الهدف وإن كانت مهاراتي في الكتابة بحاجة إلى مزيد من التطوير.
كما حققت وعدي لقرائي بتكثيف المحتوى العربي في المدونة، وأصبح هنالك نوع من التوازن بين اللغتين في النشر.
تخليت عن اسم النطاق الذي اشتريته من شركة ليبيا للاتصالات والتقنية لأنه ليس الاستثمار الذي أبحث عنه في هذه المرحلة، ولم يحقق لي اﻷهداف المرجوة من اقتنائه، بالعودة إلى النطاق القديم أخذت خطوة للخلف لكنها في الحقيقة كسحب السهم قبل إطلاقه نحو الهدف، سأقوم بشراء نطاق لنفسي بعون الله في المستقبل وسيكون لشيئ أكبر من مدونة شخصية إن شاء الله.
على الصعيد الشخصي
على المستوى الشخصي فإن محاولتي الدؤوبة للتحسن والتطوير من نفسي لن تتوقف بعون الله، وكتابة هذه التدوينة هي جزء من عملية التحسن المستمر، كما أن ترك الماضي خلفي والمضي قدمًا يشكل أكبر التحديات الشخصية التي أواجهها، كيفية التفريق بين دروس الماضي وأحداثه، لكنني سأترك الحديث عن هذا الموضوع حتى أشعر بالراحة الكافية لمناقشته مع القراء بشكل واضح ومفهوم (لا أحبذ الحديث عن نفسي في المدونة كثيرًا).
ختامًا
بالنظر إلى كل الظروف المحيطة بهذه السنة كانت سنة ناجحة إلى حد ما، وأسأل الله أن تكون السنة المقبلة أفضل على بلادنا، وأن تحل فيها أزماتنا وتلتئم جراحنا، ونجتمع لنبني وطننا، اللهم أمين.
ما تعليقك على هذه التدوينة؟ هل قمت بوضع قائمة لأهداف السنة المقبلة؟ مالذي تود تحقيقه من العام المقبل؟
شاركني رأيك في قسم التعليقات باﻷسفل.
للنسخة الإنجليزية من المقال (تقريبًا) اضغط على هذا الرابط.