لم يسرني على الإطلاق مطالعة هذا التقريرالذي صنف عواصم العالم من اﻷفضل للسكنى حتى اﻷدنى لتحل طرابلس الغرب (تمييزًا
لها عن طرابلس عاصمة لبنان) ما قبل الأخير متفوقة بمركز واحد على دمشق حاضرة العلم والثقافة التي تربعت على ذيل القائمة.
رغم معرفتي يقينًا بأنه صحيح كأحد سكانها والمقيمين بها، بل إن الصدمة بالنسبة لي كانت أن طرابلس ليست أسوأ مدينة للسكن في العالم وأن هنالك مدينة في مكان ما من العالم تتفوق على طرابلس في اﻷوضاع المعيشية المتردية، وبما أنها دمشق فالجرح جرحان والنكبة نكبتان، فكلا البلدين بلد مسلم وعربي ونشعر بألم فقدهما كما فقدنا فلسطين والعراق وجنوب السودان، والحبل على الجرار.
يمثل هذا التقرير إنهيارًا من مستوى العام الماضي (المنهار أساسًا) حيث كانت طرابلس تحتل المركز الأربعين من ذيل القائمة، أما هذه السنة فكانت الكارثة!
في البداية نجيب على سؤال: ما هو هذا التقرير بالضبط؟
هذا التقرير يصدر كل سنة عن منظمة المعلومات الإقتصادية التي تقع في لندن (مصدر)، ويسجل مستوى جودة الحياة المدنية حول العالم من عدة معايير مثل: (مصدر) ويقيم جودة الحياة في 140 مدينة حول العالم، هذه المعايير الخمس الرئيسية هي:
- اﻷمن والسلامة
- التعليم
- الرعاية الصحية
- الثقافة والبيئة
- البنية التحتية
وتنقسم هذه المعايير إلى اكثر من 30 معيارًا للقياس. وكلنا نعرف كم إنهارت هذه المعايير الضرورية للحياة في ليبيا وتستمر بالإنزلاق ودون الحاجة إلى مقياس!