بينما قد يبدو للوهلة الأولى أن كثرة الانقطاعات الكهربائية، ومقاطعتها لسير المشاريع والأعمال التي أقوم بها. قد أضاف الكثير لقاموس الشتائم لدي. لتجود به قريحتي كلما تذكرت الشركة العامة للكهرباء أن تنكد علينا عيشتنا. وأجد نفسي – مثل أحد زملائي السابقين من شركة شلمبرجير – مترنما بقصائد الشاعر العراقي مظفر النواب بأعلى صوته وسط المكتب المشترك .. أنت تفهم الباقي!
لكن لا. ليس هذا هو المقصود.
كلمات وافدة
شيء معلوم أن الكثير من الكلمات في اللهجة الليبية ذات أصول إيطالية. تركها المستعمر بعد رحيله كجزء من الثقافة الغازية. وهو أمر يفاجئ كل الأخوة العرب الذين يأتون للعمل أو للدراسة. فهم ليسوا متعودين على هذه الكلمات الإيطالية – والتي لم أكن نفسي أعرف أنها إيطالية -. مثل كلمة “مرشبيدي” والتي نستخدمها لوصف الرصيف. وهي كلمة إيطالية صريحة (marciapiede). وغير ذلك من المصطلحات التي تضيق عنها هذه المساحة. يكفيك أن تعرف أن جل مصطلحات وقطع غيار السيارة، مشتقة عن الإيطالية. تتذكر تدوينة البومبتشي وهي كلمة مشتقة عن الإيطالية .. بتصرف! أيضا تحدثت عن الطريق الساحلي المسمى طريق بالبو.
أليس هذا كافيًا؟
في الحقيقة لا. أعتقد أن هذه الإيطالية أشبه بعربية العامل الأجنبي. الذي يقول “سديك” و”نفر” ليصف الأشخاص. يتحدث عربية مكسرة بلسان أعجمي. ولا أظن أن هذه الحوصلة من المصطلحات تكفي للتواصل مع الإيطاليين.
ما علاقة أي من هذا بشركة الكهرباء؟
آه! لقد ذكرتني! حسنا عندما تنقطع الكهرباء ويستسلم حاسوبي للقضاء المحتوم. وأجد نفسي محملقًا في شاشة سوداء كأيامي. ألتفت لهاتفي عساني أجد في شاشته بعض العزاء. ومؤخرا قمت بتحميل تطبيق Duolingo وبدأت مساقًا في اللغة الإيطالية. كلما انقطعت الكهرباء أخذت درسًا أو درسين .. حسب المزاج.
يمكننا اعتبار هذه البطانة الفضية للسحابة. تحويل وقت مزعج وغير مثمر إلى وقت تعلم، وتقدم.
فقط لا تخبروا مسؤولي الشركة. فقد يقومون بالترويج لتعلم اللغات أثناء قطع الكهرباء. كأن الشتائم التي يتلقونها كل يوم على صفحة الشركة العامة للكهرباء بالعربية لا تكفيهم.. بهذه الطريقة ستتحول صفحة الشركة لسنتر لغات جله شتائم فصيحة. ماذا قال مظفر النواب؟
ختامًا
هل لديك تجربة مع تعلم أي لغة أجنبية؟ هل هي تجربة قسرية “قيصرية”؟ أم أنها أتت في ظروف أقل شدة؟ شاركني في قسم التعليقات. وبالعربي من فضلك!