تك – تك
أسمع صوتًا كالهمس في ذهني يردد: “ما تريده على الجانب اﻵخر من التيه”
لا أدري كم قضيت من الوقت بجوار اللافتة: “هنا لا مكان.”، لا شيء يدل على الاتجاه ولا على الزمان. ربما كنت هنا لساعة أو عشر سنوات. لا أرى سوى الرمال على مد البصر.
الشمس ليست محرقة، هي كضوء النيون، أشعر بها باهرة لكنها لا تحرق، وهذه الرمال ليست ما أتذكره من قبل مجيئي إلى هنا، متى كان هذا؟
أسير بلا صوت، اثأري تختفي بمجرد أن أرفع قدمي، بعد برهة من المشي وجدت نفسي بجوار اللافتة مجددا.
جثوت على ركبتي على الرمال، وباشرت الحفر علي أعثر على شربة ماء، بعد وهلة من الحفر عثرت على شيء صلب، جذبته بشدة فوجدت لافتة تقول: “هنا لا مكان”،
هنا الاتجاهات كلها تساوي صفرا، ومرور الزمن معكوس، الشيء الوحيد الذي يبدو أنه يتحرك هو ذلك الصوت الداخلي الذي همس مجددًا: “فلنخرج من هنا”
أغلقت عيني وأصغيت سمعي، قطرات ماء تنساب من مكان ما.
قطرة قطرة، ثم فتحت عيني بغتة!
انفجر المكان، شظايا الزجاج في كل مكان! كنت أسيرًا لساعة رملية عملاقة، لكنني عندما وقفت لم أشعر بأي طمأنينة، فاﻷرض كانت رملية.
ذلك الصوت، إنني أكرهه بشدة.
إنه يعريني أمام نفاقي وأقنعة الكبرياء المزيفة التي أرتديها، وأصباغ العهر التي تلون وجهي.
ذلك الصوت، يعرفني جيدًا، أكثر مما أريد أن أعترف به.
يعرف من أين أتيت، ويمكنه تصور أين ستحملني قدماي تاليًا.
هل يجب أن تفعل ذلك في كل مرة؟
من كثر ما طرقت تلك السبل صارت أخاديد، مسارات متعرجة بعضها يفضي إلى اﻷخر وبعض منها لا يؤدي لأي مكان، متاهة معيشية تشبه الحياة لكنها ليست حياة بالمعنى الصحيح للكلمة.