دونت عن افتتاح جسر (وادي الإثل) من قبل وزير المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، في حفل حضره أعيان المنطقة، وكثير من المهتمين بهذا الشأن. فما هو هذا الجسر؟ وأين يقع؟ وما هي أهميته؟
تعالوا معًا لنتابع ..

جسر وادي الإثل

جسر وادي الاثل هو جسر يربط ما بين منطقة (سهل الجفارة)، وما بين الجبل الغربي (جبل نفوسة). ويقطع (وادي الإثل) الذي يجري بغزارة وقت هطول الأمطار، ويسبب حوادث مرورية، ووفيات للمارين من المنطقة من حين لأخر.

ماذا حدث لهذا الجسر؟

تم تدمير هذا الجسر في الحرب المعروفة (بفجر ليبيا)، وظل على هذا الحال لتسع سنين، اضطر فيها سكان المنطقة لسلوك طرق طويلة، ووعرة، ومتعثرة، للوصول من مدن الجبل، إلى طرابلس، وكذلك للخارجين من طرابلس والقاصدين مدن الجبل، حتى نالوت، وحدود ليبيا مع الجارة تونس (وازن الذهيبة).

وتم افتتاحه منذ أسبوعين، وتسليم المشروع رسميًا.

قررت الذهاب لزيارته، والوقوف عنده، لرؤية ما هو هذا الجسر، وما هي أهميته لسكان المنطقة. الذين اشتكوا مرارا، وتكرارًا من عدم صيانته.

أين هو الجسر؟

يقع هذا الجسر على بعد 120 كيلو متر جنوب غرب العاصمة طرابلس (تقريبًا)، وهي مسافة يمكن قطعها في ساعة ونصف، أو ساعتين، حسب الازدحام.

الطريق إلى الجسر

تتغير المشاهد سريعًا، من السهول المنبسطة (قصر بن غشير، والساعدية)، وتتجه نحو السهول الصحراوية، والمناطق الجبلية، حيث يمر المسافر بمناطق (وادي الحي)، و(بئر غنم)، قبل أن يصل إلى قرية (تاغمة) السياحية، التي تتبع بلدية (يفرن)، إحدى أكبر مدن الجبل الغربي.

كما تتواجد بضع استراحات بالطريق، يستطيع المسافر أن يصلي فيها، ويتناول وجبة، أو يشرب الشاي، قبل مواصلة المسير الطويل نحو مدن الجبل، التي تنحدر أصول الكثير من سكان (طرابلس) منها.

وأيضًا هناك بعض نقاط التأمين التابعة للمناطق العسكرية الجبل، وهي هناك لتأمين المسافرين، وضمان سلامتهم، ولم ألحظ أي شيء خارج المألوف، وتحية للأعين الساهرة على أمن المواطن، وراحته.

المناظر خلابة، خاصة لمن لم يزرها من قبل، مثلي أنا.

الجسر والمناطق المحيطة به

وصلنا الجسر بعد بضع ساعات من السفر، وهو جسر يمتد ما بين لسانين جبليين، وأسفل الجسر توجد العديد من الصخور الصلبة التي تمتد على طول المسافة. وتنتصب ما بينها أعمدة الجسر.

مع أن الجسر ليس بمسافة طويلة، ويمكن عبوره في دقيقة أو دقيقتين، لكن هذا لا يأخذ من أهميته لسكان المنطقة، والعابرين من هناك، سواء قاصدين الحدود الليبية التونسية، أو أي من المدن في منتصف المسافة.

هذه صورة لي أسفل الجسر، حيث هناك طريق ضيقة تمر بمحاذاة الوادي، وتنحدر إلى الأسفل لتوازيه.


وهذه صورة أعلى الجسر عن اليمين.


وتلك صورة شمال الجسر.

درس مستفاد من هذه الرحلة

قد لا يبدو الجسر كشيء جلل، ولكنه يوضح لنا درسًا هامًا: أن التخريب، والدمار. شديد السهولة، ويمكن لأي كان أن يرتكبه، ويتفنن فيه. لكن الاعمار، والصيانة، وإصلاح المشاكل المزمنة، أمر صعب وعسير، ويستغرق وقتًا طويلًا، وجهدًا نحسبه عند الله مقبولًا.

في الختام

كمواطن ليبي، يسرني أي مجهود يصب في مصلحة المواطن، ورفع العنت عنه، وصون كرامته.
لذلك، قمت بالرحلة نحو الجسر، لا شيء سوى لتوثيق هذا العمل، والوقوف عنده.