مع دخول الحاسوب إلى كل مكتب وكونه أهم أداة تعمل عليها (والوحيدة للكثيرين) فإن استعماله الأمن ظاهريا ينطوي على عدة مخاطر منها إصابات الإجهاد وإرهاق العينين، ولكنني سأتحدث عن ضرر يحدث بشكل بطئ وتقريبا غير ملاحظ للكثيرين!

تأثير كرة الثلج

يحدث الأمر تدريجيا، يبدأ الشخص في استعمال الحاسوب بكثرة، للعمل وللترفيه، كمشاهدة الأفلام مثلاً ويتناول أثناء ذلك وجبات سريعة، أخطرها شرائح البطاطا والشوكولاته والبيتزا، ومع مرور الوقت يلاحظ ضيق ملابسه عليه وكثرة رحلاته إلى محلات الملابس (تتناسب طرديا مع حلقات صراع العروش التي يشاهدها يوميا مع عدة قطع شوكولاته جردينه وزجاجة مشروب كولا!!) لتعويض النقص في خزانته من البنطلونات التي لم تعد تتسع لوسطه المتسع باستمرار!

مع استعماله للسيارة في كل المشاوير (الطويلة والقصيرة) وإهماله للمشي تماماً!!

مالذي يحدث معك عزيزي المهندس؟

كل أصدقائك وعائلتك لاحظوا تغير جسمك وازدياد وزنك عن أيام الدراسة، وتلاحظ أنت كم تعاني حين صعود الدرج أو المشي لمسافة قصيرة، لو كان هذا أنت، فتابع القراءة باهتمام!

هذه أمارات الخطر، زيادة الوزن تعني السمنة وهي مرض العصر، عدد الوفيات بالسمنة ثلاث أضعاف عدد الوفيات من الجوع!

وهي من أعلى مسببات الوفاة في العالم، إن كنت مدخنا فأنت في دائرة الخطر كذلك!

أعلم أن الأعمار بيد الله ولكنك إن بحثت ستجد نصوصا تشجع على حفظ النفس والاهتمام بها، لا تتعارض مع حقيقة أن الأعمار بيد المولى سبحانه وتعالى.

نصائح لزيادة اللياقة

  • أنصحك بشدة بزيارة الطبيب وتعديل نمطك الغذائي.
  • إن كنت تدخن فتوقف فورا ودون تأخير..
  • تبني رياضة المشي سواء لقضاء المشاوير أو المشي لغرض المشي، توجد تطبيقات عديدة للأجهزة المحمولة تساعدك على حساب المسافة وعد الخطوات أثناء المشي، ميدان أبو ستة مكان جيد للبداية وأتمنى من السادة القراء اقتراح أماكن أخرى لممارسة المشي في مدينة طرابلس.
  • الإقلاع تماما عن المشروبات الغازية وشرائح البطاطا المقلية (ستكرهني الآن وتشكرني لاحقا) واستبدالها بوجبات خفيفة صحية.
  • الالتحاق بصالة رياضية إن أمكن ذلك (ولا أعني من النقيض للنقيض أن تصبح مدمن بروتينات وتمارين وتمشي متبخترا في ملابس ضيقة تكشف تفاصيل جسمك، لا تفعل أرجوك..) الاعتدال مطلوب في هذه المسائل.
  • لا تطل الجلوس أمام الكمبيوتر، توجد تطبيقات كثيرة تنظم استعمالك للجهاز وتمنحك فرصاً جيدة للراحة والاسترخاء.
  • مارس الرياضة بانتظام وعرض نفسك لأشعة الشمس.

ختامًا

لا تستعجل، سيستغرق الأمر وقتا لعكس الضرر الذي حصل لجسمك وأنت غافل، ربما كنت تعتقد أنك “لا تسمن” وأنك تحرق الطعام بالتفكير والهم و”حرق الدم” وكم أنت واهم!!

هذا المقال لمصلحتك عزيزي مهندس الحاسوب وقصدي به سلامتك وليس هنالك أحد محدد مقصود بالمقال، بل هي ملاحظة عامة للجميع.

مع تمنياتي للسادة القراء بدوام الصحة والعافية وطول العمر في طاعة الله.

تحديث: تجربة مع نظام غذائي من هذه التدوينة.