القهوة، فاتنتي السمراء!
أنا مدمن على شرب القهوة، هذه المدونة كان إسمها قهوة سادة في فترة من الفترات (هل تذكر ذلك عزيزي القارئ؟)، الغريب أنني كنت أحرّم على نفسي شرب القهوة لسنوات ولا أشربها إلا مرغمًا، هذه الحياة عجيبة!
الغالي ثمنه فيه
كنت أستهلك نوعا من القهوة اسمه Intenso من انتاج شركة بولندية، تصاعد سعره بشكل جنوني، من 17 دينار لبرطمان 200 غرام إلى 30 دينار دفعة واحدة ودون تمهيد، وحتى بعد هذا الارتفاع، استمررت في شراء القهوة لفترة، حتى ضقت ذرعًا بالتكاليف وقررت تجربة شيء أخر. (رغم أن سعر الكوب بحسبة هذا الوزن أقل من سعر كوب قهوة متوسط في طرابلس، وطعمه أفضل بكثير!).
قهوة Intenso المفضلة لي |
مميزات القهوة سريعة التحضير Intenso
- الطعم رائع (لا تحتاج لسكر وحليب).
- سهلة التحضير.
- تذوب بسهولة ولا تخلف فضلات (تفل).
عيوب القهوة سريعة التحضير
- غالية الثمن ولا تتوفر خيارات شراء كثيرة (50 غرام، و 100 غرام، و 200 غرام)، حتى أن السعر أغلى كلما كانت فئة الوزن أرخص!
- الطعم يتغير بعد فترة (يتأكسد حتى مع حفظه في الدولاب).
فنجان قهوة على البحر |
بديل أرخص
لفت نظري أن سعر القهوة (“التركية”) أقل بكثير من سعر القهوة التي أشتريها، أقل بخمس أضعاف تحديدًا! كيلو واحد من القهوة “العربية” يكلف 30 دينارًا بينما بسعر القهوة التي أشتريها يكلف الكيلو غرام الواحد منها 150 دينارًا للكيلو!! هذا كثير جدًا أليس كذلك؟
بداية التجربة
قمت بشراء 300 غرام قهوة عربية، وقرابة سبعين غرام من القهوة السوداء (بدينارين) من محل العطار القريب لتجربتها بثلث تكلفة 200 غرام من القهوة الفورية.
ما دامت القهوة رخيصة إلى هذا الحد، مالذي يمنعني من الانتقال لنوع جديد من القهوة؟
الخروج من دائرة الراحة شيء مخيف للكثيرين، أنا من هؤلاء اﻷشخاص، يصعب عليّ أن أغير بعض العادات (الصباحية منها بالذات)، خاصة أنه في العادة ليس لدي وقت لاعداد القهوة “التركية”، كما أنني لا أعرف كيفية إعداد القهوة “التركية”، يبدو اﻷمر كنوع من الطقوس المعقدة التي لا أفهمها – كالزواج على الطريقة الليبية، هو أمر شديد التعقيد ومعظم طقوسه معقدة بدون فائدة -، لكن مع التجربة والخطأ على رأي “السيد ورطة” (الكثير من التجربة والخطأ)، تمكنت من اعداد أول فنجان قهوة خاص بي.
هذه الفناجين ساعدتني في تخطي أوقات عصيبة! |
التجربة اﻷولى: على الطريقة الغربية
سكبت الماء المغلي على البن، النتيجة كانت رديئة وغير قابلة للشرب، لم يخرج الطعم من مسحوق القهوة، كانت النتيجة ماءًا بنيًا وبنًا مبلولا!
التجربة الثانية: الطريقة التركية
قمت بتسخين القهوة في بكرج حتى وصلت لدرجة الغليان ثم قمت باطفاء النار مباشرة، النتيجة عادية ولا جديد فيها، ربما المشكلة تكمن في البن؟
التجربة الثالثة: طريقة راعي البقر!
قمت بوضع البن والماء في ابريق الشاي وسخنت المزيج حتى وصل لدرجة الغليان وتركته لدقيقتين، النتيجة كانت أفضل بكثير، خاصة بعد شرائي لكمية من القهوة السوداء اﻷغلى قليلًا من “التركية” (35 دينار للكيلو)، أما سبب تسميتي للطريقة بطريقة راعي البقر، أنني قمت بالبحث في الانترنت عن طرق صناعة القهوة، وهذه الطريقة تشبه كثيرًا طريقة راعي البقر، باستثناء أن راعي البقر يطفئ النار ويضع البن بعد 30 ثانية، بينما أنا أترك المزيج ليغلي لمدة دقيقتين.
مميزات القهوة “التركية”
- أرخص ثمنًا بكثير.
- مناسبة للتقديم للضيوف ولكل أفراد العائلة.
- يمكن شراء كميات صغيرة أو كبيرة حسب الرغبة والميزانية (من دينار حتى مائة دينار).
عيوب القهوة “التركية”
- الطعم يحتاج لوقت للاعتياد عليه.
- التنظيف بعدها أصعب قليلًا (الكوب ووعاء التحضير).
- قد تسبب متاعب معوية عند الاكثار منها (اسهال).
- بشكل عام القهوة تصبغ اﻷسنان بلون قاتم، يجب غسل اﻷسنان فور شرب القهوة.
طريقة تحضير القهوة التي استقريت معها
ملعقة صغيرة من البن.
ملعقة صغيرة ونصف من السكر.
مقدار كوب من الماء (نفس الكوب الذي سأشرب به).
توضع هذه المقادير في ابريق شاي على النار وتترك حتى الغليان، ثم تترك لتغلي على نار هادئة لمدة دقيقة واحدة فقط.
ثم تطفئ النار وتترك الخليط ليبرد لمدة دقيقتين ثم يسكب في الكوب. ويمكن تصفية المزيج أثناء سكبه في الكوب (هذا سيضيف وعاء جديدًا للأشياء التي تحتاج للتنظيف).
ثمن الراحة!
هناك ثمن يدفعه من يوفر بشراء القهوة “التركية”، الكثير من التفل الشبيه بالتراب والذي من الصعب تنظيفه من اﻷكواب والبكرج، أيضًا الطعم ردئ وليس شهيًا – عبر أحد معارفي من رواد المصرف بقوله أنها لا تكيف دماغه -.
هل تستحق القهوة كل هذا العناء؟ بالطبع تستحق!!
نوع أخر من القهوة سررت بتجربته |
هذه القهوة بحاجة إلى تصفية قبل صبها في الفنجان، التفل صعب التنظيف كما أن شربه ضار بالصحة!
ختامًا
الحياة ميدان للتجارب والتعلم، والمرونة سمة أساسية للشخصيات الناجحة في الحياة، سعيد أنه لا يزال بوسعي تجربة أشياء جديدة وتدوين تجاربي في التعلم ومشاركتها مع القراء، هذا يشعرني بالامتنان!
تحديث
بعد ارتباطي بعمل بدوام كلي من الصباح حتى بعد الظهيرة، لم يعد لدي الوقت لاعداد القهوة “التركية”، لذلك اشتريت قهوة فورية، كما أنني تعلمت أن غلي الماء حتى درجة حرارة 100 يفسد القهوة!
تحديث #2
اشتريت غلاية مياه، هذا رفع إستهلاكي للقهوة.
تحديث #3
قمت بتجربة فلاتر قهوة ماركة دايسو (شكرا لشقيقتي على هذه الهدية). وهذه الفلاتر الورقية تصفي القهوة من كل الفضلات وتحسن الطعم.
هل تحب شرب القهوة سريعة التحضير أم القهوة “التركية”؟ كيف هي قهوتك؟ شاركني برأيك في قسم التعليقات، والسلام عليكم.