لطالما كان مأخذي الكبير على وسائل التواصل أنها هتكت الحجب وكشفت المستور.. أصبحت الخصوصية حلمًا بعيد المنال! من العادي جدًا أن تطالع الصفحة الرئيسية لترى وجبة إفطار أحدهم، وصورة سيلفي مشوهة بعشرين فلتر وثمانية “إيموجيات” على اﻷقل، و”هاشتاقات” أقل ما يقال عنها أنها تلوث بصري. غير طوفان من اﻷفكار الغير مصفاة والتي قد توقع صاحبها في ورطة (هنا تحضرني قصة الفتاة التي أخذت أجازة مرضية ثم شاركت صورتها على البحر على فيسبوك ليطردها مديرها بتعليق!).
لذلك قد تبدو مشاركة أحداث خاصة من حياتي تناقضًا مع هذا الموقف..
من حقي أن أناقض نفسي، أليس كذلك؟
اﻵراء ووجهات النظر تتغير بمرور الوقت، أنا نفسي تغيرت بشكل يخيفني ويربكني. فلماذا لا تتغير قوالب تفكيري ووجهات نظري حول بعض المسائل كذلك؟
كلمة تناقض بالانجليزية تنحدر من القصة المرسومة أعلاه |
تجارب تعليمية ودروس
من المهم تدوين الدروس الحياتية للاستفادة منها، ولعدم تكرار اﻷخطاء. أدون هذه الدروس حتى لا يرتكب القراء نفس اﻷخطاء التي ارتكبتها، أو لأنني أريد مشاركة الفائدة مع القراء. وهذا سبب إنشائي لمدونة شخصية: إضافة شيء لحياة القراء..
السرد القصصي ليس دائما كما يبدو
بدلا من بث مباشر لكل وقائع حياتي، أتحكم في عامل الزمن بشكل كبير، بعض القصص مر عليها أكثر من عشر سنوات. والبعض اﻷخر أقل لكن الشخصيات مبهمة وتبدو خارج اللحظة الراهنة، وأنا من يسلط عليها بقعة الضوء حسب ما يناسب النص. واﻷهم: القراء لا يعرفون إلا ما أريد لهم أن يعرفوا! بينما اﻷخوة على وسائل التواصل يعبرون بدون قيود وفي نفس اللحظة. أحب أن أشبه تدويناتي بالخبز، فلكي تحصل على خبز طازج يجب أن تترك العجين ليختمر قليلًا، أليس كذلك؟
أنا أجلس في كرسي القيادة
أشارك قصصي وحياتي بمزاجي، أكتب ما أشاء وأخفي ما أشاء بين أضلاعي، لا أحد يستطيع إجباري على أن أكتب شيئًا. ورغم أن قصصي واضحة وسردها سلس (حسب ما يقول القراء اﻷعزاء طبعًا) فأنا لا أزال أتمتع بقدر كبير من السرية والغموض، ولم يحدث سوى مرة واحدة أن تعرف عليّ أحد من تدويناتي (وذلك بسبب محادثة قريبة من موضوع إحدى التدوينات).
كرسي قيادة سيارة أحلامي – Mazda RX-8 |
لا يمكنك معرفة شخص من خلال كتاباته على الإنترنت
الكتابة هي حالة انفعالية يمر بها الكاتب، ليست هاجسًا يصحو به ويمسي! لا تتوقع من الكاتب أن يكون عميقًا طول الوقت، فلربما تلتقي بكاتبك المفضل وهو يزدرد شطيرة بالتونة!
أحيانا تظل المسودة حبيسة الأدراج لستة أشهر قبل أن أقرر نشرها أخيرًا، وربما تعجبك تدوينة كتبتها منذ ثلاث سنوات بينما أنا اﻵن شخص مختلف تمامًا!
لذلك أقول للجميع: إن كنت تعتقد أنك تعرفني فقط من خلال قراءة تدويناتي، لدي أخبار سيئة لك!
أنا والمدونة كقمة جبل الجليد، والجبل نفسه، ربما أنشر مراحل أو صفحات من حياتي. لكن عمق الجبل يختفي تحت السطح.
ربما في المستقبل أشعر بالاستقرار أو بأمان أكثر يمكنني من الكتابة بصفاء وشفافية أكبر، وبقدر أقل من التجريد. لكن بالنظر لكل شيء يحدث اﻵن لا أظن أن هذا المستقبل سيأتي عن قريب.
في الخاتمة
أتمنى أن تكون كتاباتي قد أفادت أي أحد، وألهمته لأن يفعل شيئًا أفضل بحياته.. أي تغيير ولو بسيط يدفع نحو اﻷفضل. مثل هذه الفكرة تشعرني بالهدوء
وتبعد عني شبح اﻷفكار المظلمة حول قلة الفائدة والعبثية.
هل تعبر عن أفكارك بسهولة على الإنترنت؟ هل تجد فكرة قراءة غرباء لأفكارك الداخلية تحت أسمك الحقيقي أمرًا سهل التصور؟ شاركني برأيك في قسم التعليقات..