هذه تدوينة كتبتها بالانجليزية أساسًا، وترجمت إلى الألمانية كذلك من قبل أنجليليكا قوتش ونشرتها على مدونتها. والآن أقوم بترجمتها إلى العربية (بتصرف) بناء على طلب الصديق (مروان جبودة).

الأربعاء .. أو يوم (دبار كما عرفه العرب قديما).. بدا لي الأمر مثاليًا تماما عندما طالعت كتاب (كيف تكتب الرواية) لغابرييل غارسيا ماركيز وقال أن المصاعد في بلاده كيوم الأربعاء (وهو تحريف لطيف لكلمة الخراء، تعليق من المترجم صالح علماني، للتشابه بين الكلمتين بالإسبانية؟!) وأنا أعتبر هذا الأمر مصادفة موفقة . وافتتاحية أكثر من مناسبة لمقالتي هذه.

كل من تابعني على مواقع التواصل أو عرفني بشكل شخصي يعلم أنني لا أحب يوم الأربعاء .. في الواقع إنني أكره يوم الأربعاء..

الكره عاطفة قوية أليس كذلك؟

هل يمكن تطبيق المنطق على المشاعر؟

المشاعر هي ما هي عليه، لا يمكن تحليلها ولا الاتيان بقائمة أسباب لم تحب شيئًا وتكره شيئًا أخر.. محاولة تحليل المشاعر هي أمر عديم الجدوى والفائدة.. لذلك يجب أن نبحث أعمق عن أسباب كراهيتي ليوم الأربعاء.

أصل الكراهية

يرجع الأمر لأيام دراستي الجامعية. حيث كان يوم الأربعاء الأكثر اكتظاظا بالمحاضرات مع أسوأ الأساتذة (كنت أسميهم أشباه الدكاترة حينئذ.. تدوينة كاملة عن أيام نضالي الجامعي تجدها هنا). ومعظم الوقت كان يوم الأربعاء تجمعًا للأشخاص الذين لا أطيق رؤيتهم ..

تذكر هذه الشخصية من مسلسل عائلة أدامز الكلاسيكي؟ هذه الفتاة اللطيفة اسمها أربعاء 🙂

كيف هو شعور يوم الأربعاء؟

سأحاول وصف هذا اليوم من خلال بعض الأعراض الجسمانية الشائعة.. إنه شبيه بالإلآم المزمنة التي تأتي دون دعوة في أسوأ وقت ممكن. احتكاك الركبتين من القيادة لفترة طويلة في الزحام..

حرقة المعدة الناتجة عن الحموضة .. الشعور الفظيع في أول يوم تصاب فيه بالبرد.. صوت منبه الهاتف وهو يرتج على سطح أثاث خشبي صباحا. ذلك الصداع اللعين الذي لا يفلح حتى “مالقي” كامل من القهوة السوداء في إخراجه من رأسك.. وطبعا شعور الترقب والقلق من حدوث شيء سيء .. ألم الأسنان الفظيع الذي يتنقل من مكان لأخر قارعًا رأسك كطبلة من الجلد دون رحمة أو شفقة..

وإن سبق لك اختبار تقرحات الفم المزعجة، فأنت تعرف تماما عمّا أتحدث..

وطبعا غداء يوم الأربعاء دائما هو وجبة لا أحب تناولها ..

أسباب أخرى أقل وضوحًا

أحداث مؤسفة كانت لها تداعيات كارثية على مجرى حياتي حدثت في يوم أربعاء.. أمور لست مستعدًا لمشاركتها على المدونة – ولا أظن أنني سأفعل قط – . يوم تركت عملي في شركة شلمبرجير كان يوم أربعاء. ذلك كان يومًا قاسيًا بحق.. كذلك نزلة البرد الشديدة التي وصفتها في الفقرة السابقة أصبت بها في يوم أربعاء..

ربما يكون الأمر كله من نسج خيالي.. مجرد أحداث غير مترابطة ارتبطت كلها في ذهني باستنتاج كراهية يوم الأربعاء.. أعني أن مصطلح يوم “السنام” لم يأت من فراغ..

* يوم السنام ترجمة حرفية لمصطلح Hump day ويعني اليوم الذي يأتي في منتصف الأسبوع الذي يبدأ بيوم الاثنين..

التعبير عن الحب

لو كان الأربعاء شخصًا.. لاحتضنته بشغف من عنقه بيدي الاثنتين.. وأطبقت عليها حتى تخرج روحه.. ثم أشعل النار في الأسبوع بأكمله، فقط لأكون حذرًا!

هذا مقدار حبي للأربعاء..

القط البرتقالي غارفيلد يكره يوم الاثنين، وأنا أكره يوم الأربعاء ..

كره سبع حياتي ليس فكرة ذكية وكان بودي أن أتمكن من برمجة عقلي ليحب (أو على الأقل يتحمل) يوم الأربعاء. لكن لا يبدو لي أن الأمور ستتغير في أي وقت قريب.

ما هو يومك المفضل في الأٍسبوع؟ وكيف تشعر بشأن يوم الأربعاء؟