تشكل الميمز جزءًا كبيرًا من مجتمع الانترنت اليوم. ويكاد كلنا شارك أو حمل ميما على جهازه كنوع من الترويح عن النفس. أود اليوم الحديث عن تطور الميم من ميمات الغضب وحتى الصورة التي نراها اليوم
هذه التدوينة من وجهة نظر شخصية بحتة ولا يمكن الاستناد إليها كمرجع أو ما شابه…
2011 – 2012
مع صعود السوشيال ميديا في العالم العربي ظهرت الميمز أو الكوميكس كظاهرة مستوردة من الغرب. وتزامن ذلك مع رواج (Rage memes) التي كانت الشكل الوحيد للميمز لدينا. شخصيًا رفضت هذا الشكل القاصر والمشوه من التعبير واعتبرته مهينا للذكاء واختزالا للغة في عدة قوالب وصور تعبيرية مفتعلة لا تعبر إلا عن نفسها لكن هذا على وشك التغير
2012 – 2013
مع مرور الوقت تم تعريب (ومصرنة نسبة إلى مصر) الميمز والكوميكس لتصبح أقرب لواقعنا الحالي. وإن كانت تتكئ بشكل كبير على محور “لمّا”. أي ما يحصرها في لحظة أو موقف بذاته قد تمر به وقد لا تمر.كما ظهرت كوميكس افيهات وقفشات مسلسلات وأفلام. تستخدم كصور تعليق أو تعبير جاهزة.
2014
تطورت الميمز قليلا وبدلا من أن تكون إنعكاسا للواقع صارت مصاحبة ومرافقة له. وظهرت مجتمعات سخرية سواء من الأندية الكروية (طرول) أو من الأشخاص. أو حتى بشكل عفوي كتعليق على تصريح أو موقف معين. تزامن ذلك مع انفجار الميمز في العالم الغربي وتحولها إلى “علم” بحد ذاته وتريند خاص به.
هل يمكن اعتبار الميمز فنا من الفنون؟
نعم أعتقد ذلك. الميمز وسيلة للتعبير عن الأفكار والمواضيع أنجح وأقرب للمستهلك من الأفلام والمسرحيات. واعتمادها على الانترنت كوسيلة للنشر يحررها من قيود الرقابة والانتاج.
2015 – 2020
عبر السنوات القليلة الماضية الميمز أصبحت طريقة للسخرية من الأزمات والأوضاع الراهنة. وتتوافر آلاف القوالب (تمبليتات) لعمل الميمز سواء باستخدام مواقع مخصصة لذلك أو تطبيقات.
كما لاحظت ظهور عدد من صناع الميمز الشباب الليبيين الذين فهمو الصنعة وأصبح إنتاجهم يحاكي انتاج الغرب ويتفوق عليه في التعبير عن الموضوع بأحدث القوالب والطرق.
ماهو مستقبل الميمز؟
الميمز ليست ذاهبة إلى أي مكان. بل هي قادمة معنا غالبا. أنا نفسي تحولت من شخص كاره للميمز إلى شخص يستهلك المحتوى بغزارة ويصنعه من حين لأخر. ولدي في رصيدي من الميمز ألاف تزداد كل يوم.
هل نتوقع ظهور جسد تنظيمي للميمز مثل أوسكار الأفلام مثلا؟
هذا ليس مستبعدًا.. وإن كانت بعض المواقع تقوم بهذا الدور فعلا مثل Reddit. وتم مؤخرا التصويت على ميم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. الميم الفائز كان . وهذا الميم أيقوني لدرجة أنه بحاجة لبوست كامل لشرح سبب فوزه بالتصويت!
الجانب السيئ للميمز(التريند)
بالطبع السخرية من الآخرين ليست أمرا لطيفًا. لكن هذا ليس ما أود الحديث عنه.
أود الحديث عن التريند. وهو أن يكون الموضوع رائجا وحديث الساعة. عندما يصل قالب معين لهذه المرحلة فإن مرحلة من التشبع تحدث للمستهلك وطوفان من المحتوى المتشابه والمسروق من بعضه أحيانًا لكي يحصل المرء على جزء من هذه الشهرة المؤقتة ويركب موجة التريند. أعتقد أن التريند يقتل الابداع ويمنع وصول الأفكار الجيدة والمضحكة حقًا للمستهلك.
ماذا عنك أنت عزيزي القارئ؟
هل لديك ميمز مخزنة على جهازك؟ هل تحب الميمز وتستهلكها؟ ما هي ميماتك المفضلة؟
شاركني إياها في قسم التعليقات. وابق مبتهجا..