يقول المثل الليبي: بعد ما أتخذ دار بندقة. ويعني أن الشخص تجهز وتسلح بعد أن فات الأوان لفعل ذلك. اليوم سأروي قصة “اتخاذي” و “بندقتي” مع السادة القراء. لأخذ العظة والعبرة. وأيضا كدرس لي لا أنساه.
كل من قرأ مدونتي في الفترة الأخيرة يعلم أنني مررت بظرف قاهر أدى لترك البيت وما فيه. ومن ضمن ما فقدت كان عددا من البيانات الغالية والتي لا يمكن استبدالها بأي حال من الأحوال .. كيف حصل هذا؟ وكيف قمت بإصلاحه؟ وما هي البندقة التي اتخذتها؟
البداية
لظروف العمل تخليت عن نظام أبونتو الحبيب واستبدلت جهازي بأخر يعمل على ويندوز 10. عند نقل الملفات وبسبب اختلاف طريقة التسمية بين النظامين أنفي الذكر تم تصنيف عدد من المجلدات القادمة من أبونتو على أنها متضررة، وقام ويندوز بوضعها في مجلد الموجودات .found ثم قام بحذفها.
احتمال ضعيف جدًا
كنت مشغولا بالعمل فلم أنتبه لما فقد مني. لم أستيقظ حتى فات الأوان. لم أنتبه لضياع البيانات حتى نزحنا من البيت وتركت العمل. ويالها من خسارة. حاولت عدة مرات استعادة الملفات المفقودة من كل الأقراص التي كانت بحوزتي، دون جدوى! ظل الاحتمال الأخير الذي لا يزيد عن 1%. قرص قديم كنت أستعمله وأجريت له إعادة تهيئة بعد نقل ملفاتي منه!
عودة بغصّة
مرت الأشهر وعدت لزيارة البيت لأول مرة لأجده على الحال الذي وجدته فيها والله المستعان. وعثرت وسط أغراضي المبعثرة على قرص SSD كنت أستعمله وتركته خلفي في عجالة. وضعته مع أغراضي ولم أفكر به كثيرًا.
عندما حصلت على بعض وقت الفراغ قمت بتشغيله ولسعادتي فقد عمل فورًا مخالفًا توقعاتي! وعملية استرداد بيانات بسيطة كانت كل ما أحتاج إليه لاسترداد ما ظننت أنه ضاع للأبد. هذه قصة – من وجهة نظري الخاصة – تنتمي لكتاب القاضي التنوخي (الفرج بعد الشدة) والذي أورد فيه أخبار أناس كثر تعرضوا للشدائد وشهدوا فضل الله تعالى بإخراجهم منها. وهذا من لطفه وكرمه سبحانه الذي يحيط بنا في كل حال.
حسنا، أين “البندقة”
بعد أن استعدت البيانات الهامة التي ظننت أنها ضاعت للأبد قمت بعمل استراتيجية للبيانات.
1. قمت بدعم كل البيانات (مشفرة) على حسابي على دروب بوكس.
2. تنصيب برنامج AOMEI Backup Standard وعمل نسخ احتياطي محلي على القرص الصلب الخارجي.
3. تنصيب Backup and Sync from Google لمزامنة الملفات فور تعديلها (مع التشفير) على حساب قوقل.
هذه هي البندقة.
ختاما
تعامل مع فقد البيانات على أنه حتمية، وليس احتمالا إحصائيا ضعيف الحدوث. قم بتطوير استراتيجية لدعم بياناتك التي لا يمكن تعويضها.
يمكن عمل صورة كاملة لنظام التشغيل أبونتو من هنا.
هل حصل لك ظرف قاهر مشابه؟ كيف تتعافى من حدوث خسارة مثل هذه؟ هل لديك نصائح تضيفها لإستراتيجية (البندقة)؟ شاركني بملاحظاتك في قسم التعليقات.