مرحبًا بك عزيزي القارئ، أعود هذه المرة مع مراجعة جديدة لكتاب (أفاطم مهلا) للكاتب الليبي مروان كامل المقهور.
السيد (مروان كامل المقهور) خريج هندسة حاسب آلي ومن مواليد سنة 1967، كما يمهد لنفسه في كتابه، وهذه تجربته الأولى في عالم الأدب.
الكتاب من نشر (دار الفرجاني)، ويقع في 180 صفحة من المقطع الصغير.
حبكة الرواية
تدور الرواية حول عدة شخصيات تتقاطع طرقها على مركب هجرة غير شرعية نحو إيطاليا. (الصادق)، وزوجته (فاطمة)، وابنهما (الطاهر) الذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومصاب بمتلازمة داوون.
ويصحبهما على القارب شاب ليبي ترجع أصوله إلى واحة (براك الشاطي) جنوب ليبيا، ويدعى (وضاح).
يصل المركب المنهك نحو الشاطئ الشمالي للمتوسط، ويتم القبض على ركابه. وبينما أخذ (الطاهر)، و(وضاح) لمركز إيواء الهجرة غير الشرعية. تكون فاطمة أفضل حظًا، وبحكم أن ابنها بحاجة للعناية، تم أخذهما إلى سكن للمهاجرين، وتوفير الرعاية الصحية له.
سأتوقف هنا كي لا تكون هذه المراجعة حرقًا لأحداث الرواية.
المواضيع الرئيسية في الرواية
تتناول الرواية العلاقة المعقدة بين الأزواج، والأدوار المجتمعية للرجل والمرأة. فنرى كيف صارت (فاطمة) هي معيل البيت الرئيسي عن طريق منحتها، ثم العمل الذي حصلت عليه عن طريق صديقتها الإيطالية (كاتي). بينما تضاءلت أدوار زوجها الحياتية، وزادت المشاكل بينهما، وتدهورت علاقتهما.
ونرى كذلك موضوع الهجرة غير الشرعية من وجهة نظر المهاجرين، وكيف يعيشون على الشاطئ الأخر من البحر المتوسط. وكيف هي الحياة في أوروبا، بانفتاحها المتوحش، واختلافها عن مجتمع ليبيا المحافظ، إسلامي الطابع.
اللغة والمفردات
لغة الرواية هي العربية الفصحى، مع كلمات باللهجة الليبية الدارجة ضمن الحوارات، وبعض الكلمات الإيطالية. ولكن أرى أن هذه المفردات تم إدراجها ببراعة، ولا يشعر القارئ أنها محشورة أو دخيلة على النص، أو تفسد اندماجه في القراءة. فهكذا هي اللهجة الليبية، خليط ما بين الدارجة، والإيطالية، والعربية الفصحى.
كما يوجد بعض الأشعار في بدايات الفصول، وذكر لبعض اللوحات، والفنون. ما يجعلها تجربة ثقافية غنية.
انطباعي عن الرواية بشكل عام
من الصعب التصديق أن هذه رواية الأستاذ (مروان) الأولى، فهي خالية من التخبط، والسطحية التي تبدو بها المحاولات الأولية، ويبدو جليًا أننا نشهد ميلاد قلم ليبي، سيكون له شأن يذكر في مجال الأدب والرواية.
أعجبتني كيفية تنقله بين النصوص، وبين الشخوص المختلفة، ووصف الأماكن، والمأكولات، والمشروبات. كأنك تراها عيانًا أمامك.
في الختام
هذه من نوع الروايات التي أنصح بشراءها، وقراءتها إن أتيحت لك الفرصة. فهي رواية كتبت بأسلوب رشيق، وتأخذك لعالم جميل، وقاس، ويشبه عالمنا كثيرًا.
ماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل تشعر بالفضول تجاه هذه الرواية؟ شاركني بانطباعاتك في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.