هذه المرة ضمن فقرة (لعبة الأسبوع)، سنقوم معًا بمراجعة لعبة تحت الحصار من إنتاج شركة (أفكار ميديا)، وهي الجزء الثاني من اللعبة العربية (تحت الرماد) التي نالت شعبية واسعة، وشهرة كبيرة. خاصة مع إعلاناتها على محطة (سبيستون) قناة شباب المستقبل. والتي ظهرت فيها رسومياتها الثلاثية الأبعاد، والتي سوقت لها كأول لعبة عربية ثلاثية الأبعاد في حينها.
تاريخ منسيّ
للأسف، لم يعد لموقع الشركة وجود، ولا يمكن مطالعته إلا عن طريق أرشيف الويب. وعليه وجدت الكثير من الصور، والمصادر من هذه الشركة السورية. التي كانت طموحاتها عظيمة. يمكنك الاطلاع على هذا الموقع من خلال هذا الرابط.
كيف حصلت أنا على هذه اللعبة؟
اشترى لنا شقيقي الأكبر (علاء)، نسخة من هذه اللعبة، على أمل أن أقوم بمراجعتها، والكتابة عنها في مجلة ليبيا للاتصالات والتقنية، عام 2008. لكن هذا لم يحصل قط، ولم يبصر ذلك العدد النور، وظلّت المسودة حبيسة الأدراج حتى يومنا هذا. – وإن كانت شذرات منه قد دخلت في هذه المراجعة لإثرائها.
ما هي لعبة تحت الحصار؟
لعبة تحت الحصار هي لعبة سردية، تروي قصصًا عن المقاومة الفلسطينية، وبشاعة المحتل، وقساوة جرائمه. فالمهمة الأولى – مثلًا -، تروي قصة مجزرة الخليل عام 1994. حيث قام مستوطن مجرم بإطلاق النار على المصلين في المسجد وإعادة تعبئة مخزنه بالسلاح ثلاث مرات! فتقوم أنت بالتسلل من وراءه وتلكمه وتنزع السلاح من يده. ثم تحمل ذلك السلاح وتقاوم به المحتلين الغاصبين، وهكذا دواليك. فاللعبة تعتمد على الصدام المباشر مع العدو الصهيوني في معارك ندية. ويمكنك إطلاق النار دون التوقف، وهذه ميزة لا تتوفر في كل ألعاب إطلاق النار.
وهكذا تمضي قصة اللعبة ما بين الحقيقة والخيال، لتمنحك تجربة إنسانية فريدة.
كيفية اللعب والجرافيكس
تعتبر رسوم، والحركة فيها جيدة مقارنة بالتقنية آنذاك، ومدى قلة وجود هذا التخصص في العالم العربي، فنحن بشكل عام مستهلكون للتقنية، لا منتجون لها. ومن الجميل أن تلعب لعبة صنعت بأيدي عربية، وتتحدث إليك باللغة العربية، فهذا يعزز شعور الانتماء للقضية، ويعمق شعور الاندماج في جو اللعبة.
تتيح لك اللعبة اللعب كمنظور الشخص الأول، أي أنك لا ترى سوى فوهة المسدس، أو الرشاش. أو التغيير لمنظور الشخص الثالث، حيث ترى الشخصية التي تلعب بها كاملة التفاصيل، ويمكن التبديل بينهما في أي وقت أثناء اللعب.
صور من اللعبة
هذه بعض اللقطات من موقع اللعبة، لكي ترى بنفسك كيف تعمل هذه اللعبة، وكيف تبدو رسومياتها، وما نوع المهام التي تضطلع بها.
التحميل
يمكن تحميل اللعبة من هذا الرابط، الذي قمت برفعه بنفسي. حيث أن اللعبة لم تعد موجودة على الشبكة، ولم يعد من الممكن شراؤها من الشركة.
قد تكون هناك مشاكل في تشغيل اللعبة، فهي لم تعمل على جهاز شقيقي (ويندوز 10)، لكنني شغلتها ولعبت بها على (واين) تحت نظام (لينكس مينت).
في الختام
هذه اللعبة رد فعل مقاوم، وتذكرة لكل من نسي جرائم الاحتلال، وبشاعة وجوده، وظن أنه من الممكن التصالح معه، أو تطبيع العلاقات طمعًا في المصالح. فيكون مصيره كمجير أم عامر.
خاصة مع كمية الفظائع التي يشيب لها الولدان التي حصلت في قطاع غزة المحاصر منذ أكتوبر 2023.