مرحبًا بك عزيزي القارئ، في عدد جديد، من أعداد حديث اﻷربعاء. أستعرض فيه بعض اﻷفكار، والخواطر، والقليل من هنا، وهناك.
لذا هلّم معي، ولنطالع معًا، مفردات هذا الحديث الجديد.
أمسية الثلاثاء (اليوم ما قبل حديث اﻷربعاء)
أكتب هذه السطور، عشية يوم قائظ. هو أشد اﻷيام في موجة الحر هذه. بينما أنا جالس على المصطبة في بلكونة المنزل. حيث تنخفض درجة الحرارة مساء. وأستمع لأصوات اﻷلعاب النارية، فقد أعلنت وزارة التعليم عن نتيجة الشهادة الإعدادية، وبلغت نسبة النجاح 65.5%.
ألف مبروك للناجحين، وحظًا أوفر للراسبين في الدور الثاني.
صعوبات مع الكتابة
أحاول تغيير مكان الكتابة، لحل “قفلة الكاتب”. فرغم تدفق اﻷفكار إلى ذهني، إلا أنني لا أرغب في الكتابة. ولا تأتيني الرغبة لتدوين أفكاري إلا قليلًا!
وتستطيع رؤية ذلك جليًا من مواضيع المدونة التي تقتصر في اﻷونة اﻷخيرة، على مواضيع حديث اﻷربعاء، دونًا عن غيرها.أما عن صناعة مقاطع الفيديو، فحدّث ولا حرج! فمواصفات جهازي المتوسطة – والمائلة للمنخفضة – ، لا تسمح بتحرير مقاطع الفيديو، وسرعة الإنترنت، تجعل تحميل مقطع طوله تحت نصف ساعة، يستغرق ليلة كاملة!
كما أن لا حافز لي لصنع المقاطع، فأنا لا أتلقى أرباحًا من اليوتيوب، ولا تشجيع حقيقي على ما أفعله.
وبالحديث عن جهازي المتوسط، إليك ما فعلته به خلال اﻷسبوع الماضي
قمت بتفعيل خاصية الضوء الليلي، وهي خاصية جديدة في نظام (لينكس مينت)، وتجعل لون الشاشة، يميل للون اﻷحمر، حسب ساعات اليوم، لتقليل إجهاد العين.
كما قمت بتغيير شعار الإقلاع، لتفاحة بيضاء مأخوذ منها قضمة، وفي حال أنك لم تتعرف على هذا الشعار، فهو شعار شركة (أبل). فأنا قمت بتحويل جهازي Thinkpad إلى جهاز Mac Book من خلال تعديل شكل القوائم، والأيقونات، والخلفية. لكن لا أحد يخبرك بتغيير ذلك الشعار، ربما خشية من حقوق الطبع، أو ما شابه.
يمكنك تخيل جهازي بالكيفية التالية. جهاز لينوفو عادي، على ظهره ملصق تفاحة.

تضخم أسعار منتجات أبل
تسألني لماذا فعلت ذلك؟ اﻷربعاء الماضي مررت بمحل في منطقة (الظهرة) بطرابلس، وكان لديه جهاز (ماك بوك) معروض في زجاج العرض. مواصفاته قريبة جدًا من مواصفات جهازي. سألته عن سعره مستعملًا، فقال أن ثمنه 4800 دينار ليبي!
ولديه واحد جديد بعلبته، ثمنه 8000 دينار ليبي!! وهذا يعادل راتبي سنة كاملة في وظيفة معيد بالمعهد العالي!!
هل فهمت اﻵن لماذا أحب لينكس؟ لأنه يمنح الناس البسطاء، تجارب عادة ما تكون خارج ميزانياتهم، أو ما يرون أنه ملائم لشراء حاسوب.
لكن، ماذا كنت أفعل في منطقة الظهرة؟
مشاركتي في وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف جبر ضرر حرب (حلاّوتا)
شاركت في الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها (منظمة سلام لشؤون المتضررين من الحروب)، وذلك للمطالبة بصرف جبر ضرر حرب (حلاّوتا) على طرابلس. الحرب التي دامت سنة، وشهرين. ودمرت نصف المدينة تقريبًا.
خرج لنا مسؤول كبير بالحكومة، وأدخل معه وفدًا لرئيس الحكومة، ووعدنا خيرًا. ويتبقى فقط، متابعة هذه الوعود، والتأكد من تنفيذها على أرض الواقع.

وبالحديث عن المتابعات
ذهبت مع والدي (مجددًا) لصندوق الضمان الاجتماعي، لمتابعة صرف مرتبه، حيث أنه مرت ست سنوات كاملة، دون أن يصرف له مرتب! سواء من جهة العمل، أو من صندوق الضمان. وهذه فترة طويلة جدًا، على أي شخص!
وعدنا موظفو الصندوق خيرًا، وسنعود للمراجعة في وقت قريب.
يصف خال زوجتي ما نفعله بأن تكون مثل المنشار، تروح وتغدو جيئة وذهابًا، على مكاتب الدولة، والحكومة، كي لا ينسوا وجهك، ويدفنوا معاملتك في أعماق درج مترّب. وتنسى كأن لم تكن!
مدينة أوروبية أخرى تهجر ميكروسوفت
مدينة (ليون) الفرنسية، تنضم إلى مدن أخرى أوروبية، هجرت شركة (ميكروسوفت)، وأنظمتها الاحتكارية. نحو برامج مفتوحة المصدر.
الجديد هنا، أن هذه المدن لا تفعل ذلك لتوفير النفقات، أو لتقليل العجز في الموازنة، بل تفعل ذلك لتحقيق الاستقلال الرقمي، ولمخاوفها من أن تستخدم الإدارة الأمريكية، شركات التقنية، كأسلحة لتنفيذ إرادتها السياسية، ومعاقبة المخالفين لها.
كمستخدم مخضرم للمصادر الحرة، يسرني زيادة عدد المساهمين، وزيادة المهاجرين نحو نظام حر ومفتوح. بعيدًا عن الصناديق المغلقة، والتراخيص الظالمة.
هل نشاهد مثل هذه التحولات في بلادنا العربية، والمسلمة؟ أم أننا يجب أن نهجر البرامج المقرصنة، وسياسات أنصاف الحلول، قبل التفكير في مواضيع التراخيص، والاستقلال الرقمي؟
افتتاح المرحلة اﻷولى من الطريق الدائري الثالث
مشروع الطريق الدائري الثالث، هو مشروع ينفذه إئتلاف الشركات المصرية العامل في ليبيا، والذي يهدف إلى تقليل الاحتقان، والزحام داخل مدينة طرابلس. بدأ العمل عليه منذ فترة، وكان من المفترض أن يبدأ في سنة 1985! المرحلة المنجزة بلغ طولها ستة كيلومترات، من منطقة (غوط الشعال)، وحتى كوبري (طريق المطار).
هكذا نتعامل مع اﻷمور في طرابلس. لا صور للسياسيين على المشاريع، ولا تمجيد للأشخاص، ولا تطبيل. اﻷمر يثير حنق البعض، ولكننا لا نبالي.
في الختام
إن طلبت مني جملة واحدة لوصف هذا اﻷسبوع، فستكون: الركض الحثيث للمطالبة بالحقوق، ومحاولة أداء الواجبات، والسعي وراء لقمة العيش. “هكذا هي الحياة”. أو كما تقول زميلتي مديرة الموارد البشرية بالفرنسية:
C’est la vie
هل لديك تعقيب على مواضيع هذا الحديث؟ هل من أفكار تود أن تضيفها؟ شاركني برأيك في قسم التعليقات أدناه، وشكرًا لك على القراءة، ودوام المتابعة.