يأتي هذا العيد في وقت عسير على اﻷمة الليبية، فمن أزمات جثمت على كاهل المواطن ورفضت التزحزح، أخرها كان شراء خروف العيد، وأي عيد هو من غير الخروف؟
معايدة من مدونة معاذ الشريف |
كنت أمل أنه بعد عيد الفطر قد تنفرج بعض هذه اﻷزمات، على اﻷقل أزمة السيولة كي يشتري الناس أضاحيهم ويسعدوا قليلا بالعيد، لكن هيهات!
لا أدري إن كان لأزماتنا انفراج أم نزول نحن قبل أن تنفرج.
تسعة أشهر مرت منذ بدأت أزمة السيولة المفتعلة، لم يتمكن الناس من سحب ثمن الخروف رغم وقوفهم أمام المصارف بالأيام، وحدث إطلاق نار في أكثر من مصرف، شهدت أنا أحدى هذه الحوادث المؤسفة شخصيًا ودعني أقل لك، الرعب الذي ارتسم على وجوه الناس لا يوصف. ناهيك عن أزمة الكهرباء التي تدخل عامها الخامس بكل ثقة.
المؤسف أن الناس في طرابلس اعتادت ساعات الانقطاع الطويلة يوميًَا وبرمجوا حياتهم اليومية للتكيف معها، مع أن المدن المجاورة لا يقطع عنها بنفس الكيفية، وبعضها لا يقطع عليها إلا لعطل.
بالإضافة لعدة عوامل أخرى جعلت من مدينتنا المنكوبة طرابلس ثاني أسوأ عاصمة للسكن لسنة 2016.
كل العام وأهل الخير والمحسنون بخير، كل عيد وهم بخير، كل عيد والفقراء والمساكين بخير.
هذه المعايدة أستثني منها الخونة وتجار الحروب والموت وصناع اﻷزمات والسياسيين الفاسدين، أسئل الله ألا ترو عيدًا بعد هذا العيد ولا يومًا أخر حتىَ! وأن نراكم في اﻷغلال مقرنين أو في القبور مدفونين، وعليكم من الله ما تستحقون.
أستميح قرائي عذرًا في طلب أجازة قصيرة من التدوين، أعود بعدها أكثر نشاطًا وحيوية (أمل ذلك) ومحملًا بدافع جديد للكتابة، لأنك إن أعدت قراءة السطور السابقة مشكورًا ستعلم أن اﻷمور أصعب مما تتخيل.
مجددًا كل العام وأنتم بخير.
أطلب من قرائي اﻷعزاء مشاركة هذه التدوينة حتى تنتشر مدونتي وتصل للكثير من القراء.