قررت بعد تفكير طويل حفزته نصيحة من أحد معارفي أن أتخلى عن المنظور السوداوي الكئيب الذي أنظر من خلاله للحياة، لا يبدو الأمر بهذه السهولة خاصة وأن ذات الظروف الصعبة لا تزال مهيمنة بقوة على المشهد.

 

نظارات شمسية سوداء

لا تزال الأمور كما هي عليه، ربما هذه نعمة في ظل الظروف الحالية أن اﻷحوال لم تزد سوءَا. لست في موضع يسمح لي بتقييم الوضع والحكم عليه، فأنا ببساطة أفتقر للمنظور الملائم للحكم على الأمور وتقييمها.

لا أدري متى تنقشع هذه الغمامة السوداء، أحيانا يبدو كأنها لن تنقشع أبدًا ولن تفارق المشهد; لكنني قررت أنني لن أنتظر ذلك.

من السهل حقيقة الانزلاق في دوامة البؤس، فهي هناك وجاذبيتها قوية، تستمد قوتها من وطأة الأوضاع الراهنة.

يكفيك فتح أحد شبكات التواصل الاجتماعي، وكل ما ستطالعه عيناك هو مظاهر البؤس والشقاء، هذه البلاد وهذه المدينة نالت حصتها من العذاب، أعتقد ذلك على الأقل.

كوب ماء نصف مليء أو نصف فارغ

خوارزميات غامضة

المشكلة الحقيقية أن المواقع مثل فيسبوك وتويتر تعمل بطريقة معينة، تقوم فيها خوارزميات الموقع بجلب الأشياء المشابهة للأشياء التي تطلع عليها باستمرار، لذلك كلما تعمقت في هذه الأخبار (التي ثبت أن بعضها كاذب ومفبرك) كلما ستأتي إليك أخبار أكثر وأكثر! أعتقد أن الشبكات الاجتماعية تجعل الحياة أقل سعادة فعلا.
قبل أن ندخل في هراء التنمية البشرية وأن الكوب نصف ممتلئ بدلا من أن يكون نصف فارغ، قررت أن أشرب طالما هنالك ماء!

الجانب اﻷخر

بدلا من النظر إلى الكوارث والسلبيات قررت أن أكون منصفًا وأبحث عن بعض الجمال في الوجود الذي من حولنا، ويجب أن أعترف بأن هذا لم يكن أمرَا صعبًا!
لن أتحول إلى النقيض وأنغمس في عالم خيالي تحفه الورود والفراشات وأقواس قزح، فهو أمر لا يقل سخافة عن النظارات السوداء في الجانب الأخر.

يوجد الجمال من حولنا كما يوجد القبح والشر والسلبيات، والحكمة تقتضي النظر إلى الأمور من كل جوانبها، لا بتفضيل أحد الجوانب على الأخر.
أسأل الله أن يفرج كرباتنا ويقضي حوائجنا عن قريب.

هذه التدوينة ليس لها علاقة بتاريخ اليوم، اليوم جمعة وسأعامله على هذا الأساس فقط.

ما رأيك في هذا المنظور؟ هل تعتقد أنه صواب أو خاطئ، وما تعليقك عزيزي القارئ؟