توجد العديد من التطبيقات في السوق تسهل عملية التواصل بين الأفراد، والقليل منها فقط يراعي خصوصية الفرد وسلامة بياناته، في هذه التدوينة سنتعرف على أحد أفضل هذه التطبيقات (تيليغرام) ولماذا يجب أن تفكر فيه كخيار لتواصلك مع الأخرين؟

ماهي التطبيقات الموجودة في السوق؟

سأغطي في هذا الجزء ثلاث تطبيقات شائعة يستخدمها المستخدم العربي بشكل عام (والمستخدم الليبي بشكل خاص)، ومميزات وعيوب كل تطبيق منها.

فيسبوك ماسنجر

أحد أكثر التطبيقات شيوعًا هو ماسنجر فيسبوك، والذي يستخدمه أكثر من مليار إنسان حول العالم لتبادل الرسائل والمكالمات،  وهو تطبيق منفصل عن تطبيق الفيسبوك رغم أنه يجب أن يكون موجودًا لتتمكن من تبادل الرسائل مع “الأصدقاء” على فيسبوك.

سياسة الخصوصية لدى فيسبوك مصممة لانتهاك كل حقوق المستخدمين وأخذ مفهوم الخصوصية منهم نهائيًا، لدرجة أن المفوضية الأوروبية نصحت مواطني الاتحاد الأوروبي بغلق حساباتهم على فيسبوك إن أرادو التمتع بخصوصية البيانات (التي لا يعلم أحد أين يحتفظون بها ولا ماذا يفعلون بها تحديدًا)، كما أن فيسبوك يتحكم في ملحقات الجهاز كالكاميرا والميكروفون من دون علم المستخدم ليجمع بيانات حوله!

 واتساب ماسنجر

واتساب التطبيق المملوك لفيسبوك يقدر عدد مستخدميها بمليار مستخدم حول العالم، ويتميز هذا التطبيق بخصوصية أكثر من ماسنجر فيسبوك لأن الرسائل مشفرة من طرف لطرف، ولكن بسبب إستحواذ فيسبوك على الشركة فإن سياسة الخصوصية قد تغيرت وأصبح لفيسبوك باب خلفي تنفذ منه على الرسائل وتستطيع إرسال رسائل الإعلانات المخصصة لك حسب اهتماماتك على موقع التواصل فيسبوك!

فايبر ماسنجر

فايبر هو أكثر التطبيقات شيوعًا في ليبيا ويستخدمه مئات آلاف المستخدمين لتبادل الرسائل والمكالمات يوميا، يتميز بمكالمات صوتية مجانية.

 

 يعيبه أن مكالماته ورسائله غير مشفرة، ويمكن الإطلاع عليها من قبل طرف ثالث (مخترق) بسهولة كبيرة، لدرجة أن هيئة الاتصالات السعودية حظرت استعمال الفايبر لأنه يخالف معايير أمن الاتصالات لديها، خاصة أن الشركة المالكة لهذا التطبيق شركة صهيونية تعمل من داخل الأراضي المحتلة!

الخصوصية على الإنترنت

الخصوصية الكاملة على الإنترنت تكاد تكون معدومة، وطالما لديك حساب واتصال بالشبكة فإن الخطر ماثل على الخصوصية وأمن الأفراد، واستعمال تطبيقات مثل التي ذكرتها في الفقرة الماضية يزيد من نسبة الخطر بشكل كبير، فبين التطبيقات الثلاثة المذكورة الوحيد الذي ينطوي على مخاطرة متوسطة هو واتساب، بينما فايبر هو الأسوأ أمنيًا، وبينما يبدو فيسبوك محصنًا من الاختراق الخارجي فالخطر الأكبر على المستخدم هو شركة فيسبوك نفسها!

تطبيق تيليغرام

هو تطبيق مجاني ومفتوح المصدر ظهر في سنة 2013 ويهدف لتمكين الأفراد من التواصل بشكل خصوصي وأمن على الشبكة، ويوم إكمال صفقة بيع واتساب لفيسبوك بمبلغ 19 مليار دولار وصلت تحميلات تيليغرام لأكثر من 50 مليون تحميل في يوم واحد!

 

كيف تتم الدردشة على تيليغرام؟

إذا كنت قد استخدمت واتساب او فايبر فأنت تجيد استخدام تيليغرام بالفعل، ففيه معظم الخواص المعتادة من أي برنامج محادثة (ماسنجر) مثل:

 

  • يوفر تيليغرام إمكانية مراسلة المستخدمين الذين تملك أرقام هواتفهم أو أسماء معرفهم على تيليغرام.
  • كما توجد فيه الدردشات الجماعية (غرف الدردشة) مع أكثر من 50 مستخدمًا في وقت واحد.
  • يوفر إرسال رسوم تعبيرية وقصاصات.
  • إرسال صور، ومقاطع فيديو، ورسومات.

 لكن هنالك بعض الميزات الإضافية التي تود معرفتها!

  • يمكن الاشتراك في “قنوات” على تيليغرام، تجلب لك الرسائل والأخبار من حسابات معينة، وإنشاء قنوات خاصة بك تمكنك من التواصل مع عدد كبير من الأفراد في وقت واحد (أفضل مثال على هذه الميزة أن يكون لدى المعلم قناة على تيليغرام والطلاب في الصف مشتركون فيها، ويتلقون منه الواجبات ومواعيد الامتحانات).
  • إرسال ملفات للمستخدمين الآخرين من أي نوع كان (ليس فقط ملفات الوسائط المتعددة) طالما يقل حجمها عن واحد غيغا بايت للملف الواحد، وهي خاصية رائعة لمن يعمل عن بعد، كما تبقى هذه الملفات في سحابتك الإلكترونية للتخزين مالم تقم بمسحها.
  • نسخة الويب من تليغرام تعمل بشكل مستقل عن تطبيق الهاتف، بينما واتساب يحتاج لوجود الهاتف متصلا بالانترنت ليتم عملية فتح التطبيق. هذه ميزة لتليغرام حيث يمكنك الدردشة من الكمبيوتر شريطة أن تقوم بإدخال الكود المرسل لك على هاتفك بشكل صحيح.
  • الميزة الأقوى لتليغرام والتي تجعل خصوصيته متفوقة على كل التطبيقات سالفة الذكر هي الرسائل السرية، حيث ترسل هذه الرسالة مباشرة من المرسل للمستقبل، دون أن تخزن على خوادم تيليغرام، وتقوم بتدمير نفسها تلقائيًا بمجرد إرسالها، كما أنها تحذرك إن قام المستقبل بالتقاط لقطة الشاشة للرسالة المذكورة).

تيليغرام يضيف خاصية المكالمات

في مقارنة مباشرة بين واتساب وتيليغرام كان تيليغرام الفائز بتحدي الخصوصية، بينما تفوق واتساب بخاصية المكالمات الصوتية التي أضيفت له لاحقًا (لأجهزة أندرويد وأيفون وويندوز فون 8.1 وما فوق فقط)، وكان على من يريد التحدث بالصوت أن يبقي على واتساب أو فايبر، حتى يوم الثلاثين من مارس سنة 2017

 أعلنت تيليغرام عن إضافة خاصية المكالمات الصوتية المشفرة والأمنة للمستخدمين في أوروبا الغربية، على أن تضاف لبقية العالم في وقت لاحق! متخلية عن سياستها السابقة بعدم الاستثمار في مكالمات الصوت!

كمستخدم للبرنامج يسعدني أن تيليغرام لم يوفوا بوعدهم وأنهم قاموا بإضافة خيار المكالمات ليقف تيليغرام على قدم المساواة مع باقي التطبيقات ويتفوق عليها!

ما رأيك في هذه التدوينة؟ هل تستخدم تطبيق تليغرام؟ وهل شجعتك هذه التدوينة على تجربته؟
ما التطبيق الذي تستعمله لإدارة اتصالاتك؟
شاركني في قسم التعليقات وشكرا لك على قراءة التدوينة.