هل تمتلك أي نوع من أنواع اليقين في حياتك؟

هل تستطيع أن تستيقظ في الصباح بكل ثقة أن الشمس ستشرق من جديد كما تغني أني، الفتاة اليتيمة من فيلم ديزني الكلاسيكي؟

                                     The sun will come out

Tomorrow
Bet your bottom dollar
That tomorrow
There’ll be sun!
 
Just thinking about
Tomorrow
Clears away the cobwebs,
And the sorrow
‘Til there’s none!

الكثيرون يعانون من عدم اليقين. الخوف الذي يشل أطرافهم ويمنعهم من التحرك.

من يتغذى على هذا الخوف؟

يسعى من يشعر بالخوف إلى رؤية الدجالين والعرافين الذين باعوا دينهم بثمن بخس. ليشعروا الشخص بطمأنينة كاذبة يمتصون مقابلها ماله وروحه.

وهناك من يفعل ذلك ببذلة رسمية وابتسامة متكلفة. شركات التأمين التي تبيع بوليصات تأمين على كل شيء تقريبا. احتمالات إحصائية لا تكاد تحدث أبدا.. لكن الخوف أفضل مسوق. الأقساط تتدفق والجيوب تفرغ. والحبر المطبوع على البوليصة يمنح الشعور الخادع بالطمأنينة.

ضمانة المصنع

هل جربت شراء منتج عليه ضمانة من الشركة المصنعة؟ لو كنت فعلت فأنت تعرف انه لا ضمان حقيقي للجودة والثقة. قد تعمل الثلاجة التي اشتريتها ثلاثين سنة دون كلل أو ملل. وقد تعطب في غضون أسبوعين ولا تغطيها الضمانة وتضطر راغما لشراء أخرى بديلة.

فترة الضمانة هي عمر الجهاز التقديري قبل بدء حدوث المشاكل.. الشركة المصنعة تتخلى عنك بمجرد أن يبدأ منتجهم في العطل.

لدي تدوينة قديمة حول ضمانة شركة البديل قد تشرح ما أعنيه بشكل أفضل.

هل هناك يقين؟

ليس هناك يقين في أي شيء. عدد الاحتمالات لحدوث أي شيء في اي لحظة هو أمر مخيف. ليس هناك يقين في العمل، ولا في الحب، ولا في الحياة.

قال تعالى: {وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين} – سورة الحجر الآية 99. وتفسير اليقين هنا، هو الموت.

عن الثبات

ما أعتقده هو أنك يجب أن تتقبل أن الحياة نفسها غير دائمة. البشر يتغيرون كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف. المشاعر تتغير. لا أحد غير قابل للاستبدال. الحياة تصعد وتهبط كالموجة الجيبية – وإن كانت أقل انتظاما -.

 

طلب أحد ملوك الفرس من حكيمه أن ينقش له عبارة على فص خاتمه تبهجه عندما ينظر إليها وهو حزين. وتحزنه عندما ينظر إليها وهو سعيد. كان جواب الحكيم هو: “هذا الوقت سيمضي”.

يمكنك شراء بوليصات تأمين خادعة. أو وضع خاتم ألماس في اصبع من تحب على أمل الاحتفاظ بها وأن تستبقيها يوما آخر. وقع عقدا مدى الحياة مع من يوظفك. لن يضمن لك ذلك أي شيء.

يمكنك أيضا الانزواء في ركن قصي لكي لا تخسر أي شيء. ألا تحاول بتاتا. لكن أي حياة هذه؟

أقتبس السطر الأخير من كتاب فجر طاقتك الكامنة:
“قد تكون الحياة لا يوجد لها تحليل غير جديرة بأن تُعاش، ولكن الحياة التي لا تُعاش لا تستحق التحليل بكل تأكيد.”

هل يمكنك تجنب المخاطرة؟ إحصائيا أغلب الحوادث تحصل في الحمام! هل ستتوقف عن دخول الحمام؟!

الحياة كلها مخاطرة. قد تصيب وقد تخيب. فقط لا تغتر عندما تصيب ولا تيأس عندما تخيب.

هل يوجد يقين؟

الشيء الوحيد الأكيد في هذه الحياة أنها ستنتهي في يوم من الأيام. لا توجد ضمانات أنك سوف تكون سعيدا. لا يمكنك سوى أن تمضي قدما وتبذل قصارى جهدك.

قبل أن تنتهي حياتك عليك أن تفعل شيئا مثمرا يسعدك ويخلد أثرك. البعض ترك أبناء يحملون اسمه. وآخرون سطروا كتبا وقصائد مبهرة. آخرون استشهدوا في سبيل قضايا يؤمنون بها. طالما لديك صفحات بيضاء أحرص على أن تترك شيئا جميلا.

نقل عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه قال: “عش لدنياك كأنك تعيش أبدا. وعش لأخرتك كأنك تموت غدا.”

ماذا لو كان لديك يقين؟

حتى إن كنت موعودا من صغرك بوظيفة تمتهنها وزوجة خطبت لك قبل حتى أن تفهم معنى الخطبة والزواج. كل الخطوط العريضة لحياتك تبدو واضحة ليس فيها لبس. ستتساءل إن كان هذا ما تريده حقا؟ ماذا كان ليحدث لو كانت الأمور مختلفة؟ العشب يبدو أكثر اخضرارا على الجانب من السياج. هل يمكنك التفكير في الوعد كنوع من الضمانات؟

ماذا عن عدم اليقين؟

ربما أنت لا تريد اليقين؟ هل سيكون اليقين ما تريده الأسبوع المقبل أو بعد خمسة عشر سنة من الآن؟

ربما يكون عدم اليقين فرصة لرؤية بطريقة مختلفة؟ استكشاف احتمالات لم تكن لتفكر فيها لو كان الطريق نحو خط النهاية واضحا.

أخذك للمخاطرة دليل أنك مستعد لتحمل تبعات ذلك الاختيار. لن يكون هناك ضمانات. فاز بالملذات من كان جسورا.

ما هي المخاطرة التي تستحق؟  أنت وحدك من يمكنه الإجابة على ذلك السؤال .

هل يمكن أن يكون عدم اليقين.. يقينا في حد ذاته؟