في المساء عندما تنحدر الشمس عن كبد السماء. وتكف عن جلد الكائنات بسياطها الحارق واللاهب. نخرج للحديقة ملتمسين نسمة باردة. ونشفعها أحيانا ببراد من الشاي بالنعناع – الذي نزرعه بأنفسنا بالمناسبة، النعناع وليس الشاي! -.
قارب الصيف على النهاية، أو هكذا نطمئن أنفسنا. مع هذا التغير المناخي من يعرف؟ نرفع أعيننا نحو كل سحابة. نتخيل أنها محملة بالأمطار. تغسل عنا وعثاء الصيف. وتبعد شبح القبلي العنيف. هل حدثتك عن القبلي؟ رياح الخماسين وما تفعله بجيوبي الأنفية؟ لقد فعلت!
رشفة أخرى من الكوب. يداعب النسيم الشمالي أوراق النعناع فتهتز بسعادة، وتتشر عبيرها اللاذع بالقرب. مالذي يخفيه المستقبل لنا؟ لا نملك سوى الصبر والانتظار. رشفة أخيرة انتهى معها الكوب.
قارب وقت المغرب على الدخول، انفض عقد الجالسين. حان وقت الصلاة.