في السنوات اﻷخيرة كثر الحديث عن اﻷسماك الغازية في البحر المتوسط، وعن هذه الفصائل التي تشكل خطرًا على الصحة العامة. في هذه التدوينة سنتحدث عن فصيلتين من هذه الفصائل بالتفصيل: من أين أتت، وما هو شكل الخطر الذي تشكله على الصحة، وعلى البيئة المحيطة.

تعريف الفصائل الغازية

الفصائل الغازية هي فصائل أتت من خارج النظام البيئي، سواء عن طريق الهجرة، أو عن طريق تدخل الإنسان في الحياة البرية بجلبه لهذه الفصائل من أماكن أخرى.

هذه الفصائل تشكل منافسة للفصائل المحلية، سواء بالتنافس على مصادر الغذاء، أو بالافتراس المباشر.

الفصيلة اﻷولى: سمكة اﻷرنب

سمكة اﻷرنب كما تعرف في ليبيا والدول العربية هي سمكة من فصيلة أسماك النفخ. وهي سمكة من أسماك المحيط الهادي. شديدة القرب من سمكة الفكهة (puffer fish)، السمكة الشهيرة بسميتها، والتي تحول لحمها السام لإحدى الأطباق اللذيذة، وشديدة الخطورة في اليابان.

وصف السمكة

هي سمكة متوسطة الحجم وشديدة السمية، ويتركز هذا السم في الزعانف، وفي الكبد. لا تزول هذه السموم لا بالطبخ، ولا بنزع تلك اﻷعضاء السامة.

كيف عبرت هذه السمكة إلى البحر المتوسط؟

عثرت هذه السمكة على طريقها إلى البحر المتوسط – وإلى السواحل الليبية بطبيعة الحال – عن طريق قناة السويس بالبحر اﻷحمر. وتزايدت وتيرة العبور بعد افتتاح تفريعة قناة السويس. حيث أن حجم الملاحة ارتفع، وبالتالي كمية المياه التي تعبر من البحر اﻷحمر إلى البحر المتوسط.

خطورة هذه السمكة على البشر

تناول هذه السمكة يؤدي إلى التسمم، وفي حالات قصوى الوفاة. سجلت وفيات في مصر، والكيان الصهيوني بفعل تناول لحم سمكة اﻷرنب.

توصيات بشأن هذه السمكة

هذه السمكة خطر شديد على الحياة، وينبغي عدم بيعها، أو شراؤها. بل يجب قتلها فور صيدها، وعدم إرجاعها إلى الماء.

سمكة اﻷسد

هذه السمكة هي إحدى أسوأ الفصائل الغازية في العالم، وهي أيضا بسبب طمع الإنسان وجشعه!

سمكة اﻷسد هي إحدى اﻷسماك الاستوائية، وتمتاز بزعانفها الكبيرة، وأشواكها السامة. ولكنها عكس سمكة اﻷرنب سمكة يمكن أكل لحمها، شريطة التخلص من تلك اﻷشواك الخطيرة.

سمكة اﻷسد بدأت رحلتها في غزو العالم كسمكة زينة، ثم انتشرت بعد تخلص ملاك اﻷحواض منها في المحيط بطريقة غير مسؤولة. ويعرف العلماء ذلك لأن كل الحمض النووي لأسماك اﻷسد يرجع لعشر أسماك فقط!!

لماذا هذه السمكة خطيرة؟

سمكة اﻷسد سمكة شديدة العدائية، وهي سمكة مفترسة تأكل كل شيء يمكنها وضعه في فمها! كما أن ليس لها مفترسات طبيعية بسبب أشواكها السامة والكبيرة. وهي تستهدف باﻷخص صغار السمك ما يعرض فصائل كثيرة للانقراض.

وصلت سمكة اﻷسد إلى البحر المتوسط وسجلت عينات منها في قبرص ولبنان. كما أن عينات منها اصطيدت على الشواطئ الليبية.

من أين أتت سمكة اﻷسد؟

هذه السمكة أيضًا عثرت على طريقها إلى البحر المتوسط عن طريق قناة السويس. فهي تتنقل داخل خزانات الغمر بالسفن، وعند تفريغ السفينة لحمولتها فهي تفرغ معها حمولة من اﻷسماك الضارة كذلك!

كيف يتم التغلب على غزو سمكة اﻷسد؟

يحاول العلماء جاهدين التخلص من هذه السمكة العنيدة، بتشجيع الصيادين على صيدها، وتعريف الناس بطعم لحمها اللذيذ! كذلك من خلال ضربها بالحربة وإطعامها لأسماك القرش، لتتعرف هذه الأسماك المفترسة على لحم هذه السمكة الغازية، وتبدأ في استهدافها.

كما أن هناك مشاريع علمية لتصنيع روبوتات تغوص في اﻷعماق وتضرب اﻷسماك بالحربة!

يمكن متابعة هذا المقطع الشيق للمزيد من المعلومات عن سمكة اﻷسد، أشرس الفصائل الغازية.

في الختام

هاتان السمكتان من أبرز اﻷمثلة على تغير البيئة بفعل البشر، وقدوم اﻷسماك الغازية التي تحمل معها تغيرات سلبية للبيئة المحيطة، والفصائل المحلية، وصحة الإنسان.

ماذا عنك عزيزي القارئ: هل صادفت هذه اﻷسماك من قبل؟ هل لديك معلومات أخرى لإضافتها؟ شاركني بها في قسم التعليقات.