في البداية كان منظوري تجاه تيك توك والتطبيقات المشابهة له على أنها وسيلة لجذب الانتباه، وطلب الشهرة عن طريق إهانة النفس والحط من كرامتها. أو عبر خدش المعايير اﻷخلاقية. لكن كما بدا لي عن طريق البحث أن تيك توك أخطر بكثير من مجرد بعض السذج الذين ينشرون محتوى تافه وغير قيم عليه.

1. إشاعة الفاحشة

الكثير من المقاطع على تيك – توك غير أخلاقية وبذيئة. وهذه المقاطع عند تكرارها، وتزايد شدتها توحي إلى المتلقي أن هذا السلوك طبيعي، أو ملائم فعله. وهذا يميت الضمير والنازع اﻷخلاقي. والشيء السيء هو أنه كلما شاهدت مقاطع من هذا النوع، كلما سارعت خوارزمية التطبيق لتطعمك أكثر، وأكثر منها.

وهذا ياخذنا لشيء آخر .. الخوارزمية

خوارزمية التطبيق هي عقله المدبر، والطريقة التي تدار بها صفحات التطبيق ومحتواه. هذه الخوارزمية المبنية على الذكاء الاصطناعي لها بعض اﻷهداف:

اﻷول منها هو إبقاء المستخدم على التطبيق لأطول فترة ممكنة.

الثاني هو تغذيته بالمقاطع التي تشبه المقاطع التي يشاهدها عادة.

أخيرًا سلب انتباهه من خلال مقاطع العشر ثوان التي تدمر التركيز، والقدرة على الانتباه لفترة طويلة.

حتى طريقة تصميم الواجهة ووضع اﻷزرار لم تأتي من فراغ، هي مصممة لتكون أسهل، وأبسط ما يمكن ليظل المستخدم في حلقة مفرغة من المحتوى الهرائي.

2. مخاطر البيانات

الهند – ذات الأغلبية الهندوسية – قامت بمنع تيك توك حفاظًا على خصوصية المستخدمين الهنود. ليس بسبب معايير دينية، أو أخلاقية. بل بسبب الطريقة التي يتعامل بها تيك توك مع بيانات المستخدمين. والتي لا تتوقف عند بيانات وصفية حولك، مثل فئتك العمرية، أو هويتك الجندرية. بل تتعداها إلى قراءة ما تطبعه لوحة مفاتيحك، أو ما تتبادله في رسائلك الخاصة. بل وما تحويه ذاكرة هاتفك من بيانات! وكلمات سرك المحفوظة على الجهاز!!!

حتى فيسبوك، والذي لم يسلم من سهام نقدي اللاذع، لم يصل إلى هذا الدرك من الخسة والنذالة!

3. أصل التطبيق

التطبيق مملوك لشركة (بايت دانس) الصينية، والتي تعتبر ذراعًا للحزب الشيوعي الصيني. ومن ضمن شروط العمل والمشاركة هناك، مشاركة كل البيانات التي تم جمعها مع الحكومة الصينية. والتي لا تجمع بياناتك لسواد عينيك. بل لبناء قوة عالمية سلاحها المعلومات.

إن كنت لا تزال تشكك في ذلك، فالقوات المسلحة اﻷمريكية تمنع على أفرادها أن يكون لديهم حسابات نشطة على التطبيق، حتى على أجهزتهم الشخصية.

في الختام

عندما يثبت ضرر شيء على الصحة، وعلى الانتباه، وعلى اﻷخلاق. فيجب علينا أن نقف وقفة جادة ضده، وأن نمنعه من أن يحقق أهدافه المرجوة.

التحريم كلمة كبيرة، وخطيرة. ومطالبتي بتحريم شيء معين ليست فتوى أو حكم. بل هي همسة أو وصية لمن بيده الحل والعقد. نتذكر جميعًا تحريم مصر وكردستان العراق للعبة بوبجي عند تفجر شعبيتها، ولا أظنها بنفس ضرر هذا التطبيق.

إن لم تصدر فتوى بالتحريم، فبيدك أنت حماية أهلك، ونفسك من شر هذه التطبيقات الخبيثة. التي لا خير يرجى من ورائها. وأستغرب لماذا – والتقنية لدينا – لم ننتج تطبيقات عربية وإسلامية. بعيدة عن هذا الشر المستطير؟!