مرحبًَا بك عزيزي القارئ إلى حديث أربعاء جديد. أتحدث فيه بأسلوب مختلف قليلًا عن قالب اﻷربعاء المعتاد. لذا فلنتأمل معَا هذا العدد الجديد.
صوت مزعج!
“خرخرخرخرخرخرخر” هذا الصوت الشبيه بجعجعة الرحى كان يصدر من السيارة. ولتجارب سيئة سابقة مع مثل هذه المواضيع قررت أخذها للورشة للفحص. لذا كان موعدي مع ورشة في منطقة (عرادة) بالضاحية الشرقية من طرابلس للكشف على الصوت.
تأمل “اﻷسطى” السيارة وهو يشعل سيجارة، ثم نظر إلي وقال: “بومبة المية خربانة”.
فغرت فاهي مدهوشًا. فهذه القطعة بالذات غيرتها منذ أقل من عام. وكانت عملية مكلفة ومزعجة. من السيء أن تتلف مجددًا بهذه السرعة!
“أنت متأكد أنه مش الدينامو؟” سألته لأنه حسب التوجيه السابق، كنت أنظر إلى دينامو جديد، ومكلف!
أكد لي ملوحًا بيده أنه ليس الدينامو، وأن علي أن أتيه بالمضخة لكي يغيرها. كما نصح بتغيير الزيت إلى w20-50. وهذا ما فعلته لاحقًا قبل زيارته مجددًا.
كما غيرت مبخر الزيت وصنعت فيديو حوله.
اﻷسبوع التالي: موعد الصيانة
خرجت مع شقيقي اﻷصغر متجهين نحو منطقة الفلاح جنوب طرابلس. الفلاح بها الكثير من ورش السيارات ومحلات قطع الغيار، وفيها وجدنا ضالتنا. ثم عدنا أدراجنا قاطعين حي غرغور الرابط ما بين طريق المطار، وطريق الشط. تجاه (جامع المية الحلوة). وهي مسافة طويلة كانت لتكون أطول لولا أنه صباح يوم السبت.
طلب “اﻷسطى” ساعتين من الزمن ليركب المضخة. اﻷمر الذي ضايق شقيقي جدًا لأنه رغب في أن يعود للبيت باكرًا. لكنني هدأت من روعه وطيبت خاطره. وذهبنا في رحلة على القدمين لإكتشاف أزقة وحواري (عرادة).
تفاصيل جميلة
مررنا بقرطاسية الحاج (الورشي) التي وصفتها من قبل بأنها كبسولة زمنية. تجمد فيها الوقت عند سنة 1999. كل شيء من الديكور والتلفزيون قديم الطراز. حتى البضاعة كلها قديمة. اشتريت منه قلمي حبر ماركة بيانو ودعيت له بالعافية. ثم مررنا بمخبز يبيع الدونتس بدينار. أحب هذه الوجبة الخفيفة وأشتريها من حين ﻵخر.
آذان الظهر
قفلنا أدراجنا نحو المسجد الذي سميت عليه المنطقة بأسرها، توضأنا وصلينا الظهر وعدنا للورشة. مرت ساعة و”اﻷسطى” لم ينته من العمل. بل كان يقطع الوقت بالعمل على سيارة أخرى. طلبت منه طلبًا آخر فقبل عمله واتفقنا على السعر. وذهبنا نتمشى مجددًا!
مكان للجلوس
ليس هناك مكان للجلوس بذلك الشارع. مقهى واحد ليس به طاولات. جلسنا أمام سور مدرسة ابتدائية وأمضيت الوقت وأنا أقرأ كتيبًا عن شوبنهاور، بينما جلس شقيقي بجواري يستمتع بالمنظر.
رجل يبيع البرتقال نادانا وأعطانا حبتين من الكيني إكرامية. دعوت له أن يطعمه الله من ثمر الجنة. ثم عدنا لنتفقد السيارة قبل العصر فوجدناها لم تجهز بعد.
فقررنا أن نجلس في المسجد حتى يقضي الله أمرًا. من الجميل أن ذلك المسجد بقي مفتوحًا بين صلاتي الظهر والعصر. حيث أن كثيرًا من المساجد تقفل أبوابها بعد الصلاة مباشرة.
آذان العصر
لم تجهز السيارة بعد. توضأنا وصلينا العصر في جماعة. ثم قفلنا راجعين. يبدو أن المسجد يمر بفترة صيانة. فبعض الحوائط مبنية من الطوب وغير مطلية. والحمام يكاد يكون في شارع آخر وراء المسجد. لكن هذا كله ليس مهمًا. فهذا المسجد ستر وغطاء، ومكان لعابر السبيل ليجلس بعيدًا عن العيون الفضولية يذكر ربه. أو يجلس في هدوء فمنتظر الصلاة في صلاة كما علمنا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.
هذه صورة التقطتها وظهري للحائط الغير مطلي.
عدنا من المسجد للورشة فوجدنا السيارة قد جهزت، نقدت “اﻷسطى” أجرته، وخرجنا من الورشة متجهين نحو البيت.
بالنظر للساعة، فالساعتان تحولتا إلى خمس ساعات بقدرة قادر!
حلت مشكلة المضخة والحمد لله. لكنك إن كنت تعرف أي شيء عن الورش، فستعلم أنه حل مشكلة، وسبب في مشاكل! كيف ذلك؟ سأترك ذلك لحديث اﻷربعاء التالي بمشيئة الله.
في الختام
هل تحب طريقة السرد هذه؟ سرد يوميات من حياتي عوض فقرات يؤدي بعضها إلى بعض؟ شاركني بذلك في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة!