تجد وبعد أكثر من 10 سنوات على رحيل العقيد القذافي من يترحم عليه، ويتمنى رجوع أيامه بشغف. متصورًا أن ليبيا في عهده كانت جنة الله على الأرض. وأن الذهب كان يظهر للمواطنين من التربة بمجرد ذكر اسم العقيد عليه، وما شابه من هذه الدروشات. أو أن أغنية الجسمي – رمز النحس في الميمز – يا ليبيا يا جنة لم تكن تطبيلة، وأنها بالفعل كانت جنة. هذه القائمة ليست شاملة أو كاملة. لا أعرف بالضبط حجم الأخطاء والجرائم المرتكبة في 42 سنة من الحكم القمعي، الشمولي. لكنها محاولة للتوثيق.
1. تعطيل كل القوانين
في خطاب زوارة قام العقيد بتعطيل كل القوانين، والعمل بالدستور الليبي. واحتكم لكتابه الأخضر في الحوكمة. ما ألقى بليبيا في براثن الفوضى. فوضى لم تخرج منها حتى الساعة.
إن كنت سعيد الحظ ولم تطلّع على الكتاب الأخضر، فلا أنصحك بفعل ذلك. إنه من أكثر الأشياء التي قرأتها ثقلًا على النفس، كلام مفكك لا معنى له. لكنه كان مفروضًا في المدارس، والجامعات. وتحفظ مقولاته وتكرر في كل مناسبة. سيرد بعضها في سياق هذه التدوينة.
للمزيد حول هذا الخطاب أنظر هنا.
2. مذبحة 7 إبريل
السابع من أبريل يرتبط بذكرى سوداء لدى الليبيين. شنق الطلاب في الجامعات سنة 1976، وتكرر ذلك في سنة 1984.
للمزيد طالع هذا الرابط حول ذكرى مذبحة السابع من أبريل.التي يسميها العقيد ومن معه زورًا بالثورة الطلابية.
3. قانون 4
البيت لساكنه. هذه الكلمة التي لا تعني شيئًا أباحت لكل من هب ودب اغتصاب مسكن غيره والسكن فيه عنوة. وبيعه والتربح من ثمنه. وانتزاع مسكن ممن لديه أكثر من مسكن واحد وإعطاؤه لغيره بدعوى الاشتراكية. وظلت المحاكم الليبية تترافع بسبب هذا القانون الاعتباطي حتى اليوم.
يمكنك الإطلاع على حيثيات هذا القانون الظالم والفوضى التي تسبب فيها من هنا.
4. تجريم تدريس اللغة الانجليزية والفرنسية في الجامعات
حرق كتب اللغات الأجنبية ومنع تدريسها، وفرض تعريب العلوم فرضًا. ما خلق جيلًا كاملًا من الليبيين يعانون من ضعف حاد في اللغتين. ما أدى بالطبيعة لتأخرهم في مجال الدراسة والعمل. وتجهيلهم بشكل قسري بحجة مكافحة الامبريالية.
https://www.youtube.com/watch?v=JDVONBG0Z38
5. حرب تشاد
حرب تشاد التي ورط فيها العقيد الليبيين لأكثر من سبع سنوات، هي أقسى وأشد حرب خاضها الليبيون. دفع ثمنها الليبيون غاليًا. لم يخلو بيت من قتيل أو مفقود. أخذ الطلبة عنوة من مدارسهم، وجامعاتهم ليكونوا وقودًا لهذه النار – ومنهم أناس من أقاربي -. راح ضحية هذه الحرب العبثية قرابة 7000 جندي ليبي. وانتهت بأسر قائد القوات البرية آنذاك (خليفة حلاوتا)، وانشقاقه فيما بعد وفراره إلى أمريكا. هزيمة نكراء، وحرب بلا طائل.
6. حادثة لوكربي
إسقاط الطائرة بان – أم على قرية لوكربي بإسكتلندا. ما أدى لفرض حصار اقتصادي خانق لأكثر من عقد من الزمن على الشعب الليبي. عقد من الجوع ، والمرض، والفاقة.
لم ينته الحصار الاقتصادي الخانق إلا بتسليم المتهمين، ودفع ما يقارب 3 مليار دولار تعويضات لأسر الضحايا!! ما كان من الأول يا سي السيد ..
ولا يزال الحبل على الجرار، والدول تحاول بسط سيطرتها على أموال الليبيين المجمدة لديها كتعويضات على إرهاب العقيد القائد الأممي، ودعمه لحركات الإرهاب في كل مكان: من جماعة أبو سياف، وجبهة تحرير المورو، إلى الجيش الإيرلندي، والساندينستا في نيكاراغوا، وانقلابات القارة السمراء، وتدريب ودعم حركات التمرد في ليبيريا، وسيراليون، ومد (عيدي أمين) بالسلاح والمقاتلين.
طالع المزيد حول هذه الحادثة من هنا.
7. مجزرة سجن أبو سليم
فتح حراس السجن النار على السجناء الذين تمردوا على أوضاعهم المزرية، ما أدى لمقتل ما يقارب 1200 سجين. لم يعرف أهل الضحايا بالمجزرة إلا بعد سنوات. وتعتبر هذه المذبحة السبب الرئيسي في اندلاع ثورة 17 فبراير.
طالع المزيد حول هذه المذبحة من هذا الرابط.
8. مواجهة الانتفاضة التي قامت عليه بالسلاح الثقيل
عندما تجرأ الليبيون على طلب حقوقهم وطالبوا برحيل القذافي بعد أكثر من 4 عقود من المهانة. استنكر العقيد وهاج وماج. وأطلق عليهم سيل حممه وغضبه، وسألهم مستنكرًا من أنتم؟ فقتل من قتل، وشرد من شرد، وعذب من عذب. ودمر ما دمر.
فتح مخازن السلاح، وأطلق سراح المساجين، وترك ليبيا تموج في الفوضى، نار حمراء جمر! كما قال في خطابه الشهير الذي أشعل فيه نار الحرب التي لم تنطفئ حتى الساعة ..
في الختام
“الفاتح” الشمس التي لا تغيب، غابت. مات الرجل الذي كان يعتقد أنه فوق مستوى البشر. المجد.. الرمز.. ذهب إلى بارئه ليسأل عما فعل. أطاحت به ثورة السابع عشر من فبراير.
التدوينة التالية تناقش يوتيوبيا الثورة، ودستوبيا الواقع.