أعتقد أنني مريض.


هذا الصداع العنيف الذي ينتابني صباحا مع نوبات من السعال الجاف. نعم أنا فعلا مريض. تغير الطقس دائما ما يفعل بي هذا. الجو الأن أبرد من الاسابيع الماضية. وهو ما يفسر ما أشعر به.

أؤجل فكرة زيارة الطبيب. لا أحب المصحات ولا الاطباء. ربما إن تفاقمت الحالة سأفعل ذلك مرغما. رغم أن اجازة مرضية هي فكرة مرحب بها ..

أكمد عظام وجهي بكيس مطاطي مليء بالماء الساخن. رائحة المطاط تملأ أنفي. ويسرح خاطري نحو البعيد. لا أدري لماذا الماضي. ربما لأنه يعجبني في الذكريات سخاؤها ..

بدأ العام الجديد. لكن لا أشعر بأي اختلاف يذكر. لم أؤمن قط أن تغيير التاريخ يعني بالضرورة تغيير الشخص. التغيير يأتي فقط من الداخل.

جزء مني يتمنى أن يكون هذا العام أفضل. لكنني لست بهذا التفاؤل. جزء آخر مني يصرخ محذرا من التفاؤل. أجد نفسي مائلا لهذا الشطر. التفاؤل الحذر هو أكبر مساحة من التنازل يمكنني أخذها. لذلك أمد يدي مسرعًا وأخذها خشية أن تولي مدبرة عني هي الاخرى.

أعتقد أنني أعرف سبب راحتي في العودة للماضي. أحبه لانه انتهى ومضى دون رجعة. وأحب أن أعتقد أنه لن يعود لمطاردتي. إنها مساحة أمنة وسط معتركات الوغى التي أخوضها كل يوم. مكره أخاك لا بطل.

ختاما

أستمر في التنويع في طرق تدوين حديث الاربعاء. هذه المرة سمحت لحواري الداخلي أن يتسلل على الصفحات ويملأ هذه المساحة الاسبوعية. فهو عادة يظل حبيس مخيلتي، ويطل برأسه أحيانا ليعكر صفو أحلامي.

دمت بود .. عزيزي القارئ.