كان لزاما علي أن أتحدث عن هذه الأزمة ليعلم العالم ما نوع المعاناة التي نقاسيها لندخل على شبكة الإنترنت.
بادئا ذي بدء كيف نتحصل على الإنترنت؟
يوجد مزود خدمة واحد في ليبيا مملوك للحكومة (شركة ليبيا للإتصالات والتقنية).
- تتبعه شركة الهاتف المحمول ليبيانا (ثمن غيغا الإنترنت = 150دينار!!)
- شركة المدار تزود الإنترنت “أحيانا” وأسعارها لاتبتعد من ليبيانا كثيرا (ثمن غيغا الإنترنت = 100دينار!!)
تحديث: وفرت الشركتان (ليبيانا والمدار) باقات مسعرة لدخول الإنترنت بأسعار أرخص، ليست رخيصة جدًا ولكنها خطوة في الاتجاه الصحيح..
- الشركة العامة للبريد وفرت خدمة (CDMA) لمدة وجيزة ثم انقطعت!
- بعض شركات القطاع الخاص الصغيرة والمرتفعة تكلفة الخدمة وضعيفة الانتشار (تغطي قلب المدينة فقط ولاتصل خدمتها للضواحي). وتأخذ الإنترنت خاصتها من LTT!!
- كما توجد مزودات خدمة الأقمار الصناعية التي تتعدى تكلفتها قدرة المواطن العادي الشرائية بأضعاف (أكثر من مرتب سنة كاملة ثمن المعدات دون احتساب الاشتراك الشهري).
عودة إلى LTT التي تزود الليبيين بالإنترنت، وتنقسم خدماتها إلى الأتي:
- خدمة ADSL وهي غير متوفرة للكل لإنها تشترط وجود خط هاتف أرضي.
- خدمة الواي ماكس السواد الأعظم من نسبة دخول الليبيين على الإنترنت.
- خدمة ال Dial Up أيضا يجب وجود خط هاتف أرضي.
- خدمات أخرى لا يفكر فيها الليبيون مثلLeased Line و Fiber to the home مع سوء تركيب الجملة الأخيرة!
نبقى مع خدمة الواي ماكس، التي من المعروف أنها تغطي مساحة كبيرة جغرافيا مع عدد قليل من المستخدمين.
ما حصل هو العكس تماما، لأن تغطيتها تشمل المناطق الساحلية (بها الكثافة السكانية العالية) حيث المساحة صغيرة والعدد كبير.أصبح الواي ماكس (بالليبي زي قلته)حلما صعب المنال للكثير من الليبيين (كالسكن في طرابلس مثلا)وصار سوقا رائجة للاستغلال والنصب كذلك!!
حيث أن الشركة توقفت عن إصدار العقود الجديدة وبيع الأجهزة، واكتفت باستبدال العاطل حماية للشبكة من الانهيار، مع ذلك تباع هذه الأجهزة مع عقود (الله أعلم من أين أتت) بأضعاف ثمنها.
من عمليات النصب الشائعة: بيع العقود في السوق السوداء للمشتري ثم يذهب البائع ويطلب من الشركة استعادة عقده الضائع أو المسروق (ويكرر العملية عدة مرات لأن الشركة لا تغير الملكية للشاري الجديد ويظل باسم البائع ويمكنه استعادته وسرقتك!!).
تسعيرة الرصيد كذلك مرتفعة، غيغا الإنترنت تكلف دينارين، والغيغا الإضافية بعد انتهاء الحصة بخمسة دنانير.أما خدمة بكيفك فسأترفع عن ذكرها..
بعد أن تعرفنا على كيف يدخل الليبيون الإنترنت فلنرى كيف هي تجربة الإنترنت في ليبيا
- في أوقات كثيرة لا تستطيع الدخول على الشبكة أصلا، وعندما تدخل فمن المعتاد أن تظل على نفس الصفحة لبضع دقائق تحاول تحميل المحتوى.والكثيرون نسوا كيف شكل موقع اليوتيوب أصلا!!
- الإنترنت في ليبيا كمن يشعل النار في ماله لينير حجرة! غال وعديم النفع، كثير الانقطاعات بطئ إن جاء أصلاً..
الطريقة الوحيدة ليعمل الواي ماكس! |
ما السبب في تردي خدمة الإنترنت من وجهة نظري؟
- لا يعتقد المسؤولون الليبيون بأهمية الإنترنت ويعتقدون أنها مضيعة للوقت ورفاهية لا يمكنهم تحملها!
- الإنترنت خطر أمنى يجب مراقبته وتقنينه وحتى قطعه (أحداث 2011 أكبر دليل على هذا الرأي).
- أيضا تأخر دخول الإنترنت إلى ليبيا كان بسبب خوف المسؤولين الأمنيين من إمكانيات الإنترنت.
- لا يوجد منافس لشركة LTT العتيدة في السوق، فهي تتحكم في العرض والطلب.
من اﻷسرع؟ نت واي ماكس أم السلحفاة؟ |
بينما يطور العالم شبكات الجيل الخامس، يتقاتل الليبيون على الواي ماكس صيني الصنع، على نفس البنية التحتية التي صممت لاحتمال نصف العدد من المشتركين كحد أقصى، منتظرين تحسن أوضاع الكهرباء لنتمتع بسرعة 2ميغا في الثانية (كلام نظري بحت).
نحن شعب صبور جداَ!!
ملاحظة: (هذه المقالة مقالة رأي تمثل رأي صاحبها والمعلومات التي بها وقت البحث عنها) النسخة الإنجليزية من المقال موجودة على هذا الرابط..
لقد قمت بالتدوين حول تسريع اتصال الإنترنت ليبيا ماكس، اطلع عليها من هنا رجاء.
تحديث من سنة 2018: هذه رسالة مفتوحة لشركة ليبيا للاتصالات والتقنية.