هل يعقل هذا؟ رجل الرومات المخصصة، وقاهر “التقادم المخطط له”، يرفع الراية البيضاء، ويتجه صاغرًا نحو السوق ليستبدل هاتفه اﻷثير؟

بلى، هذا ما حصل! في هذه التدوينة أود مناقشة اﻷسباب التي دفعتني لتغيير هاتفي، وماذا فعلت بالهاتف بعد ذلك. ثم سأترك موضوع الهاتف الجديد في حد ذاته لتدوينة أخرى.

تحديث البرمجيات باستمرار، لا يعني استمرار اﻷداء السلس والجيد

مع روم مخصص ضمنت الحصول على تحديثات لعامين، بعد توقيف الدعم رسميًا عن الجهاز في ديسمبر 2022. وبالفعل قمت بتحميل نسخة أندرويد 15 فور توفرها. لكن مع هذه النسخة الجديدة من أندرويد بدأت ألاحظ بطئًا ملحوظًا في أداء الوظائف اليومية، على عكس النسخ السابقة من نظام التشغيل. اﻷمر الذي لم يرق لي، ولم أشأ العودة لنظام سابق، لأنه من وجهة نظري اعتراف ضمني بالهزيمة!

رغم قبوله لآخر التحديثات، إلا أن مواصفات هاتفي لا تزال كما هي عليه منذ صدوره سنة 2019 مع أندرويد 9. وهذه مدة طويلة تغير فيها الكثير ..

أداء الكاميرا باهت وغير محبب

هاتفي السابق به أربع كاميرات خلفية، وكل واحدة منها متخصصة في شيء معين. أحدها للتقريب على التفاصيل الصغيرة، واﻷخرى للتصوير بجودة عالية، والثالثة للقطات العريضة، واﻷخيرة حساس لعمق الصورة وتفاصيلها.
مع هذه الكتيبة من الكاميرات، قد تتوقع أن الصورة ستكون براقة، ومشرقة. لكنها للأسف تأتي باهتة، حتى مع اجتهادي في التقاط لقطات جيدة. كما أن خاصية (السيلفي) في الكاميرا اﻷمامية تسبب تعطل تطبيق الكاميرا، وتوقفه عن العمل. اﻷمر الذي يزعجني، ويذكرني بعمر الهاتف، وتقادم وظائفه.

مواصفات اﻷداء لم تعد ملائمة لعصرنا هذا

عندما تقارن هاتفين ببعضهما من وجهة نظر سطحية، ستنظر لحجم الذاكرة الداخلية، وحجم الذاكرة العشوائية، وتقول لنفسك هما متساويان ولا فرق بينهما. بينما الفروق تكمن في أداء المعالجات كل على حدة، وأداء المعالجات في مجموعة. باﻷخص مع الوظائف التي تطلب قوة معالجة كبيرة، مثل استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي.
لذلك عند النظر لمقاسات اﻷداء لهاتفي، وجدت أنها متأخرة كثيرًا، ولم تعد تواكب العصر الذي نحن فيه.
اﻷمر سيئ لدرجة أن أداء المعالجات جميعها، صار يعادل اﻷداء الفردي لهاتف من الفئة المتوسطة صدر قبل عامين أو أكثر!! وهذا حقيقة مؤشر مقلق، ولم أكن أنظر إليه من قبل عند شراء الهواتف.

هنا يمكنك مشاهدة كل القياسات، وأين يقع هاتفي السابق مقارنة بهواتف أخرى.

العامل الشكلي، والمجتمعي

سواء أحببت ذلك، أم كرهت. فالناس ستحكم عليك من مظهرك، وملبسك، وماركة قميصك. وبالطبع هاتفك الذكي. هاتفي عمره خمس سنوات وشكله عادي جدًا. في العادة لم أكن لأبالي بشكله، أو فيما تظن الناس فيه، ولكن تجمع هذه العوامل كلها جميعًا. أدى بي لأخذ القرار الصعب، بتغيير هاتفي الذي عاش معي أطول فترة ما بين كل هواتفي، والبدء مع هاتف جديد.

يؤسفني أنني استسلمت أخيرًا للضغط من المجتمع، ونظرة اﻵخرين لي، ولكن لي أسبابي الخاصة لذلك. التي ربما أكشف عنها في المستقبل ..

الإرهاق من كثر التخصيصات!

لم أظن أن هذا قد يحدث معي، ولكن تفليش كل تلك التحديثات المتتالية، والاضطرار لعمل رووت بعد كل تحديث للحفاظ على مستوى معين من الفاعلية والتخصيص، صار مرهقًا بعد فترة من الزمن. إنه ليس شيئًا أود فعله كل شهر (أي الرووت)، بل أفضل أن يكون أقرب لوظيفة سنوية.

أين ذهب هاتفي النوت 8؟

قمت بتفليش آخر نسخة من روم المصنع، واستعادة حالته البرمجية لحالتها الافتراضية، ومررته لأحد أفراد أسرتي. حيث أن الهاتف الذي لديه حاليًا صار بطيئًا وبالكاد يمكنه الرد على مكالمة هاتفية. وقمت بنقل كل البيانات والإعدادات الخاصة به على هاتفي القديم، وقمت بتوديعه آسفًا عليه.

في الختام

هذه كانت خلاصة اﻷسباب التي دفعتني لشراء هاتف جديد، والتخلي عن الهاتف الذي خدمني بإخلاص لقرابة ثلاث سنوات. وإن كان اﻷمر ليس سهلًا، وشابه الكثير من التردد.

ماذا عنك عزيزي القارئ؟ ما رأيك في هذه اﻷسباب؟ هل كان أي منها ليدفعك لتغيير هاتفك الحالي؟ شاركني بها في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.